من التمرد واحتضان الإرهاب الى الشذوذ الجنسي .. سجل مُظلم لمليشيا الجبولي الإخوانية
الاربعاء 26 نوفمبر 2025 - الساعة 12:25 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

فجرت احداث الأثنين الدامي بمديرية المقاطرة، السجل الدامي والمظلم لمليشيا الاخوان التي يقودها ابوبكر الجبولي ، منذ زراعتها في المديرية التابعة إدارياً لمحافظة لحج قبل نحو 8 سنوات.
وشهدت المديرية امس الاثنين اشتباكات اندلعت بعد مهاجمة قوات من اللواء الرابع الذي يقوده الجبولي ، نقطة أقامها أبناء المقاطرة للمطالبة بتسليم شقيق الجبولي المتهم بجريمة قتل الشاب وائل وديع سلطان المقطري، في 30 أغسطس الماضي.
وقتل وائل على يد المطلوب أمنيًا علوي الجبولي ، لدفاعه عن نفسه امام محاولة الأخير الاعتداء عليه جنسياً داخل معسكر للواء الرابع ، بحسب تأكيد لمصادر مقربة من اسرة الشاب.
ومنذ وقوع الجريمة قبل نحو 3 أشهر ، رفض الجبولي بشدة مطالبات أهل الضحية تسليم شقيقه للجهات المختصة لتحقيق العدالة ، وهو ما دفعهم الى نصب نقطة تفتيش في سائلة المقاطرة بحثاً عن المتهم الجبولي او عن أخيه قائد اللواء الرابع.
هذه الجريمة ورغم خلفياته الأخلاقية المشينة ، وكونها السبب الحقيقي وراء أحداث الأمس ، الا أن المشهد كان له تحريف وتضليل من قبل الجبولي ومن خلفه جماعته الاخوان وبتواطئ من محافظ تعز نبيل شمسان وصولاً الى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
فقد تم التغطية تماماً على السبب الحقيقي وراء الاحداث ، والإصرار على ترويج أكذوبة تعرض الجبولي والمحافظ لمحاولة اغتيال ، بل تعدى الأمر الى تحويل هذه الاكذوبة الى غطاء يُشرعن موجة جديدة من التنكيل بحق أبناء المقاطرة من قبل مليشيا الجبولي الاخواني.
لتأتي ردة الفعل الشعبية والمجتمعية على هذا التضليل عنيفة جداً ، بفتح ملف مليشيا الجبولي منذ زراعتها في مديريتي المقاطرة والشمايتين من قبل الاخوان عام 2017م ، ضمن مخططهم حينها للسيطرة على ريف تعز وانهاء تواجد اللواء 35 مدرع.
حيث استدعى الاخوان مراسل صحيفة حزبهم الإصلاح "الصحوة" ابوبكر الجبولي ، ليتم ابتكار مسمى جديد لتشكيل عسكري أطلق عليه "اللواء الرابع مشاة جبلي" وتعيين الجبولي على رأسه ، دون أن يكون له أي ذكر في الحرب من قبل.
ومن ضمن ردود الأفعال الشعبية ضد أحداث الأمس ، كان لافتاً ما نشره ناشطون لمذكرة رسمية تعود الى آواخر عام 2018م صادرة عن مدير أمن مديرية الشمايتين الى الجبولي حول سرقة افراده كابلات الكهرباء لمشروع وادي الصحى ، والتعليق الساخر على الأمر بأنه "أول معركة خاضها الجبولي وقواته".
هذه السخرية اللاذعة ، لم تكن سوى توصيف حقيقي لبداية سجل وتاريخ مظلم للجبولي ومليشياته منذ ظهورها قبل 8 سنوات وحتى اليوم ، سجل حافل بالجرائم والانتهاكات بحق أبناء المنطقة من القتل والاختطاف والتعذيب الى الاخفاء القسري وحملات المداهمات وفرض الجبايات.
وبين هذه الجرائم كان التمرد يغطى على سلوك الجبولي واتباعه في وجه الأوامر والتوجيهات التي كانت تصدر عقب كل جريمة من الحكومة ووزارة الدفاع والسلطات المحلية وصولاً الى النيابة والقضاء ، الذي يرفض شقيق الجبولي "علوي" الامتثال امامه بتهمة جريمة قتل شابين عام 2023م.
وبدلاً من ان يُساق الجبولي الى ساحات العدالة ، كان الرجل يرُقى في المنصب والمهام من قبل الجماعة ، التي ابتكرت له من جديد تشكيلاً عسكرياً وهمياً باسم "محو طورالباحة" ، في مهمة جديدة كُلف بها الرجل لمحاولة اختراق مناطق الصبيحة الحزام القبلي الشمالي لعدن.
ورغم فشل الرجل في هذه المهمة ، الا أنه نجح في مهمة أخرى لا تقل عنها أهمية ، وهي مهمة احتضان الإرهابي امجد خالد وعناصره بعد طردهم من عدن عام 2019م ، حيث وفر الجبولي لهم مناطق المقاطرة والشمايتين ، لإدارة عملياتهم الإرهابية ضد عدن والجنوب ، طيلة السنوات الماضية.
8 سنوات من الإرهاب والتنكيل بحق أبناء المقاطرة من الجبولي ومليشياته الإخواني ، لم تكن أحداث الأمس سوى احدث حلقة ، الا أن تداعياتها الشعبية والمجتمعية ربما تجعل منها اشبه بجريمة اغتيال الشهيدة افتهان المشهري في مدينة تعز ، والتي فجرت معها غضباً شعبياً لم يهدأ حتى اليوم يُطالب بإنهاء الفوضى الأمنية والجريمة التي صنعتها سلطة الأمر الواقع الإخوانة منذ 2015م.
















