الوحدة الألمانية بعيون أبنائها
الخميس 15 سبتمبر 2022 - الساعة 12:23 صباحاً
سامي نعمان
مقالات للكاتب
خلال زيارتي إلى برلين ضمن وفد صحفي يمني للتدريب في أكاديمية دوتشيه فيليه نهاية عام ٢٠١٤ التقينا عضوا في المجلس الاتحادي الالماني او مجلس الولايات (بوندسرات) وهو ايضا ممثل ولاية هومبرج في العاصمة برلين الذي شرح لنا طبيعة النظام الفيدرالي الألماني وميزاته وعلاقة السلطات المحلية بالمركزية..
اشار ان ايرادات هومبرج تصل الى 40 مليار يورو سنويا،تحتفظ منها بحوالي 9 مليارات فقط.. والبقية تذهب لصالح الولايات الفقيرة ..
أحد الصحفيين اليمنيين (شمالي بالمناسبة) وفر السؤال على الزملاء الجنوبيين واجرى حسبة تجارية برأسه وسأل الرجل سؤالاً صاعقاً :
لماذا لا تنفصلون وأنتم تاخذون أقل من 25 ٪ من إيرادات ولايتكم؟!.
اندهش الرجل بل صعق الرجل الذي قال إن اطلاعه محدود على المشاكل اليمنية لكنه قال إنه يثق تماماً أن أساسها اقتصادي :
وكان هذا رده بتصرف .. هذا تفكير غير منطقي قد يقول قائل لماذا لا ننفصل ونعبد طرقاتنا بالذهب ونحن نستطيع ذلك بالفعل الان.. لكن ما ينبغي أن تدركوه أننا لا نستطيع ان نبقى ولن تكون لنا قيمة بدون الوحدة..
بالنسبة لي قد استفيد من الانفصال لمصلحتي الشخصية، لكن مصالح الناس ستضيع.. والقانون الأساسي الألماني ينص علي ذات مستوى المعيشة للجميع في كل الولايات.. واية ولاية لديها فائض ضرائب تدفعه للولاية الاخرى..
بطبيعة الحال هناك حالات نادرة من هذا القبيل، فهناك في بعض الولايات من يرون انه لا يتوجب عليها دفع الفارق لولاية اخرى.. وذلك أمر يشتغل عليه السياسيون الانتهازيون ويتعاطون معه بشكل انتهازي..
نحن ندرك ان هذا التفكير خاطئ تماما، والدليل ان ولاية مثل بافاريا ظلت على مدى 30 عاما تتلقى الدعم من هومبرج، ويبدو غريبا ان تظهر فيها اصوات نادرة وقليلة الان لتتحدث عن عدم منح فائضها لولايات اخرى.
الاوضاع تتغير وعليهم ان يتذكروا هذا الامر جيدا..