7 سنوات على "اتفاق ستوكهولم".. الخطأ الذي يدفع ثمنه اليمنيون والعالم حتى الآن

الاحد 14 ديسمبر 2025 - الساعة 09:54 مساءً
المصدر : خاص

 


 

شكل الـ13 من ديسمبر 2018م يومًا قاسيًا ومؤلمًا لليمنيين، مع توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة ومليشيا الحوثي الإرهابية برعاية الأمم المتحدة.

 

حيث تحول ذلك اليوم من فرصة مزعومة للسلام إلى فاصل قاتم أعطى المليشيا الحوثية فرصة للتعافي والتقاط الأنفاس، بعدما كانت على شفا السقوط والانهيار الكامل في مدينة الحديدة غربي البلاد أمام تقدم القوات المشتركة، ليستمر بقاء المليشيا ويستمر اليمنيون في دفع ثمن ذلك اليوم المشؤوم.

 

سبع سنوات مرت على هذا الاتفاق، الذي رُوج له بأنه يمثل أهم خطوة نحو إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، لكنه سرعان ما تحول إلى فشل ذريع للمجتمع الدولي، بعد أن منح الحوثيين فرصة للبقاء في الحديدة، وسط تواطؤ دولي واضح أوقف واحدة من أهم المعارك المصيرية لاستعادة الدولة.

 

وتضمن اتفاق ستوكهولم، الذي عززه مجلس الأمن بقرار صادر عنه في 22 ديسمبر 2018، ثلاثة محاور رئيسية، الأول حول مدينة الحديدة وموانئها (الحديدة، الصليف، ورأس عيسى)، والثاني آلية تنفيذية لتفعيل اتفاقية تبادل الأسرى، والثالث تفاهمات حول مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيا.

 

وكان من المقرر بموجب الاتفاق انسحاب المليشيا من موانئ ومدينة الحديدة خلال 14 يومًا، وإزالة أي عوائق تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، مع سريان هدنة أممية لوقف إطلاق النار، وكل ذلك في النهاية اتضح أنه وهم ومجرد حبر على ورق.

 

وجاء الاتفاق بينما كانت القوات المشتركة تتقدم بوتيرة متسارعة وانتصارات ظافرة للسيطرة على المدينة، ووصلت طلائعها إلى محيط مطار المدينة، على بعد بضع كيلومترات من ميناء الحديدة، الذي كانت رافعاته تظهر في عدسات مصوري الإعلام العسكري.

 

الاتفاق الذي أبرم تحت ضغوط دولية أفضى في النهاية إلى تعطيل المعركة، بزعم حماية المدنيين وتجنب أزمة إنسانية، بينما كانت المليشيا الحوثية على وشك الانهيار العسكري الكامل.

 

وبعد مرور هذه السنوات، أدرك المجتمع الدولي حجم الخطأ الفادح الذي ارتكبه في حينه، حيث منح الاتفاق المليشيا فرصة لإعادة ترتيب صفوفها وتكثيف هجماتها لاحقًا، بما في ذلك استهداف الملاحة الدولية من واستخدام موانئ الحديدة لتهريب الأسلحة والوقود، وتحويل المحافظة الى قاعدة لاستهداف السفن التجارية وقتل البحارة الأبرياء.

 

كما أن الجبهة الحقوقية التي نشطت في 2018، والتي شكلت أدوات ضغط لتعطيل المعركة بزعم مخاوفها من حدوث أزمة إنسانية نتيجة معركة التحرير، غابت تمامًا أثناء الغارات التي دمرت موانئ الحديدة مؤخراً، في تناقض واضح بين الشعارات السابقة والواقع على الأرض، ما كشف زيف الشعارات الحقوقية وانتقائية مواقفها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس