الإنـكـسـارالـعـربـي بـيـن هـزيـمـتـيـن !! مبادرة "روجرز" وقاعدة الصواريخ .. (الحلقة الخامسة)

الاحد 19 يونيو 2022 - الساعة 01:41 صباحاً

 

 

                              1

 

  نعم  قبل عبدالناصر بمبادرة ( روجرز ) لكنها كانت استدراجاً منه او بحسب تعبير عمرو صابح  ( غطاءاً سياسياً ) لكسب الوقت ليتمكن من إعداد الجيش واستكمال استعداداته للمعركة القادمة. 

 

 إعادة بناء وتموضع حائط الصواريخ المنيع على حواف الضفة الغربية لقناة السويس ، وكان هذا الحائط الصاروخي هو الغطاء لإتمام  عملية العبور وتحرير سيناء.

 

علماً بأن مبادرة (  روجرز ) كانت في شهر يوليو من العام 1970م ، أي قبل وفاة عبدالناصر بنحو شهرين - رحمة الله تعالى عليه -  وهذا جانب ، والجانب الأهم أنه لم يوافق عليها إلأ بعد الانسحاب الكامل من قوى الاحتلال من كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ومن الجولان و من سيناء ، والتمسك بحق شعبنا العربي الفلسطيني وحقوقه المشروعة والتي حددتها قرارات الأمم المتحدة . 

 

                         2

 

لقد كانت فلسطين قضية عبدالناصر المركزية وإيمانه بها لا حدود له وكان يعتبر فلسطين ومقاومتها  : ( هى أنبل ظاهرة إنسانية فى عصرنا ) 

(  إن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى .. و ستبقى وستنتصر )، ولا يزايدن احد على  عبدالناصر في ذلك، وهو  الذي تشكل وعيه عليها. 

 

                         3

 

أما كان الفضل الأكبر في حرب السادس من أكتوبر  1973 م هو لعبدالناصر بعد إعادة بناء القوات المسلحة على أسس ٍ علمية ومهنية حديثة ، وصلت إلى مستوى وضع الخطط وتحديد موعد تنفيذها، و ماسبقها من معارك وحروب وعمليات فدائية وعسكرية بدأت بتصحيح البيت العسكري  بإعادة البناء يوم 11يونيو /حزيران 1967م بإصدار مجموعة من القرارات..

 

وتعيين كلاً من الفريق أول محمد فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة، وتعيين الفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان، وتعيين الفريق مذكور ابو العز قائداً لسلاح الطيران، تم  قراراً منفصلاً بنحو اسبوع قضى بتعيين الأستاذ أمين هويدي وزيراً للحربية، ولم يعد هناك توصيف أو لقب بالقائد الأعلى أو بنائب القائد الأعلى..

 

كما لم يعد هناك أيضاً لقب المشير ، وبهكذا تصحيح  انتهت مراكز القوى والنفوذ داخل القوات المسلحة ،  وأشرف عبدالناصر بنفسه على مدى ثلاث سنواتٍ على إعادة هذا البناء  تأهباً للمعركة مع العدو الصهيوني. 

 

واعقبها بإنجازات منها حرب الاستنزاف ووضع خطط العبور لتحرير سيناء في زمن قياسي لايتجاوز صيف 1971 م  ، ولكم أن تعودوا لمذكرات الفريق أول محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة ففيها من التفاصيل الشيء الكثير .

 

واستمرت حروب الاستنزاف من 11 يونيو /حزيران 1967م  و حتى 8 آب /  أغسطس 1970 م. 

 

وتحددت وبشكلٍ موازي أولوية المعركة في التصالح مع كل أعداءه من العرب ( الأردن والسعودية مثلاً ) وأوقف الصراعات معهم ، وحرص على بناء تضامن عربي فعّال. 

 

وهو ما اثبت جدوى تلك المصالحات وفعاليتها في معركة السادس من أكتوبر 1973م ( استخدام سلاح النفط )، والاستفادة من مضيق باب المندب ولم يكن ذلك لولا تحرراليمن من النظام الملكي الكهنوتي، وقد اعترفت إسرائيل ذاتها من خلال قياداتها  على فعالية  الدور الذي لعبه  مضيق باب المندب في المعركة . 

 

وفي بيان  30 مارس 1968م حدد أولية البناء والاستعداد للمعركة  . 

 

       مـراجـعــــات .. مـا بـعــد الـهـزيـمــــة 

في فبراير 1968م صدرت أحكام ضد قادة سلاح الطيران في حزب 5 يونيو /حزيران 1967م  وبعد مظاهرات طلابية  و عمالية على إثر ذلك استجاب عبدالناصر لمطالب المتظاهرين وأعاد عبد الناصر محاكمتها من جديد.

 

وأصدر الزعيم الراحل عبدالناصر بعدها بيان  الــ( 30 ) من مارس، والذي نص على  : 

- وضع دستور دائم للدولة. 

- اقرار الفصل بين السلطات.

- إقرار مبادئ حرية الفكر .

- إنشاء محكمة عليا . 

 

وهذه مايمكن تسميته بمراجعات ما بعد الهزيمة  أو النكسة والتي قادها بنفسه ، وقد قاد تلك المراجعات بنفسه ولهذا يرى  كثير من الكتاب والباحثين بأن عبدالناصر بعد النكسة غيره قبلها.

