اتفاق الرياض2 .. ترتيب سياسي للشرعية بعد إعادة ترتيب المشهد عسكرياً

السبت 13 ديسمبر 2025 - الساعة 10:47 مساءً
المصدر : المحرر السياسي

 


 على عكس الضجيج الإعلامي خلال الأيام الماضية ، برزت مؤشرات وتسريبات توحي بنقاشات صامتة تجري وراء الكواليس لإغلاق مشهد الأحداث الأخيرة ، باتفاق يُعيد ترتيب المشهد عسكرياً وسياسياً داخل الشرعية.

 

وبرزت هذه المؤشرات مع وصول الوفد العسكري السعودي والاماراتي مساء امس الجمعة الى العاصمة عدن ، ولقاءه مع عضو مجلس القيادي الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي ونائبه ابوزرعة المحرمي بقصر المعاشيق.

 

وفي حين أكدت وسائل إعلام سعودية ان مهمة الوفد ترتيب انسحاب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة ، سارع المجلس الانتقالي الى نفي ذلك بشكل قاطع ، واكد عدم وجود أي حديث مع الوفد "يمس الوجود العسكري الجنوبي في حضرموت والمهرة".

 

وهو ما أكده اليوم السبت المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، في تصريحات لصحيفة "العربي الجديد"

 

 القطرية ، قال فيه بإن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الوفد السعودي الإماراتي تقضي بعدم التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة ، مؤكدًا أن الأجواء التي سادت النقاشات كانت إيجابية وواقعية.

 

وأوضح التميمي، أنه جرى بحث جملة من الأفكار المتعلقة بالأوضاع الميدانية في المحافظتين، مشيرًا إلى أن وفد التحالف العربي عاد للتشاور مع قياداته بشأن ما تم طرحه خلال اللقاءات.

 

ونفى المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام السعودية حول التوصل إلى تفاهم يقضي بانسحاب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة، مؤكدًا أن النقاشات تركزت على مبادئ عامة للتهدئة والوصول إلى نقطة التقاء تضمن استقرار الأوضاع.

 

وأضاف التميمي أن مسألة البقاء في حضرموت والمهرة تخضع للتقديرات العملياتية على الأرض، لافتًا إلى أن تولي أبناء حضرموت مسؤولية إدارة شؤون محافظتهم أمر محسوم، ولا يوجد أي اعتراض من أي قوة جنوبية على هذا المبدأ.

 

وما يُعزز ذلك ، التسريبات والروايات التي نشرها نشطاء وصحفيون من جماعة الاخوان على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضي ، تنسف كل ما تم الترويج له من قبل الجماعة استناداً على الرواية التي قدمها الاعلام السعودي.

 

التسريبات الاخوانية الأخيرة ، تتطابق مع ما سبق وان تحدث به نشطاء وصحفيون موالون للمجلس الانتقالي ، حول مهمة الوفد العسكري السعودي الاماراتي ، والتوجه الحقيقي للرياض لإغلاق ملف الأحداث الأخيرة.

 

هذا التوجه يقوم اولاً على إعادة ترتيب المشهد عسكرياً في وادي حضرموت والمهرة ، عبر الاتفاق مع المجلس الانتقالي على تفاصيل إعادة انتشار في هذه المناطق بين القوات الجنوبية والنخبة الحضرمية المحسوبة على الانتقالي وبين ودرع الوطن المحسوبة على الرياض ، وهي قوات جنوبية في الأساس.

 

وتؤكد مصادر مطلعة وتقارير إعلامية بان التفاهمات حول ذلك بين الرياض والانتقالي وبحضور اماراتي ، قطعت شوطاً كبيراً ، بسبب التقارب الكبير في وجهات النظر بين الطرفين ، والاتفاق الكلي بينهما على طي صفحة المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت.

 

التفاهمات الكبيرة في ترتيب المشهد عسكرياً ، يُمهد الطريق نحو ترتيب المشهد السياسي في الشرعية بناء على المتغيرات الأخيرة التي تشكلت في محافظتي المهرة وحضرموت ، وعلى غرار ما جرى في اتفاق الرياض عام 2019م ، عقب سيطرة قوات الانتقالي على العاصمة عدن.

 

وتُرجح مصادر مطلعة ان تقوم السعودية خلال الأيام القادمة باستدعاء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي المتواجدين في الداخل الى الرياض ، للتفاهم على تغييرات في هيكل الشرعية وبخاصة الحكومة ، وقد يشمل الأمر هيكلة لمجلس القيادة الرئاسي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس