هل معركتنا مع الحوثي فقط أم مع الحوثي والإخوان؟
السبت 27 أغسطس 2022 - الساعة 10:50 مساءً
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
سؤال الابتداء.. كثيراً ما يتردد منذ سنوات من بعض الإعلاميين وبعض البرامج وبعض الساسة والعسكريين.. السؤال الشائك المكرور: هل يجب أن يمضي اليمنيون جنوباً وشمالاً إلى معركة مع الحوثي والإخوان؟ أم أن معركة الإخوان يجب تأجيلها؟
وكان الاختلاف والتباين إلى قبل العام 2017م هو سيد الموقف، لكن ربما الأمر تغير خلال الثلاث السنوات الأخيرة وأصبح واضحا أن كلاهما خطر فادح ونسيج واحد، وإن تباينت ألوانه.
من نافلة القول إن معركتنا مع الإخوان وهم في قلب جسد الشرعية هي الأصعب والأخطر لا سيما وهم جاثمون على مؤسسات الشرعية من ساسها إلى رأسها وهي معركة فيها حرج وفيها مشقة وفيها إشكالية، ومعاناة على كل من يقرر أن يخوض هكذا معركة.
أين تكمن خطورة وكارثة إخوان اليمن؟
خطورة الإخوان ليست أنهم يفسدون الشرعية فقط ولا الفكرة "القطبية" القاتلة فقط، إنما إصرارهم والاستماتة في إنشاء جيش خاص بهم أو مليشيات باسم الجيش وامتلاك السلاح وتخزينه لمعارك آجلة، وهذا يجعل منهم نسخة من الحوثي.
ولعل الوقائع في تعز وغيرها أثبتت يقينا أنهم يمارسون ذات السلوك والاجرام عندما يمتلكون السلاح والقرار.
البدايات..
في الأيام الأولى لتشكل المقاومة وأول سنوات الحرب صنع حزب الإصلاح، ذراع الفساد السياسي للإخوان، من أنفسهم مقدساً لا يمس باعتبارهم سدنة وقيادة المقاومة، لكن هذا المقدس المصطنع سقط على مراحل تباعا، بتراكم نقاط فسادهم وحماقاتهم وخليط الجشع والطمع وسوء التقدير واستعداء وإقصاء الآخر والولوغ في الدم والإخفاء القسري أو الاختطاف وغير ذلك من مجازر واختطافات وصلت بحسب بعض التقارير الدولية والمحلية إلى التورط ببعض الجرائم اللا أخلاقية.
لماذا فقدت الشرعية الشارع؟
كانت الشرعية في العام الأول من الانقلاب وربما الثاني تملك حاضنة شعبية مفرطة في الحب والتضحية والأمل واسعة الطيف مساندة بشكل منقطع النظير، لكن تلك الممارسات الإخوانية التي ذكرناها آنفا أحالت ذلك الزخم الشعبي إلى سراب.
كان "الإصلاح" بممارساته الهوجاء واستعداء البشر والحجر، أضف إلى ذلك تلك العصابات التي تفرخت من عباءته في تعز وغيرها وقامت بأبشع عمليات القتل والنهب والاغتيال، كل ذلك كان معول هدم، عمل بكل يسر وسهولة على "تفتيت الشرعية" وجلب لها الكراهية رويدا رويدا حتى أصبحت تلعن من حاضنتها صباح مساء.
هل يكره الناس الشرعية أم شرعية الإخوان؟
إن أي استقصاء محايد ودقيق لرأي الشارع سيجد أن الناس لا تكره الشرعية لذاتها، بل تكره الشرعية التي تتحكم فيها وتدير مقاليدها الشخصيات الإخوانية من مكاتب الحكومة أو من وراء حجاب.
ما هي أهم خدمات الإخوان للحوثي؟
لعل الشتات الذي استطاع الإخوان زرعه في جسم مكونات الشرعية هو أهم خدمة قدموها للحوثي من كل خدماتهم المقدمة الكثيرة والمتنوعة.
على سبيل الختم:
إن شرط بقاء اليمن آمنة ومستقرة هو استعادتها من الإخوان والحوثي معاََ، بأي ثمن ومن خلال أي معركة، ما لم، فاليمن في عِداد المخفيين قسراََ.
إن خلع نعل واحدة لدخول بوابة الخلاص لن يجدي أبدا، والأيام والأحداث جنوبا وشمالا تثبت ذلك.
لذا وجب خلع النعلين معا .. "فاخلع نعليك، انك بالوادي المقدس".