الإنـكـسـارالـعـربـي بـيـن هـزيـمـتـيـن !!.. بـيـن مـفـارقـتـيــــن (الحلقة السابعة والأخيرة)
الخميس 23 يونيو 2022 - الساعة 10:27 مساءً
نبيل أمين الجوباني
مقالات للكاتب
إذا كانت النكسة سبباً في الهزيمة النفسية العربية فلماذا لم يكن لنصر أكتوبر 73 ترميمها وإعادتها لحالتها السوية قبلا !؟
ولماذا استمرت الهزيمة تسحب نفسها على جيلها وتمتد بظلالها على الأجيال المتعاقبة ؟
ولماذا اختفى تأثير انتصار السادس من أكتوبر 1973م على المستقبل العربي والأجيال المتعاقبة إيجاباً !؟
ولماذا استمرت الهزيمة تجر ذاتها على المستقبل العربي كله !!؟
نظرة واقعية هي كل ما نرجوه في تقييمنا الموضوعي وتقدير الموقف .
فإذا كانت النكسة سبب الهزيمة النفسية العربية .. فلماذا لم يصالح نصر أكتوبر المجيد النفسية العربية المهزومة و يُحَوِل هزيمتها إلى انتصار مكافئ قياسا على نكسة/هزيمة 5 حزيران وانكسارات النفسية العربية !!.
أو ليس ( لكل فعلٍ ردُّ فعلٍ مساوٍ ِ له في الحركة ومضادٍ له في الاتجاه ) !! وفق قوانين الجدل والمنطق والميتافيزيقيا !!
خـلاصـــــة الـقـــــول
حاضرُ الأمة كماضيها قبل النكسة وبعدها وقبل عبدالناصر وثورة 23 يوليو وبعدهما ، وربما الانفراجة التي تستحق الضوء والتقدير هي فترة الزعيم /عبدالناصر سواءاً كانت قبل النكسة أو بعدها وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى وهي الاستثناءُ المشرق في تاريخ امتنا الحديث والمعاصر ولن أكون مغالياً إن قلت أنها واحدة من عصور المجد في تاريخ امتنا كله رغم الهزيمة.
وبرغم كل الأخطاء وحتى الخطايا إن وجدت فيجب أن تقرأ في سياقاتها التاريخية والموضوعية وبحجم ما أنجزَّ في تلك الحقبة الفريدة التي لم يجد الزمان بغيرها أو بما يضاهيها أو يحفل ببعض مكتسباتها وانجازاتها منذ قرون..
ثم أي منطقٍ يقول أن نكسة أو حتى هزيمة 5 حزيران هي سبب هذا الشرخ أو الانكسار في الشخصية العربية، و أنها سبب كل هذا التردي والخنوع والضعف والارتهان وحتى التخلف الحضاري الذي أصاب الأمة !!؟
اما انتكست أمم وهزمت دول قديماً وحديثاً وتجاوزت انكساراتها وعادت لتقف على قدميها من جديد.
اما هزمت أمريكا أمام فيتنام وفرنسا الذي احتلها الألمان اما انكسرت اليابان والصين والطليان .
فهل انتهت هذه الدول، ولم يقم لها بعد ذلك من شأن !! .
مقياس الهزيمة في استسلامها وموت إرادتها وعدم قدرتها على الوقوف والمقاومة والاستبسال، وفي تجاوز سقوطها ووعكات محنها، فالإرادات الحرة لاتموت ولاتنكسر، فإرادت الشعوب الحقة حتماً سننتصر ولو بعد حين لأنها إرادة حق وإرادة الحق فوق كل إرادة لأنها جزء من إرادة الله سبحانه وتعالى .
لكن الانكسار الذي منيت بها امتنا في عصرها الحديث هو أنها ارتكست بنخبها ومثقفيها وساساتها قبل أن ترتكس أو تنتكس - سيان - بقادتها ، وتقوقعت حول ذاتها المأزومة تندب حظها وخطها العاثر ، ثم راحت تبحث عن؛ شماعةٍ تعلق عليه مآسيها .
الهزائم في حياة الأمم والشعوب عارضة والثابت أن تنتصر لإرادة الحياة وإلآ فما جدوى نديبها أو حتى اعتراضها أو تعلل أمانيها.
والزعيم الرَّاحل عبدالناصر _ رحمة الله تعالى عليه _ تجاوز الهزيمة بإرادةٍ صلبةٍ وبيقينٍ لا يعرف المستحيلا .
وانتصر أولاً بإرادة القائد ثم بثقة الجماهير التي التفت حوله ومنحته مالم تمنح سواه من التقدير والثقة والتأييد، لا لأنها أحبته وصدقته ولكن لأنها آمنت به وخبرته في مواطن كثيرةٍ ورأت فيه المنقذ و مخلص آخر الزمان وكان هو في مستوى الثقة والمسؤولية والإقتدار .
واستطاع أن يرسي مداميك البناء لتحقيق الانتصار.
لم يكن شعبنا العربي المصري وحده من فوضه و وثق فيه ليقوده للانتصار ولكن شعوب امتنا العربية كلها من المحيط إلى الخليج خرجت تهتف باسمه ليقودها للنصر وتجاوز المحن.
رحم الله الزعيم الخالد ابو خالد فقد ظل حتى آخر رمقٍ فيه فارساً نبيلاً لايشق له غبار ، ومقاوماً أصيلاً مع أمته وعروبته لم يهادن ولم يستسلم ولم يضعف حتى في أشد المواطن إيلاماً رفض التنصل والهروب ، وقرر أن يتحمل المسؤولية كُلِّهَا، وظلَّ في تحدٍ دائمٍ وثابتٍ في كل المعارك ولايقبلُ بالهزيمة .