 

- تعيين مسؤولين جدد في المؤسسة العسكرية كما سبق طرحه . 

 

- وإقالة مسؤولين آخرين على ذمتها ومحاكمتهم. 

 

واستطاع الزعيم عبدالناصر أن يجعل من نكسة حزيران 1967م  محطة جديدة للبناء وتصويب المسار على كل المستويات، وبعد إعادة بناء القوات المسلحة، تم تحديد أولوية المعركة ولا صوت يعلو فوقها ، وإعادة بناء التضامن العربي لأهميته في المعركة القادمة..

 

ولمؤتمر الخرطوم ولاءاته  الثلاثة دلالاته التي تؤكد أي نوع من المعارك التي يحضر لها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. 

 

وقد أعقب  ذلك كله  بإنجازات عظيمة منها : حرب الاستنزاف 1969 م، ووضع ( خطط العبور لتحرير سيناء ) في زمن قياسي لايتجاوز صيف 1971 م 

 

وقد كشف الفريق  أول محمد فوزي في كتابه  الإعداد لمعركة التحرير ( 1967 / 1970 )والذي نشر فيه مشروع الخطة الهجومية ( جرانيت ) لتحرير سيناء والتى وضعت خلال فترة وزارته وأثناء حكم الزعيم جمال عبد الناصر، و ( هي الخطة التي تم التدريب عليها ، و استكمال كل متطلباتها العسكرية..

 

وفى منتصف شهر سبتمبر 1970 قام الرئيس جمال عبد الناصر بالتصديق على تنفيذ المرحلة الأولى منها، وهى المرحلة التى تشمل عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس وتأمين العبور ثم التحرك نحو خط المضايق وتأمينه ) .

 

وعلى تنفيذ معركة التحرير فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار فى 7 نوفمبر 1970، ولكن وفاة الزعيم /  عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 م، أدت إلى تأجيل قرار شن حرب تحرير سيناء.

 

 كما يقول الفريق أول محمد فوزي : ( لا أبالغ إذا قلت إن الإعداد للقوات المسلحة ميدانياً قد اكتمل حتى الثمالة قبل حلول يوم 7 نوفمبر 1970م  ). 

 

وهذه الشهادة الموثقة من  الفريق أول محمد فوزى بنشره ( للخطة جرانيت ) تكشف الكثير من الحقائق  وتثبتُ وجود خطة وهو مانفاه السادات !! 

 

وهي بذلك تتناقض كليةً مع شهادة الرئيس السادات بعدم وجود خطة هجومية لتحرير سيناء قبل توليه رئاسة الجمهورية وهذا أولاً !! 

 

كما انها تثبت ان سبب الخلاف بين الرئيس السادات ومجموعة رجال مايو كان بسبب رفض الأول إتخاذ قرار الحرب فى هذا التوقيت وهذا ثانياً .

 

وكان السادات وفق فقه أولوياته  يرى أن يتخلص أولاً من خصومه في السلطة  ليتمكن من صناعة امبراطوريته بانقلابه على نظام عبدالناصر وعلى أهداف ومبادئ ومشروع ثورة 23 يوليو الناصرية ويصنع له تاريخاً على  حساب الآخرين وجهودهم . 

 

وهذه الشهادة الموثقة من الفريق أول محمد فوزى نسفت وتنسف كل الإدعاءات والأكاذيب المتعلقة بعدم وجود خطة هجومية لعبور قناة السويس وتحرير سيناء ، والتي تم وضعها واستكمال كل تجهيزاتها والتدريب عليها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر. 

 

وقد قال الفريق أول محمد فوزي في  كتابه ( حرب الثلاث سنوات 1967-1970م  )  : ( إن قياس قدرات قواتنا مع قوات العدو فى ذلك الوقت أواخر 1970 وأوائل 1971 كانت لصالح قواتنا عدداً وتسليحاً وكفاءة من قوات العدو فى كل أفرع القوات المسلحة، وان توقيت معركة التحرير وتنفيذ الخطط الموضوعة والتى تم التدريب عملياً عليها وهى الخطة جرانيت واستكمالها بالخطة 200 الشاملة كان توقيتاً مخططاً وسليماً ) .

 

 والخطة جرانيت عبارة عن خطة مرحلية لتحرير سيناء ، وتقضي تلك الخطة فى المرحلة الأولى منها بعبور القناة وتدمير القوات الإسرائيلية والوصول إلى خط المضايق الاستراتيجية وتأمينه .

 

وهو  مايؤكد أن حرب الاستنزاف  كانت بوابة العبور وفاتحته في حرب السادس من أكتوبر 1973م ، وقد كانت أول هزيمة عسكرية لدولة الكيان المحتل إسرائيل. 

 

وتؤكد أن حرب السادس من أكتوبر لم تكن  لولا إعادة البناء في القوات المسلحة ، وتلك الجهود المضنية التي فرغ الزعيم الراحل عبدالناصر نفسه لها لتؤتي أكلها بكفاءةٍ واقتدار، وقد كان  كما وضحته شهادة الفريق أول محمد فوزي  ألموثقة . 

 

         يتبع ....          

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس