30 يونيو كان يوم لابد منه

الجمعه 01 يوليو 2022 - الساعة 02:06 صباحاً

 

في اللحظات الفارقة والفاصلة من تاريخ الامم والشعوب وفي غمرة الفرح بالانتصار لابد ان يتسلل الغوغائيون منتهزي الفرص، ثم يتقدمون الصفوف، ثم بوقاحة شديدة وقبح اشد فيدعون انهم رجال الانتصار وابطاله وهم في واقع الحال لصوص الفرصة واللحظة .

 

كانت ثورة 25 يناير في مصر ثورة عظيمة نبيلة الهدف والتوجه ، كانت ثورة نابعة من ضمير ووجدان الشعب المصري بكل تنوعه الديني والسياسي، وفي هذه اللحظة التاريخية كان سارقي ربيع العرب يتربصون ويعدون الخطط لسرقة الثورة فلديهم المال والالة الاعلامية ولديهم شيوخ المنابر والداعم الخارجي السخي الخفي والظاهر ..

 

لصوص الثورة هي جماعة تبدو ناعمة في السطح لكنها في واقع الحال جماعة خشنة متخشنة خشبية التفكير في العمق، وتكون اكثر شوكا وخشونة عندما تعتلي كرسي السلطة ،وهذا امرا طبيعي في جماعة متجمدة عند قراطيس  النقطة 1400، فهي جماعة غارقة غاطسة في الماضي بكل تفاصيله وتريد ان تحكم شعب متنوع دينيا وسياسيا انطلاقا من نقطة التجمد تلك في واقع يبعد عن تلك النقطة سنوات ضوئية بمعيار التقدم والتحول الذي نعيشه اليوم .

 

لذلك في اولى لحظات الاختطاف وفي معركة بالغة الخطورة ذهبت هذه الجماعة تفتش عما تقوله الهام شاهين او علا غانم ، في معركة بالغة الخطورة ذهبت هذه الجماعة تفتش عن سن قانون يجيز لرجل الشرطة والامن في اطالة اللحية ، في معركة شديدة الحرج اوكلت هذه الجماعة لمشائخ الفتوى في الحديث فيما يجوز وما لايجوز في السلام او رد السلام على المسيحي او المعايدة والتحية في الاعياد والمناسبات .

 

في مرحلة بالغة الخطورة والحرج والتعقيد والجماعة مشغولة فيما يباعد بين المصريين ويفرقهم.

 

ميزة جماعات التأسلم الكذوب والزائف هي النعومة الخادعة عندما تكون في المعارضة ثم فائض الخشونة عندما تكون في السلطة ، لذلك عند المعارضة تحالفوا مع الجميع وقالوا لن نرشح رئيسا وسوف نشارك بنسبة 30 % في مجلسي النواب والشورى ولانها جماعة لديها فائص رهيب من جشع السيطرة والسلطة التهمت بشره كل شيء ثم ركلت الجميع  بايمان شديد وبلا وخزة ضمير، التقية والخداع والمخادعة صفة اصيلة متأصلة في الجماعات المتأسلمة بكل تنوعها المذهبي فهي موجودة في قراطيسهم وادبياتهم، هذه الجماعات تبدو عارية بلا ساتر او غطاء عندما تحكم ففي هذه اللحظة يظهر فائض القباحة والوقاحة والكراهية لديها لكل مختلف معها، هذه الجماعات لا تجيد صناعة الدول فهي دوما عناوين للخراب والبرقعة والتشتت .

 

عندما كنت اشاهد القنوات المصرية في تلك اللحظة المعتمة شديدة السواد من تاريخ مصر كنت على يقين  ان هناك ثورة قادمة على سلطة ( العراعير) ، فما يقوله ويتفوه به الشيخ ( العرعوري) محمود شعبان صاحب المقولة الوقحة والمستفزة لكل من يتحاور معه ( هاتوا لي راجل) او حازم ابو اسماعيل قول صادم ومخيف لاكثرية المصريين ، كنت اثق كمتابع ان الثورة قادمة وان الجيش المصري سيقف داعما لهذه الثورة وقد فعلها ووقف مع الشعب ضد القائد الاعلى للقوات المسلحة في 25 يناير المجيد.

 

لقد كانت المخابرات الوطنية المصرية والجيش الوطني المصري متلاصق مع نبض الشعب المصري، كان قارئا ومدركا لحجم المؤامرة ومن يقف خلفها وان مصر مستهدفة قبل الكل والجميع، وكان كل العرب يدركون ان ذهبت مصر ذهب الجميع ، وان سقطت مصر سقط الجميع ، لذلك في اللحظة المناسبة والفاصلة اصطف الجيش المصري مع الشعب في ثورته في 30 يونيو ، هذا جيش مصر (خير اجناد الارض) ليس جيش بشار الطائفي وليس جيش عفاش القبلي ، لقد كانت ثورة 30 يونيو عظيمة فهي ايضا وليدة ثورة 25 يناير المجيدة .

