إحياء اتفاق بكين الرياض وطهران .. هل اُعيد رسم خارطة الجنوب تمهيداً للتسوية؟

الاربعاء 10 ديسمبر 2025 - الساعة 12:12 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


رغم مرور أسبوع على الأحداث بالمحافظات الشرقية وما نتج عنه من إعادة رسم لخارطة الجنوب عسكرياً ، لا تزال القراءة غامضة ومُلتبسة حول خفايا ما حدث وتبعاته على المشهد في اليمن خلال المرحلة القادمة.

 

الا أن عدداً من الأحداث والمواقف التي صدرت خلال الساعات القادمة ، يُمكن لها ان تُزيل بعضاً من الغموض في قراءة ما حدث مؤخراً ، بشكل يوحي بأنه جاء في سياق تفاهمات إقليمية ودولية لإعادة رسم معسكر الشرعية عسكرياً وسياسياً.

 

ففي حين لم يصدر أي موقف سعودي واضح حتى الان يرفض سيطرة القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على وادي حضرموت ومحافظة المهرة ، جاء الموقف الدولي على ذات النهج.

 

حيث أصدرت سفارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بيانات مقتضبة حول الأحداث ، عقب الاجتماع الذي عقده السفراء يوم امس الاثنين مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

 

وفي بياناتها ، اكتفت الدول الغربية بالدعوة إلى التهدئة وخفض التصعيد، على عكس مطالب العليمي باللقاء بـ"موقف دولي موحد، واضح وصريح"  ضد سيطرة قوات الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة ، ومطالبته أيضاً بممارسة ضغط علني لإخراج هذه القوات.

 

هذا الموقف الغربي الهادئ وعدم إدانته لما حدث ، يُشير الى موافقة ضمنية على سيطرة قوات الانتقالي على المحافظات الشرقية ، وتحديداً المهرة ووادي حضرموت وهي المناطق التي تُمثل شرايين تهريب رئيسية لمليشيا الحوثي الإرهابية لنقل الأسلحة والمعدات الإيرانية من عُمان نحو مناطق سيطرتها.

 

ما قد يعني وجود ضوء اخضر غربي لإزاحة التشكيلات العسكرية المتهمة بتسهيل عمليات التهريب وفرض سيطرة قوات الانتقالي على هذه المناطق لقطع خطوط التهريب ، في حين ان السعودية سبق لها وان قامت بنشر قوات درع الوطن في وقت سابق بهذه المناطق.

 

ومع هذه المواقف التي توحي بوجود توجه إقليمي وغربي لإعادة ترتيب المشهد في المناطق المحررة ، كانت العاصمة الإيرانية طهران تشهد اليوم الثلاثاء لقاء لافتاً ، جمع مسؤولين من إيران والسعودية والصين ، لإحياء الاتفاق الذي رعته بكين بين طهران والرياض عام 2023م.

 

وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية، فقد أسفر اللقاء الثلاثي عن اتفاق جديد يؤكد دعم الحل السياسي الشامل في اليمن استنادًا إلى المبادئ المعترف بها دوليًا وتحت إشراف الأمم المتحدة ، والدفع نحو تهدئة مستدامة وتهيئة الظروف للتسوية السياسية بما يضمن استقرار اليمن ويحفظ أمن دول المنطقة.

 

الحديث من داخل طهران عن اتفاق سعودي إيراني لإحياء مسار السلام في اليمن، عقب الأحداث بالمحافظات الشرقية ، التي تزامنت بدايتها مع مغادرة وفد من مليشيا الحوثي برئاسة يحيى الرزامي، رئيس لجنة المفاوضات العسكرية التابعة للمليشيا ، عبر طائرة عُمانية من مطار صنعاء الى مسقط.

 

وهو ما يُعزز وجود تحركات إقليمي ودولية لانضاج تسوية سياسية في اليمن ، تختلف عما تم التوصل اليه سابقاً أي ما قبل مرحلة التصعيد الذي مارسته مليشيا الحوثي بالبحر الأحمر ، ووفق متغيرات جديدة داخل معسكر الشرعية ، انتجتها الأحدث الأخيرة.

 

وبالتوازي مع مؤشرات المسار السياسي وخيار التسوية ، تُشير الأحداث الأخيرة الى ان المضي في هذا المسار من قبل الأقليم والمجتمع الدولي سيكون مع الاحتفاظ بالخيار العسكري متاحاً.

 

وهو ما يمكن قراءته من التصريحات والاجتماعات العسكرية لعضو مجلس القيادة طارق صالح في المخا وسلطان العرادة في مأرب ، والتأكيد على الاستعداد لخوض معركة قادمة ضد مليشيا الحوثي ، ووصف ما حدث مؤخراً بالمحافظات الشرقية بأنه إعادة ترتيب لمسرح العمليات استعداداً لهذه المعركة.

 

كما يمكن ملاحظة ذلك بإعادة الانتشار الكبير الذي نفذته خلال اليومين الماضين قوات درع الوطن الممولة سعودياً ، بسحب قواتها من المهرة ومن لحج وعدن وابين نحو منفذ الوديعة الحدودي ، في حين وصل جزء من هذه القوات الى مأرب.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس