استحقاقات مأرب بين الإستغلال و التسويف..!!
الاحد 02 أكتوبر 2022 - الساعة 02:01 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
الحديث عن مأرب ليس استعراض عن العمق الحضاري والتاريخي لليمن، لكنه تطرق لقضية مهمة تستحق الوقوف امامها ، وصياغة الحلول الناجعة لها، فالمجتمع بمأرب يطمح لتحول الى دولة من خلال انصهاره ضمن مؤسساتها و ربط الفرد بمصالحه في اطار مؤسسة تركيبتها من مجتمعه ، و لا بأس ان يكون هناك اضافات لهذه المؤسسات من آخرين ، خصوصاً إبناء تهامة و الجند الذي انسجموا مع المجتمع المأربي، و سقفهم لا يتجاوزه لتسلط عليه. بعكس الآخرين الذي يسارعوا لإذكاء الصراعات الإجتماعية ، و يعملوا جاهدين بكل الوسائل للحد من نقل المجتمع المأربي من حالة الا دولة الى الدولة كم سلفنا..!
هنا الحديث عن مجتمع كافح و ناضل و قدم تضحيات من اجل الدولة كفكرة و سقف و مؤسسات و طنية ، و ليس من اجل تكريس سلطة القوى التقليدية من خلال تحالف قطب السلطة مع المراكز الإجتماعية " المشائخ " وابقاء افراد المجتمع كخزان اسناد لهذه المراكز و قطب السلطة .
ان الإستحقاقات الخاصة بإبناء مأرب لابد من العمل عليها ، و التعامل معها بنزعة مناطقية خطأ فادح، فالمجتمع المأربي من اهم صفاته انه بعيد عن المناطقيات والعصبيات ، وقابل لتحول الى دولة في اطار المشروع الوطني الجامع وليس بمعزل عنه ، وفي ظل القوانيين النافذه وليس دونها او القفز عليها ..!
لأن هناك سلطة بمأرب محلية و مركزية تشكلت وفق توجه يطغى عليه الطابع التقليدي، لتحالفات القوى التقليدية الرافضة لفكرة الدولة الا مركزية ، صحيح ان هذه القوى لها دور في رفض الخووثية ومواقف ، ولكن هذا لا يعني غض الطرف عنها ، وعدم تبني استحقاقات مجتمعنا المحلي المقاوم والمكافح والمناضل من اجل الدولة ، وليس من اجل حزب السلطة ، او القوى النافذة ومشائخ السلطات التي اخترقت القبيلة ونصبت ادواتها على رأسها ، وكأن مهمة الاحزاب هو تحزيب القبيلة ، وليس تمدين القبيلة و نقلها من حالتها الى دولة..!
لقد وقف المجتمع في مأرب خلف قيادة السلطة المحلية، من منطلق الرفض لفكرة الولاية الهاشمية التي يمثلها الحوثيين ، ولكن قيادة السلطة المحلية ، تجاهلت استحقاقات المجتمع المحلي ، وذهبت خلف تمكين الجماعة الحزبية والحزب الذي لا يؤمن بقضية ولا بحق اي مجتمع ..!
تجاهل المحافظ لهذه الٱستحقاقات يفقده مكانته وثقة المجتمع به ، وهو الذي قطع لهذا المجتمع العهود و الوعود والكلام المعسول ..!
لكنهم باتوا مدركين اليوم وانا هنا اقولها بصدق انه من اسباب انهيار جبهات مأرب ، ليست قوة الخووثي ولكن تجاهل المجتمع المحلي واستحقاقاته ، وغياب وجود قوة عسكرية حقيقية ، ولو انه تم العمل بما كنا نطالب به ونناضل من اجله منذ 2011 مروراً بـ 2013 حين دشنا القضية المأربية و ما تلاها، لكننا للأسف نجد ان هناك من يجعل القضايا الهامة وسيلة لإبتزاز عندما يكون في حالة المعارضة، كما هو حال من تغنوا بالأمس و قبل بالقضية الجنوبية ، و ما ان وصلوا لسلطة الا وانقلبوا اعداء لهذه القضية المهمة والاساسية ، والتي نؤمن ان حلها هو مدخل رئيس لحل قضية اليمن ككل ، و الذي اصبح اليوم الانتقالي الجنوبي هو الحامل لها ومن هذا المنطلق سنكون منحازين لصفه كموقف ثابت و انحياز لقضية وليس لمصلحة او نكاية بأطراف نختلف معها ..!
بالعودة لحق المجتمع المحلي في مأرب يجب على القوى المهيمنة التعامل مع هذا الاستحقاق بواقعية بعيداً عن مقاومته و محاولة قمعه او شيطنته بأنه يأتي في سياق مؤامره كونية على طرف بعينه..!
الواقع لا يتطلب مزيد من المغالطات او التكتيك ، وبما ان الشيخ سلطان اصبح ضمن اعلى مؤسسة لصناعة القرار ، يعنيها شأن اليمن ككل ، فمن واجبه ان يتيح المجال لدماء جديدة تعمل على تمكين ابناء مأرب ، و تنمية المحافظة و نقلها من حالة استئجار لمكاتبها لإنشاء بنايات في اراضي عقارات الدولة اسوةً بتلك التي منحوها لفروع البنوك الخاصة التي لا زالت مراكزها الرئيسية في صنعاء..!
و من موقعه في مجلس القيادة سيعمل على إيلاء الملفات التي يزعم انها تهمه مثل مأرب وضع خاص لمتابعتها ، رغم ان مأرب لم يستطيع اي محافظ تجاهل ابناءها مثلما يعمل وعمل هو...!
والأهم من كل شيء هو الدفع في اتجاه تلبية الاستحقاقات ، والعمل على تحرير بقية المديريات المحتلة ، وهذا لن يتأتي الا في اطار التمكين من خلال بناء قوة امنية من ابناء مارب ووحدة خاصة منهم لمكافحة الإرهاب و على رأسة إرهاب الخوووثية.