يا قافلة ...!!
السبت 17 سبتمبر 2022 - الساعة 05:59 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
منذ سنوات وخزان صافر النفطي العائم في رأس عيسى قبالة سواحل الحديدة ينتظر الفرج والإفراج عما في جوفه من النفط وخضوعه لعملية صيانة إسعافية لجسده المتهالك ..
ومنذ سنوات والمليشيات الحوثية تتجاهل تقارير الخبراء والمختصين والجهات المختصة بشؤؤن البيئة البحرية وندائات المنظمات الدولية المهتمة و التحذيرات الأممية والدولية التي تؤكد على أن الحالة السيئة التي وصل إليها خزان صافر ووجود مؤشرات على بداية تسرب النفط من داخل الخزان المتهالك وتحذر من وقوع كارثة بيئية وبحرية كبيرة في حال زاد معدل التسرب والتي ستكون أسوأ بكثير في حال انفجار الخزان ..
تتجاهل الميليشيات الحوثية كل ذلك وتضرب بها عرض الحائط وتتعامل مع الموضوع بنوع من الاستخفاف والامبالاة والتوظيف والاستغلال الانتهازي ، وتستمر في المراوغة والمناورة والتعنت وفي استخدام خزان صافر كورقة للمساومة وفي المفاوضات ، واستخدام " القنبلة العائمة “ كسلاح لتهديد الداخل والخارج ودول الإقليم ، وكوسيلة لابتزاز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ..
ومنذ سنوات والمبعوث الأممي و الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي يبذلون الجهود ويعقدون المؤتمرات و يخوضون في حورات ومفاوضات طويلة مع المليشيات الحوثية ويقدمون لها العروض تلو العروض ..، في محاولة للتوصل إلى اتفاق و للحصول على موافقة من الحوثيين على تفريغ خزان صافر من النفط وإجراء الصيانة الأزمة للخزان النفطي العائم والحيلولة دون وقوع كارثة بيئية وبحرية محتملة..
ولكن لم يتحقق ذلك حتى اليوم..وكلما تم الاعلان عن تفاهم او اتفاق مع المليشيات الحوثية..برز الشيطان في تفاصيل وخطوات ومراحل واشتراطات التنفيذ وبرزت أو وضعت العراقيل والمعوقات ..فتعسر المخاض وفشل أو افشل التنفيذ وظل صافر ينتظر ، وظل الحوثيين ينتظرون ويحلمون بالمزيد من المكاسب وبالمزبد من الارباح والتنازلات ، وظل العالم يترقب ساعة الصفر وانفجار ” القنبلة العائمة “..الضخمة ووقوع الكارثة المرتقبة ...
فاذا كان المبعوثان الأممي والامريكي قد فشلا .. و الأمم المتحدة قد فشلت ..والمجتمع الدولي قد فشل ...، إذا كانوا جميعا قد فشلوا ولم يتمكنوا من إقناع الحوثيين بالتعاطي الإيجابي مع الجهود الأممية والدولية والزامهم بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه والسماح بتفريغ الخزان من النفط وإجراء الصيانة الأزمة للسفينة أو الخزان العائم ...ولم يتمكنوا من إنقاذ خزان صافر طوال السنوات الماضية وحتى اليوم ...، فكم سيحتاجون من الجهود الإضافية وكم سيستغرقون من السنوات والمراحل القادمة حتى يتمكنوا من إقناع أو إلزام المليشيات الحوثية بالتنفيذ الاتفاقات وإنقاذ ”صافر “ وتفكيك القنبلة البيئية الموقوتة قبل أن تنفجر وتحل الكارثة ؟!
واذا كان هذا هو حال المبعوث الأممي والأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي مع خزان صافر ، واذا كانوا قد استغرقوا كل هذه الجهود وكل هذه السنوات وقد يستغرقون سنوات أخرى قادمة حتى يتمكنوا من إنقاذ خزان صافر وإنقاذ البيئة البحرية ، فكم يا ترى سوف سيحتاج المبعوثان الأممي والامريكي وكم ستحتاج الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي من السنوات لإنقاذ #تعز وإلزام المليشيات الحوثية بفتح الطرق والمنافذ وانهاء الحصار المفروض على تعز وغيرها من المدن والمحافظات ؟!
وكم سيحتاجون من الجهود والزيارات واللقاءات والمشاورات والمداولات والمبادرات والحوارات والمفاوضات والاتفاقات والهدن القصيرة والطويلة والممدة والموسعة ،وكم سيستغرقون من السنوات حتى يتمكنوا من إنقاذ الشعب اليمني ، وحتى تصل القافلة الأممية إلى غايتها إن كتب لها الوصول ، وحتى يصل المسار السياسي والتفاوضي السلمي إلى نهايته وغايته وحتى يصل إلى نتائج إيجابية وحلول سلمية والى إنهاء الحرب و إحلال السلام الدائم في اليمن ؟!
يا قافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس
* مطهر الارياني