لليوم الثالث على التوالي والالاف من سكان المناطق المحررة - وانا احدهم- محرومين من خدمات الاتصال عقب القرار المفاجئ بوقف شبكة "YOU".

ولليوم لم تخرج الحكومة حتى ببيان توضيح عن السبب الحقيقي لوقف اعمال الشركة احتراما لمصالح الالاف الذين تعطلت مصالحهم جراء توقف خدمات الشركة ؛ خاصة وان هناك مناطق لا يوجد فيها سوى تغطية هذه الشركة.

بالبداية تم تسريب صورة قرار نيابة الاموال العامة بالتحفظ على اصول الشركة بحجة وجود ٢٤مليار متأخرات ضرائب لم تدفعها شركة "MTN" التي باعت فرعها في اليمن للشركة اليمنية العمانية للاتصالات ، وبعد يوم تم تسريب قرار لمجلس الوزراء بمصاردة اصول الشركة ووضع اليد عليها ؛ وكلا القراران بتاريخ ابريل الماضي.

طبعا للحكومة الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً لكن وفق القانون لان ذلك الفرق الوحيد بين الدولة والعصابة ؛ فاذا كان الامر مستحقات مالية على الشركة للدولة فيجب ان يطبق ذلك على كافة الشركات؛ اما اذا كان القرار اتخذ بمصادرتها فلماذا سمح لها اصلا بتركيب ابراج 4G في نفس الشهر الذي اتخذ به القرار؟

والنقطة الأهم أن يكون الهدف الاخير من كل ما تقوم به الدولة هو مصلحة المواطن؛ وليس الاضرار بها ؛ وفقهياً فدرء المفسدة مقدمٌ على جلب المصلحة ؛ فهل كان من الحكمة ان تقوم الحكومة في عدن بقطع خدمة YOU في هذا الوقت دون ان يوجد البديل ؟.

برأيي لقد كشفت هذه الحادثة عورة الفشل لاداء الشرعية في المناطق المحررة منذ ٢٠١٥م ؛ وكيف انها عجزت عن ايجاد او "منعت" شركة اتصالات حديثة تدار من عدن رغم توفر كل الامكانيات والخبرات والكوادر لتنفيذ ذلك.