امكانية الحل السياسي من عدمه في اليمن..!

الخميس 30 يونيو 2022 - الساعة 01:15 صباحاً

 

ثمانية اعوام من الحرب التي إعادت تشكيل خارطة القوة في اليمن، و توزيعها بشكل يحقق نوعاً لا بأس به من التوازن..! 

 

لست هنا بصدد الحديث عن الإسباب و العوامل و طبيعة الصراع المعقد والمتصل بإرث ماضوي تقليدي و إمامي بائد..! 

 

لكننا هنا نحاول ان نقدم قراءة حول امكانية الحل السياسي في اليمن خصوصاً ان الإقليم و المجمتع الدولي و اقطاب البتروكيمياء ادركوا ان المسار السياسي هو الأنسب و المعول عليه بالشأن اليمني..! 

 

و هذا التصور و القناعات تأتي في سياق سوء التقدير و جهل بالقضية اليمنية، التي يمثل غياب الدولة و المؤسسات الوطنية المعضلة الإساس بالنسبة لليمنيين. 

 

لا تحتاج اليمن لصيغ سياسية مشابهة بالآلية التي تعامل بها الاقطاب و المجتمع الدولي في ليبيا، لأن اليمن تعيش ازمة من صيف 94 و صولاً للحرب الشعوى في مطلع 2015 بسبب انقلاب الحوثيين المرتبطين عقائدياً بمشروع طهران الطائفي..! 

 

اذاً المساءلة في اليمن ليست بيد الإقليم و لا يمكن ان تكون طهران داعم لجهود السلام في اليمن  حتى لو نجحت النقاشات المستفيضة التي تجري في الدوحة بين طهران وواشطن،  نتيجة لإزمة اوكرانيا، حيث تطمح واشنطن في الحصول على الغاز والنفط الإيراني الذي سيكون سعره مناسباً و في نفس الوقت يحل محل النفط والغاز الروسي..! 

 

لن تسمح الكرملين لطهران بتصدير النفط والغاز على حسابها، و لن يقبل الخليج بذلك ايضاً... اضافة الى رفض اسرائيل لأي اتفاق نووي او حتى العودة للأتفاق النووي الموقع مع إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما..! 

 

ستبوء كل المساعي بالفشل،  ولن يقبل الخووثيين بمقترحات مسقط ولا الدوحة و لا بغداد.. و سيذهبوا بعيداً نحو إعلان تصعيد عسكري جديد لمهاجة مأرب من الغرب و الجنوب و ربما ان هناك خطط لإستهداف مدينة حريب و مهاجمة بعض مواقع العمالقة المعنية بجبهة حريب..! 

 

امكانات السلام في اليمن ضعيفة، وليست اليمن مؤهلة بعد لذلك فالخوثية ترى ان اليمن حق خاص بها وحدها ولا شريك سياسي و لا ند ولا حليف... وانهم يروا ان حق الطاعة والولاء هو المدخل الاساس لدين و الإيمان..! 

 

لن تجدي هذه المساعي في تغيير شيء بالواقع لكنها تمنح الحوثيين مزيد من الوقت و الفرص، و تعطل اولويات مجلس القيادة و تجعله يدور في دوامة من الصدامات فيما بينه لإسباب سخيفة كلها تحوم حول الجزئيات و تغوص في التفاصيل الدقيقة، مهملة الاساسيات والاولويات و الخطوط العريضة لحلحلة القضايا العادلة التي تقتضي حضور الجنوب بشكل ندي يعزز اللحمة،  بعكس ما تشير اليه الوقائع اننا امام اقذع انواع البيروقراطية، و الإستحواذ و ثقافة الشراكة من باب الفساد و ليس من اجل المنافسة و تقديم الافضل..! 

 

لا مكان للحلول السياسية في بلد عانى كثيراً من الأستبداد الذي ادى لنزع الثقة و افسد النخب و كرس ثقافة الفيد..!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس