في الماضي كانت المكاتب والجهات الحكومية والسلطة المحلية وحتى الوزارات والحكومة هي من تعارض وترفض أي دعوة نقابية للإضراب وتعمل على افشاله وتمارس مختلف الضغوط على المعلمين أو الموظفين لكي تثنيهم عن الإضراب أو عن المشاركة في اي فعاليات مطلبية واحتجاجية أخرى..

وهي من تحاول الالتفاف على المطالب الحقوقية المشروعة للمعلمين والموظفين وتعمل على تهدئتهم وامتصاص غضبهم و حماسهم  واعادتهم إلى وضع السكون والانتظار والترقب ... 

ولكن اليوم وفي زمن العجائب تبدلت الأدوار وتغيرت المواقف وفي واحدة من عجائب وتحولات هذا الزمن فإن اغلب  "نقابات الحالمة تعز" قد دخلت في طور من السكون والاستكانة..

وأصبح الحديث عن الاحتجاجات وعن الإضراب لا يروق لها ، واصبحت النقابات وفي مقدمتها نقابة المعلمين المبجلة هي من تتحفظ على الدعوة للإضراب أو تعارضها وتقاطها، وأصبحت تمثل أهم عوامل فشل أو إفشال الإضراب  

كما أصبح أغلب رؤساء و أعضاء اللجان النقابية في المديريات والمدارس هم من يعارضون الإضراب ويعملون على كسره وافشاله تحت مبررات مختلفة وواهية ..

وأصبحت النقابة تساهم بشكل كبير في الالتفاف على مطالب المعلمين والتربويين والموظفين والعمل على تهدئتهم  وامتصاص غضببهم وحماسهم  واعطائهم جرعات مكررة من ” المهدئات والمسكنات“..

وكلما انتهى مفعول جرعة من المسكنات وخابت بشارة من البشارات، جاءات بجرعة جديدة وعاجلة من المهدئات والمسكنات وبشارة جديدة من البشارات..

 من خلال بيان عليل وبعض التصريحات، وصور لبعض الرسائل والمذكرات، وأخبار الاجتماعات وتشكيل اللجان واستكمال الكشوفات وإكمال النواقص و معالجة الاختلالات وتوقيع الخدمة وتعزيز المالية وانتظار استكمال الإجراءات البنكية ..

وحتى إن وجدت بعض العراقيل واستمرت المماطلة وحدث بعض التأخير  لأسباب طارئة وظروف اقتصادية ومالية  وعوامل داخلية وخارجية وإقليمية، فكل تأخير فيه خير وفير والانتظار لن يطول  والخير قادم ولدينا المزيد من البشارات والمفاجاءات ..والمهدئات والمسكنات ..

ويبدو أنه ومع طول الفترة ومرور الزمن  وتكرار نفس الوصفات وتكرار البشارات،  يبدو أن النقابة أو النقابات نفسها قد ادمنت على المهدئات والمسكنات وإطلاق البشارات ولم تعد قادرة على التخلي والاستفتاء عنها  والتوقف عن استخدامها وصرفها ...

وترقبوا المزيد من البشارات و المفاجاءات ..!