الهدنة..طوق نجاة وفرصة لالتقاط الأنفاس
الاثنين 03 أكتوبر 2022 - الساعة 07:45 مساءً
عادل السبئي
مقالات للكاتب
اليوم الاثنين 3 أكتوبر هو أول أيام بعد انتهاء الهدنة التي استمرت ستة أشهر والتي كانت قد تم توقيعها في بدأية شهر أبريل الماضي، تخللتها خروقات حوثية واستهتار، ومزيداً من الغطرسة، واستعراض القوة، ومواصلة خنق تعز، وحصارها مع رفضه القاطع فتح الطرقات، والمنافذ الرئيسية حسب العرض الأممي، ضارباً عرض الحائط كل الجهود الدولية لإحلال السلام وفرض الأمن والاستقرار في ربوع اليمن السعيد.
"تقول الأمم المتحدة أن الهدنة أحدثت تحولاً إيجابياً في حياة اليمنيين بعد سبع سنوات من الحرب والدمار، وأن الهدنة أسهمت في خفض الخسائر في أرواح المدنيين بنسبة 60 في المئة، فيما ازداد دخول كميات الوقود المستوردة عبر ميناء الحديدة أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وأسهمت الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء في مغادرة وعودة 25 ألف مواطن لتلقي العلاج في الخارج."
في الحقيقة صدقوا، وكل ما ذكروا تحقق على أرض الواقع بحذافيره، ولكن..في صالح الحوثي الذي تم تلبية كل مطالبه كاملة دون نقصان، والتي لطالما سعى، وعمل جاهداً للحصول عليها في الحرب أو السلام دون جدوى.
فمن فتح مطار صنعاء، إلى فتح الموانئ أمام السفن الايرانية المحملة بالسلاح والوقود اضافة إلى المساحة التي أعطيت له لترتيب صفوفه، وقيامه بمزيداً من الحشد والتعبئة، والتجنيد الإجباري، وإعداد وتدريب قواته بهدؤ على يد خبراء من إيران وحزب الله اللبناني وصول العروض العسكرية الكبيرة في كل من الحديدة وصنعاء، وعرض السلاح الثقيل، والصواريخ البعيدة والقصيرة المدى التي يدعي تصنيعها اضافة الى الطائرات من دون طيار المجمعة في صنعاء وصعدة.
"في الأيام الماضية كان هناك اجتماعات للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بمشاركة السعودية، والإمارات ،وعمان، والكويت، والاتحاد الأوروبي (ألمانيا والسويد وهولندا) لغرض العمل على تحقيق تمديد أطول، وتوسيع للهدنة اليمنية لفترة ستة أشهر أو لعام، لغرض التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والعمل على إطار لحل سياسي تفاوضي برعاية الأمم المتحدة."
انه الخذلان الدولي على اصوله، إذا سلمنا بأن المجتمع الدولي كان جاد في مواجهة الإنقلاب على حكومة معترف بها دوليا، والقضاء على التمرد الشيعي في أرض عربية، ومواجهة التمدد الإيراني الذي يسعى للحصول على قاعدة جديدة تكون منطلق لمواجهة الغرب وضرب حلفائهم الخليجيين في الخاصرة قبل الداخل اليمني، وسعيه الحثيث لمحاولة السيطرة على المياه الإقليمية الدولية، بالتحكم بمضيق باب المندب.
والمؤسف حقاً، ان أكثر من يسوق لهذا الأمر ويحشد الدعم الدولي من أجل سلام غير متكافئ تميل كفته لصالح الحوثي هو المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وعدم الجدية في مواجهة الحوثي، ستتسبب بكارثة وسيكتوي بنارها الخارج قبل الداخل، و الشرق قبل الغرب
والقريب قبل البعيد، لن يقتصر الأمر على اليمن ارضاً وشعباً .
وفي الحقيقة كل هذه الجهود المبذولة هذه هي عملية انقاذ ليس الا، اذ تمثل طوق نجاة للحوثيين وفرصة لالتقاط أنفاسهم المحبوسة للإعداد لحرب اعم واشمل وتحقيق الحلم المنشود.