اختلال التوازن بين"العقل" و"العضلات" وبين العمل السياسي والعمل العسكري
الاحد 14 أغسطس 2022 - الساعة 08:02 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
أربعة أشهر مضت منذ اختتام مؤتمر الرياض وما تمخض عنه وما اعقبه من متغيرات داخل منظومة الشرعية في إطار ترميم جسد الشرعية وإعادة ترتيب وضع مؤسستها بدأ بقمة الهرم المتمثل بمؤسسة الرئاسة ونقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي، وما رافق ذلك وتبعه من إجراءات ومتغيرات وأحداث..
وبعد كل ذلك فمازال هناك الكثير من التحديات التي تقف أمام مجلس القيادة الرئاسي والكثير من العراقيل والمعوقات التي تعيق تنفذ « خريطة الطريق » وتعرقل خطوات وإجراءات اصلاح وإعادة ترتيب وضع مؤسسات الشرعية.
وفي مقدمة ذلك توحيد الجيش وإعادة بناء و هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية..
لايزال العقل السياسي الجمعي غائبا أو مغيبا وما زال هذا الغياب يمثل السمة البارزة في المشهد، وماتزال قوة الشرعية المشتتة و” عضلاتها “ المتشضية وسواعدها المتفرقة تفتقد للعقل والموجه والناظم السياسي الجمعي..
وما تزال تعمل وتتحرك بنوع من العشوائية ضمن كنتونات منفصلة نسبيا ومسارات محددة، متفواته وغير منسقة وتقاطعة احيانا، وبشكل يغلب عليه التنافر والتضارب أكثر من التناغم والتكامل..
واستنزاف طاقاتها في الصراعات البينية والمعارك الصغيرة وخدمة للمشاريع الصغيرة والمصالح الضيقة والأهداف الخاصة.
وكل هذا على حساب المعركة الوطنية والأهداف العامة والمصلحة الوطنية والمشروع الوطني الكبير والجامع ..
ويقود غياب العقل السياسي الى ضعف الفعل السياسي وغياب الدور الفاعل للأحزاب والقوى السياسية مع استمرار الحالة السائدة من اهتزاز إن لم يكن فقدان الثقة المتبادلة وغياب للرؤية السياسية التوافقية والافتقار للإطار السياسي الوطني الجامع والفاعل ..
وفي ظل هذا المشهد وهذه الصورة القاتمة واختلال التوازن المفترض بين العقل والعضلات وبين العمل السياسي و العمل العسكري، فإن المراحل سوف تطول أمام قافلة الشرعية لإستعادة الدولة ، ودور الأحزاب والقوى السياسية سوف يستمر غالبا في التراجع والانحسار ..
وحتى تلك الأحزاب الكبيرة التي تعتقد أنها ما زالت حاضرة في الساحة بقوة ومؤثرة في المشهد وفي مجريات الأحداث بشكل كبير وأنها مازالت قادرة على الحفاظ على حضورها وتأثيرها ودورها السياسي ومازالت تمسك بزمام الشارع وتحتفظ بحيويتها وفاعليتها السياسية وقدرتها على المبادرة والمناورة ...
هذه الأحزاب في حقيقة الأمر قد تقلص دورها السياسي وطغت عليها الصبغة العسكرية والشبه عسكرية وطغى دور عضلاتها واذرعها المسلحة على عقلها ودورها السياسي..
وأصبح دورها السياسي مقيدا ومحكوما بحركة وتحركات العضلات والاذرع المسلحة ومنساقا ورائها، ومضطرا لتوفير الغطاء السياسي والمبررات السياسية لتحركات ومغامرات عضلاتها الطائشة واذرعها المسلحة ..!