قوة القيادة كرامة للأوطان
الاحد 26 يونيو 2022 - الساعة 01:35 صباحاً
عبدالله فرحان
مقالات للكاتب
سباق قطري رسمي وإعلامي لتقديم التهاني للقيادة المصرية بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو 2013 التي اطاحت بحكم جماعة الإخوان واوصلت فيما بعد الفريق السيسي الى رئاسة الجمهورية بديلا للرئيس مرسي المدعوم من قبل قطر .
وكانت هذه التهاني القطرية قد اتت رسميا من قبل امير دولة قطر تميم بن حمد ووفده المرافق له اثناء لقائهم بالرئيس السيسي يوم امس في العاصمة المصرية القاهره .
وعلى الرغم من ان موعد ذكرى 30 يونيو لم يأتي بعد ولم يحن موعد تقديم التهاني بمناسبة حلوله كون اربع ايام متبقية للموعد .. الا ان قيادة دولة قطر وكذا شبكة قنوات الجزيرة الفضائية حرصت على ان تسابق الجميع لتقديم التهاني بمناسبة اليوم الوطني المصري الذي كان في الخمس السنوات السابقة يتكرر يوميا توصيفه من قبل اعلام الجزيرة ودوائر السياسة القطرية بانه يوم الانقلاب الدموي على الشرعية وهو اليوم الذي حملت قناة الجزيرة على عاتقها مسؤلية اسقاط سلطته الغير شرعية وتعهدت مرارا باعادة سلطة الإخوان الى الحكم ولو على بحور من دماء وتدمير مصر طوبة طوبة ..
فبزيارة الامير تميم اليوم الى مصر سقطت كافة مزاعم شرعية مطلب جماعة الإخوان لاستعادة سلطتهم العبثية التي اسقطها الشعب المصري قبل 8 اعوام .
وبالمناسبة فعلى ذكر زيارة قيادة دولة قطر الى مصر والتي ينتهي برنامج مراسيمها اليوم ..
فهي ليست الزيارة العربية او الخليجية الوحيدة الى مصر خلال هذا الشهر الحالي وانما هي واحدة فقط من سلسلة زيارات عديدة عربية وخليجية تسابق فيها ملوك ورؤساء وامراء بلدان عربية عدة لزيارات مصر واجراء لقاءات رسمية مع الرئيس السيسي وهي ايضا احدى زيارات السباق الخليجي نحو تقديم الدعم للحكومة المصرية وبعشرات المليارات من الدولارات .
فقبيل زيارة امير قطر بعدة ايام كانت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى القاهرة ومقدما لها نحو 30 مليار دولار موزعة في تبويبات متعددة منها 3 مليار وديعة سعودية لتمكين البنك المركزي المصري الحفاظ على سعر صرف الجنية المصري امام العملات الاجنبية . ونحو 12 مليار دولار مقدمة للاستثمارات وما يقارب 15 مليار دولار موزعة في تبويبات الدعم للحكومة المصرية ومشاريع خدمية وتنموية و...
وهنا يبدو الفرق واضحا بين طريقة الدعم الخليجي والسعودي تحديدا في الأعوام والعقود السابقة وبين طريقة تقديمه اليوم . كون الدعم سابقا كان ياتي عقب عدة زيارات مصرية الى السعودية والخليج لاستجداء الدعم خلافا لما نشاهده اليوم من ذهاب الدعم ذاته الى مصر ليقول لها ها انا اتيت اليك يا مصر ! وهنا تكمن قوة القيادة المصرية ..
وفي الشأن ذاته كان لدولة البحرين هي الاخرى سباق لزيارات العاصمة المصرية لتوطيد العلاقة مع القيادة المصرية وكسب مواقفها مقابل تقديم الدعم لحكومة السيسي .
كما كان للقيادة الاردنية ايضا سباقا لتوطيد العلاقات مع القيادة المصرية في اطار التحالفات الجديدة .
وهذا الحال ذاته للقيادة اليمنية وبكل قوام طاقمها الرئاسي ممثلا في الرئيس و 5 من نوابه مع طواقم مكتب الرئاسة وعدد من الوزراء سارعوا في اولى جولة الزيارة الخارجية لزيارة مصر وتوطيد علاقة القيادة اليمنية الجديدة مع القيادة المصرية لنيل الدعم المصري السياسي واللوجستي والعسكري ..
فالعالم العربي والدولي في ظل الازمة العالمية بجميع اقطابه يتسابق على كسب المواقف المصرية ومنح الحكومة المصرية الدعم مقابل الحصول على دور وساطاتها الرائدة في تشكيل التحالفات الجديدة . وهذا الدور وهذه القوة لدولة مصر في العام 2022 ماكان لها ان تكون مطلقا لولا 30 يونيو التي انتشلت مصر من واقع العبث والفوضى واطاحت بحكم جماعة الاخوان اواخر 2013 لتتمكن مصر من العودة الى ريادتها العربية والدولية .
فهل لليمنيين ان يستفيدوا من هذه الدروس لتغيير واقعهم بدلا من التشظي والانبطاح استجداء لملاليم تنتظرها القيادة لا تساوي شيي من احتياجات الدعم ولن تأتي الا بعد استنزاف بقايا اشلاء الثوابت الوطنية واطلاق 1000 صراخ وبكاء .