اليمن والبحث عن نفوذ السيطرة قبل انتهاء الحرب
الاربعاء 16 أغسطس 2017 - الساعة 08:38 مساءً
بعد حرب صيف 94 تحالف حزب الإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام وذهب الحزبين إلى حكومة مشتركة؛ كان لحزب الإصلاح دور مهم في حسم حرب صيف 94 لذات النحو الذي صارت اليه؛ حيث كان الخطاب الديني في الاصلاح ممثلا بقياداته ودعاته وما جر بمثابة توجيه معنوي لأبناء المناطق الشمالية والوسطى ناهيك عن الدور القبلي في الاصلاح والذي حشد قبائل الشمال نحو الجنوب؛ تركيبة حزب الإصلاح في رأس الهرم ومتخذي القرار مرتكزها لصالح رجال القبيلة ومشائخ الدين في الحزب وما دون ذلك وخصوصا من أبناء المناطق الوسطى وجه سياسي واستشاري وقواعد حزبيه غير فاعلة او اذرع يملكها المخلوع صالح.
تحالف ما بعد حرب صيف 94 نفسه هو تحالف ما قبل الحرب وقطباه الاصلاح والمؤتمر حيث انشدت مع بعضها قيادات شمال الشمال بمختلف توجهاتهم في سبيل الحكم والسيطرة على خيرات البلاد ؛ انما ذكاء ومكر المخلوع صالح ازاح حليفة وانفرد في اتخاذ القرار مع تركه لمساحة معتبرة للإصلاح لعب فيها بعض القيادات القبيلة والعسكرية والدينية دورا مسموحا به.
فيما ظل اليسار شارد الذهن وكانت حرب صيف 94 قاسمة ظهر اليسار في اليمن بعد ان استطاع حزبي المؤتمر والإصلاح القضاء على ثاني حزب يمثل اليسار في اليمن وهو الحزب الاشتراكي اليمني ومن بوابة الوحدة الإندماجية ؛ ويلحق بالاشتراكي الناصري وتظل قيادات اليسار رهينة حاضرها في انتظار تحقق "حلم مشروع بناء الدولة " الذي لن يكون بغير مساهمه فاعله من اليسار.
وجدير بالذكر انه وبعد صفع المخلوع لشريكه الإصلاح كان أحد قيادات اليسار في اليمن الشهيد جار الله عمر قد تقدم بمشروع جديد للمعارضة في البلاد وهو "اللقاء المشترك" وعلى ما اتضح فقد كان حزب الإصلاح المستفيد الأكبر من هذا التجمع في تأهيل كوادره سياسيا بالإضافة الى تغطيته بالمشترك عن ماضيه الارتدادي ... ولم تتركه عقدة الانفراد والتسلط المتغلغلة فيه والتي نماها المخلوع وكذا عدم نضوج نخب قياديه لمستوى الحلم المدني الذي يفترض ان الحزب تشكل على اساسه او لابد ان يصير اليه كل ذلك مثل عقبه كبرى ليس امام انهاء انقلاب المليشيات وحليفها صالح وانتصار مشروع الدولة فقط بل ايضا في صمود الكتلة الحزبية في صف الشرعية قويه مع بعضها.
وحسابا على ذلك ايضا فقد قامت ثورة الشباب الشعبية السلمية في 11 فبراير 2011م وبرزت فيها أنانية حزب الإصلاح في الحضور والتفرد شكلا ومضمون بمختلف أدواته وامكاناته ؛ وربما هي تلك البداية الحقيقة لموت فكرة الشهيد جار الله عمر رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته.
حيث اصبح بعد ذلك اللقاء المشترك في متاهات وتازمات على مختلف الصور ليبقى حضوره صوري وبعد مارس 2015 وهو تاريخ بداية انقلاب المليشيا الحوثيه تعقد المشهد الحزبي داخل كتلة المشترك اكثر .
عامان واكثر من الحرب خلفت انقسامات بين مختلف القوى السياسية المتصارعة عسكريا وسياسيا وفكريا في الصف الشرعي ونشهد اليوم بروز دعوات لتكتلات جديدة على المشهد اليمني وهو الأمر الذي يثير لدينا الكثير من التساؤلات!
هل التحالفات الجديدة ستظهر الوضع على حقيقته دون تجميل وهو بروز قطبين يسار ويمين ؟
وهل سيعيد الإصلاح تحالفه مع المؤتمر بشكل او بآخر ومع شيوخ قبائل الشمال من جديد ؟
وهل تحالف قوى اليسار يجسد رؤية الحزب الاشتراكي فيما يتعلق بتقسيم البلاد الى اقليمين جنوب وشمال؟
وهل التحالفات القادمة لها علاقه بتوجهات قطبي التحالف العربي الداعم للشرعية (السعودية -الامارات)؟.
وإلى أي مدى تنسجم ملامح التحالفات القادمة مع الواقع اليمني وهل تكون مؤشر لحرب جديده؟
.....................................
لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام
https://telegram.me/alraseefpress