حان ردم الحفرة
الاحد 17 يوليو 2022 - الساعة 06:50 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
يقول المثل (رضينا بالخيبة والخيبة ما رضى بنا)، او كما يقال ( رضينا بالهم والهم ما رضى بنا ) ، هذا هو لسان حال تعز وابنائها .
هذه هي اصل وفصل الحكاية في تعز على مدى ثمان سنوات، اليوم التربة قلب الحجرية ووهجها تستقبل طارق عفاش استقبال مدهش لقد اتى هذا الاستقبال ليس محبة في طارق بل كرها في الاخوان ، فقط للتذكير تخيلوا سبع سنوات بح صوت ابناء التربة وما حولها مطالبة بتغير مدير مديرية فاسد مع مرتبة الشرف لكن لاجدوى فهو محصن بانتمائه الاخواني، واي معارضة او مظاهرة ضد ممارسة سلطة الاخوان فالتهمة جاهزة وهي ممولة اماراتيا، لدى سلطة الامر الواقع كما يقال اذن من طين واذن من عجين عندما يتعلق الامر باحد افرادها فهم انقياء اولياء مقدسون لا يخطئون ، هذه جماعة محدودة المعرفة فقيرة الخيال لا ترى الا نفسها رغم تراكم الفشل لديها .
ثمان سنوات من سيطرة الاخوان على شارع جمال ثم التمدد جنوبا تجاه التربة وتجاه كل مكان محرر ، كل هذه السنوات لم يقدموا شيء غير العبث والنهب والقتل والاقصاء لكل مختلف ، اتهموا كل مختلف معهم بالعمالة لطارق والامارات واكثر من ناله هذه التهم هو الشهيد العميد عدنان الحمادي ، لم ننسى ولن ننسى ما كانت تكتبه كتائب الإخوان الالكترونية في مواقع التواصل من شتائم واتهام للحمادي قبل استشهادة بايام ، كنا نقرأ ما يكتبه هولاء(( وئام الصوفي، عبدالعزيز المجيدي، وليد توفيق عبدالخبير اليوسفي، أحمد الذبحاني، مختار الوجيه، ياسر المليكي، مازن عقلان، هيثم النمري ، عمر عبدالله حسن الصعيدي، ومصعب القدسي)) لم يتوقف فائض كرههم وحقدهم عند الحمادي بل تمدد الى ابو العباس ثم المحافظ امين محمود ثم الناصري والاشتراكي ، فائض كراهية رهيب لكل مختلف يقول لهم توقفوا فرملوا ولو قليلا ، حتى الاستاذ شوقي هائل لم يسلم من اذأهم ، هذه جماعة تدفع المختلف معها دفعا للاتجاه المعاكس ، اليوم ما الذي تغير حتي يقعد سالم هزهزة وخالد فاشل غصبا لا فضلا جوار طارق عفاش ؟!!
ما الذي تغير حتى يعانق احمد عبد الملك المقرمي طارق عفاش ؟!!، والمقرمي هو رئيس الدائرة السياسية للاصلاح في تعز .
والذي تغير هو ازاحة رأس الأفعى علي محسن ، فقد بح صوت الدكتورة الفت الدبعي وهي تطالب بازاحته من المشهد وهي بالتأكيد تعبر عن ضمير ووجدان ابناء تعز، تم تغير الدنبوع الراقد صاحب الشخطات الغبية ، اليوم هناك عهد جديد انتهى زمن الشخطات البليدة التي تعين مدرس قائد لواء او لص متقطع اركان لواء ، والذي تغير ان المزاج العام والعقل الجمعي لابناء تعز صار لديه فائض كراهية وعدم القبول بجماعة الإخوان .
اليوم يتوجب على العهد الجديد اعادة الاعتبار لقيم تعز ويبدأ ذلك من تغير المنظومة العسكرية والامنية لتعز فلم يعد مقبولا او ممكنا بعد ثمان سنوات من الخراب والاخفاق ومعارك الهزهزة والطرابيل وقطع الكعل لم يعد مقبولا ان يبقى سالم الدست القندهاري حامل مؤهل معهد زراعي بعد الابتدائية مستشارا للمحور ، لم يعد مقبولا ان يكون عبده الصغير (المعلم) اركان او قائدا للواء عسكري ، لم يعد مقبولا ان يظل خالد فاشل قائد لمحور تعز ، لم يعد مقبولا ان يبقى الكتلة الشحمية الشمساني قائدا للواء التحرير اللواء 35 مدرع،لابد من اعادة الاعتبار لهذا اللواء بعودة ابطاله مثل العقيد الجبزي والشداي لتولي مهام القيادة ، لابد من اعادة انتشار اللواء الى مواقعه السابقه احتراما وتقديرا لذكرى الشهيد العميد عدنان الحمادي..
لابد من اعادة النظر في قيادات وتركيبة اللواء الرابع جبلي ومدى حدوده ومواقعه ، لابد من انهاء الازدواجية بين وزراة التربية والتعليم ووزارة الدفاع ، يجب ان يكون الجيش الوطني جيش عسكري مؤسسي وليس ( طباشيري) كحاله الان ، يجب ان يكون الجيش وطني لا اخواني لا يخضع لتنظيمات ارهابية تتقاسم الويته ، يجب ان يكون الامن والشرطة جزء في منظومة الدولة الوطنية لا من منظومة التنظيم ، يجب ان تنتهي فكرة الشرعية داخل الشرعية او الدويلة داخل الدولة .
اعتقد حان الوقت لاعادة الاعتبار لتعز وابنائها، حان الوقت لاعادة الشرعية لمكانها ووضعها الطبيعي بعد ثمان سنوات من الغيبة والاختطاف، لقد بقيت متمسكا بايماني الشديد مراهنا ومؤمنا على هذه اللحظة التاريخية والتى ارى فيها تهاوي هذه الجماعة هنا في اليمن وفي اكثر من مكان، كنت في اعماقي اعي وادرك عبقرية الزمنكان لتعز ، وما تعيشه تعز الان هي لحظة مس اخواني ، وهي في طريقها للتعافي فتعز بارثها التنويري التقدمي والانساني المتنوع قادرة على الارتفاع والنهوض ، مهما كان عناق المقرمي حار والجلسة مع سالم حميمية فلا احد يمكنه تصديق جماعة الجهل المقدس بحكم تكوينها وبحكم تراكم التجارب .
لقد فاحت رائحة الجيفة اكثر من اللزوم وبلغ صبر تعز وابنائها اقصى حد وابعد مدى ، اكرر ما بدأت واقول حان ردم الجيفة في الحفرة قبل ان تعاود تدوير نفسها ، المستنقع حله في الردم ، ومقلب القمامة حله بالحرق لاتوجد رفاهية اختيار .