 

للمتباكين والغوغائين ولصوص اللحظة والفرصة انظروا ببصر وبصيرة اجنحوا للحقيقة ارتفعوا لمستوى الحدث انظروا بلا تجمد حالة اليمن والعراق وليبيا ثم تعلموا من تجربة عشر سنوات من اعتلى السلطة في تونس لتدركوا هول الضرر والكارثة فانتم ليس مشرع دولة او وطن ، فالدولة عندكم هي دولة الخلافة اما بجلباب معاوية او برداء علي ، والوطن في تعريفكم صنم ، والمواطن في مفهومكم هو المواطن المؤدلج المتجمد عن نقطة تخلفكم وجهلكم المقدس .

 

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ومخابراتها وامنها وشرطتها .

 

للغوغائين المتجمدين المحنطين اقول موتوا بغيظكم قافلة يونيو مبحرة في الاتجاه الصائب والصحيح .... اقولها ثلاثا ......تحيا مصر....تحيا مصر .....تحيا مصر ....

111111111111111111111

المقطري

2022-July-22

الخيانة في بلادنا ليست خيانة فرد، بل هي خيانة نظام ودولة ومؤسسات!! في بلادنا المسلمة، "الدولة الحديثة" منذ نشأتها كانت جهازا للخيانة.. منذ محمد علي باشا الذي أسس الدولة الحديثة في مصر وحتى لحظة كتابة هذه السطور! لقد كانت اللحظة التاريخية التي نشأت فيها الدولة هي لحظة التفوق الغربي والاستعمار الأجنبي والاحتلال الخارجي. فلهذا نشأت "الدولة" في بلادنا واستمرت بفعل هذه القوة الأجنبية. لم تنشأ الدولة في بلادنا لرعاية مصلحة الناس ولا لتحسين حياتهم.. بل نشأت -ببساطة شديدة- للتحكم فيهم وعصرهم واستنزاف أموالهم ومجهودهم. ولذلك ترانا بعد قرنين من الزمان، قرنين من عمر "الدولة" لا نزال متخلفين.. ليس لأن الدولة فاشلة.. بل لأن الدولة هي التي تتسبب في تخلفنا وتحرسه! هذه لحظة سد النهضة.. لحظة مثالية لكي نرى فيها الحقيقة الساطعة من أن الخيانة ليست خيانة رئيس.. هي خيانة جهاز الحكم كله. الجيش الذي انقلب على مرسي -الرئيس المنتخب انتخابا شرعيا- لم ينقلب على عبد الناصر وإسرائيل تكتسحه كحشرة، وتلتهم البلاد كقطعة جبن.. إسرائيل التهمت في ساعات ما يفوق حجمها هي!! ولم ينقلب الجيش على السادات وهو يقوده لمذبحة الدبابات في أكتوبر حتى خسر المصريون في يوم واحد 250 دبابة من 400 دبابة في قصة تطوير الهجوم!! لم ينقلب الجيش على السادات وهو يضيعهم في الحرب، ولم ينقلب عليه وهو يسوقهم إلى "السلام" الذي جعلهم حراسا أوفياء لإسرائيل.. لكن نفس هذا الجيش قتل سليمان خاطر حين تصرف التصرف الطبيعي جدا لجندي ضد اختراق العدو للحدود!! الجيش هو الذي حاصر غزة، وهو الذي عذب أهل سيناء عذابا شديدا في عصر مبارك وفي عصر السادات.. الجيش انقلب على مرسي ولم ينقلب على السيسي وهو يخون النيل سر الحياة في مصر طوال تاريخها.. هل قلتُ الجيش؟!.. أعتذر لكم ليس الجيش وحده.. إنه جهاز الحكم كله: الجيش، الشرطة، المخابرات، القضاء، الإعلام، كلهم وقفوا يتفرجون أو يدعمون التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير وعن حقول الغاز في المتوسط.. والآن: يتنازلون عن النيل!!! وبهذا يتعرض المائة مليون مصري إلى مجاعة ومحنة لم تحصل أبدا في التاريخ!! أتذكر أحد الفلاسفة المغفلين من الذين نُكِبنا بهم، ويُحسبون علينا من النخبة، حين قال بملء فيه: دولة ظالمة خير من اللادولة! وبهذا المنطق السفيه يمكن أن نقول أيضا: كلب مسعور ينهشنا خير من بقائنا بلا حراسة أو: ولد عاق مجرم يضرب أبيه خير من لا ولد أو: زوجة عاهرة خير من لا زوجة ويمكن أن نسير وراء هذا السفه والتفاهة إلى الما لا نهاية.. إلى انتكاسة الفطرة واختلال العقل وانعكاس المنطق! هذا أشد خللا من عبادة الأصنام.. فقد كانت الأصنام لا تنفع ولا تضر.. أما هذه الدولة فهي تضر ولا تنفع.. تتنازل ولا تكسب.. بقاؤها هو هلاكنا وهلاكها هو بقاؤنا! وطالما لم نصل بعد لليقين في هذه الحقائق، فسنظل أسرى الوهم وأسرى الواقع.. سنظل نرى السجن نظاما، والجلاد راعيا، والحرية فوضى!


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس