اعترافات الصحفي أحمد ماهر
الاثنين 05 سبتمبر 2022 - الساعة 01:25 صباحاً
صلاح السقلدي
مقالات للكاتب
بعض مما ورد في مشاركتي بإحدى الفضائيات على موضوع فيديو اعترافات الصحفي احمد ماهر
الجزم بأن كل او بعض هذه الاعترافات ليست صحيحة مرفوضا بذات القدر الذي ترفض فيه فرضية ان كل ما قاله الرجل صحيحا. ولكن الشيء الذي لا نتردد بإدانته هو نشر تلك الاعترافات-أياً كانت صحتها من عدمها- على وسائل التواصل قبل أن يفصل بصحتها القضاء،فالمتهم- اي متهم- بريء حتى تثبت ادانته، كما أن سمعته وكرامته محفوظة بكل الأحوال.
فاليوم النيابات والقضاء يعملان طوال ايام الاسبوع وهي من يعول عليها جلاء الحقيقة إما وتبرئة الرجل وإعادة له الاعتبار، وإما الادانة وإنفاذ القانون.، كما ان المنظمات الحقوقية المحلية والخارجية شغالة بكثافة لا سابق لها، وبوسعها أن تساعد بكشف الحقيقة، خصوصا وأن ما ورد في تلك الاعترافات خطير للغاية فهي تتحدث عن عمليات دامية ونشاطات مريبة،وتحمل فرضيتي الحقيقة والزيف..
فإذا كانت كرامات الناس خطاً أحمر فأن أرواحهم ودمائهم التي تسيل بالشوارع والبوابات هي ايضا خط أحمر بل وخطوط الطيف كله. فمثلما نرفض ان تهدر الكرامة بالسجون نرفض ان تهدر الدماء وتزهق الأرواح بالشوارع والحافلات وغير ذلك.
خلاف البعض مع الانتقالي يجب ألّا يُـنقل الى ساحة الأمن واستهداف الاستقرار والسعي لتدمير الاجهزة الامنية، فليس أسوأ ولا أفظع من وجود أجهزة أمنية ترتكب الاخطاء والاخفاقات والتجاوزات آلا غيابها تماما عن الساحة وترك الوضع للمجهول والفوضى ولسيادة قانون العصابات والإجرام ،وبالتالي إحالة حياة الناس الى جحيم كما شاهدنا نسخة مروعة منها عامي 2015م و 2016م.
لا يجادل عاقل بأن الانتهاكات تطاول الكثير من الناس في دول مستقرة ومتقدمة، فما بالنا بدولة غائبة و بحالة حرب / حروب، وظروف مضطربة كالتي نعيشها اليوم. نتذكر انه في زمن سلطة ما بعد 94حرب وحتى 2015م وبرغم وجود شيء من الدولة والمؤسسات ووجود الاستقرار السياسي النسبي إلا ان تلك السلطات لم تكن تتورع بارتكاب الجرائم بما فيها جرائم الاعتقالات،وكاتب هذه السطور شاهد على تلك المرحلة وتعرض لاعتقالات مريعة وتعذيب تشيب له الولدان داخل الزنازين. والغريب بالأمر ان بعض الأصوات التي كانت تصفق وتبرر لتلك الانتهاكات نراها اليوم تستهجنها.
ومع ذلك اليوم لم ولن نتردد بالتصدي لأية انتهاكات أو سلوك يتعدى على حقوق الناس وينال من كراماتهم،بذات القدر الذي نتصدى به لكل من يسترخص ويبرر ازهاق ارواح الناس ويجعل من دمائهم قربانا على مذبح السياسة او وسيلة للتكسب المعيشي أو لتصفية حسابات وضغائن..
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس بوك