"النشمة" النسخة الريفية لشارع جمال
الثلاثاء 04 أكتوبر 2022 - الساعة 01:04 صباحاً
عادل البرطي
مقالات للكاتب
أتذكر في حي الشهيد اللواء الركن/ عدنان الحمادي، تمتعت مناطق الحجرية عموماً ومديرية المعافر بحاضرتها مدينة "النشمة" بنسبة كبيرة من الأمن والأمان والهدوء بسبب تولي اللواء 35 مدرع، حينها، زمام الأمن.
وكانت بين الفينة والأخرى تحدث بعض إشكالات لا تعد حتى خرقا أمنيا بسبب الشحن الذي كانت تمارسه ماكينة "الإصلاح" الإعلامية من بث الأكاذيب ضد اللواء وقائده.
حينها كانت مجاميع الإخوان تخرج بمظاهرات مفتعلة تسب وتقدح باللواء وتحرض على إخراجه من المدينة.
وقد امتثل اللواء لوطنيته وترك مسؤولية المربع الأمني في النشمة لقوات الأمن بل ووفر لها الإمكانات اللازمة من أطقم وسلاح وغذاء ولفترة ليست بالقصيرة.
تلك أيام قد ولت وذهبت ثورية من كانوا ينتقدونها على الطالع والنازل كما يجب وصفهم.
وكان الكثير منهم ممن يسمون "رفاق" وفي تماهٍ مع الإخوان يجعلون من اللواء "شيطان" مرحلة لم يتم فيها لا نهب ولا سلب ولا إزهاق نفس بلا ذنب، وإن حصل في غير مرة فإن سرعة القبض على الجاني ومعاقبته وفقا للقانون تذهلك حتى تلك التي كان مرتكبوها أفرادا من اللواء مهما علا شأنهم وكان دورهم في مراحل التحرير.
لكن اليوم ما النشمة؟!!
إنها نموذج مصغر لشارع جمال لكن بنكهة ريفية.
فالأحداث والجرائم تقع في شوارعها جهارا نهارا دون رادع أو أمل في أمن ذلك بعد أن توغلت مليشيا الإخوان فيها واستتب الأمر لهم بعيد غزوة الحجرية الكبرى وتفكيك اللواء 35 مدرع وتغريب قادته وضباطه.
فلا يمر يوم إلا وتحدث جريمة ما، ابتداءً بالبسط على الأراضي وخاصة أراضي الأوقاف والسرقه والقتل والفساد المستشري فيها وخاصة في المرافق الصحية والخدمية حتى أصبح أهالي المنطقة غرباء في ديار كانت إلى امد غير بعيد ديارهم، فتراهم يمشون في ضحى الشمس يتلفتون وكأنهم في دياجير الظلام يخشون أن يتقطع لهم مبندق أو طقم لصوص والأسباب عدة الارتهان للمسؤول الأول في المديرية للمليشيا التي يظن أنها حاميته بموجب تعليمات الوكيل الأول واحاطته بعدد من المتسلقين المتمصلحين على جوع الناس وامانهم حتى وصل الإفساد إلى إفساد مقنن ومدروس للمنظمات الإغاثية وتقسيم مشاريعها بنسب متفاوتة لكل موظف وبحسب أهميته.
أما الثاني فهو تولي إدارة الأمن مدرسين ومسؤولين تجار لا يفقهون في الأمن إلا الأجرة، حتى أصبحت إدارة الأمن فرعا لمكتب ضرائب كبار المكلفين لكن لجيوب الحرامية وانتفاخ كروشهم.
بيعت أراضي الدولة لغير الدولة وبحماية الأمن وبمليارات تقاسمها السماسرة واللصوص ثم اختلفوا لتصبح أكبر قضية للنصب يتم تمييعها وما زال مصيرها أدراج الرياح.
أهين المعافري على ترابه وبين عزوته ويتم سحله وإيصاله إلى صالة المليشيا لينعم بكم كبير من الكفوف إن اعترض بصره شخطة طقم أو بهررة مبندق.
استئجار أطقم الدولة لتصفية أرواح غرماء وفي عز الظهيرة كما حصل لأحد أبناء القاسمي في سوق الخيامي وكأن من تمت تصفيته خارج القانون مجرد بهيمة ذبحت فأكلت ولا عزاء لمالكها.
قبل يومين يتم تفجير سيارة مواطن بشوارع النشمة وتؤدي إلى وفاته، وهي مرحلة متقدمة من تطورات وتحديثات شارع جمال المليئ بكرم الموت وبخل الحياة.
اليوم وفي سابقة خطيرة اعتذر بل وفي تكرار يومي لحلم مزعج تهجم سرية متكاملة من أفذاذ اللواء الخامس رئاسي مدججين بالأسلحة والمدافع الرشاشة على محلات أحد أبناء النشمة وهو الشاب نزار مصطفى علي سيف وتقوم بنهب بكرة كبيرة من أسلاك الضغط العالي بملايين الريالات والمملوكة له دون مسوغ قانوني ولا حتى مليشاوي إن افترضنا بل سرقة بالإكراه وبسلاح الدولة وتحت نظر مدير أمن الدولة الذي لم يحرك مع جنوده ساكنا، بل لم يكتف الجمع بما سرقوا إنما قاموا بتهديد أخ المالك بانه إن تكلم كلمة فإن قيمته أقل من سعر رصاصة بين حاجبيه مع العلم، بأن هذه السرية من لصوص رزيق مرت في النقاط التابعة للإخوان مجيئا وعودة دون أن يتم إيقافهم قبل أو بعد الجريمة.
ما إن تسأل لماذا كل هذا؟ يأتيك الجواب وبكل بساطة: لأنه أراد أن ينافس احد هوامير الإصلاح في إنشاء محطة للكهرباء بسعر أقل ليخفف معاناة أبناء مدينته، مع العلم بأن ترخيص ربيب المليشيا تم إسقاطه قبل ثلاث سنوات من قبل مكتب الشئون القانونيه بالمحافظة والذي اصدر ايضا اوامر بالايقاف الفوري للمغتصب لشبكة كهرباء النشمة الحكومية من استخدام الشبكة والاسلاك التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء والذي ما زال مستمرا في اغتصابها.
المبكي أن مدير عام المديرية وبدلا من تقديم هذا الهامور إلى نيابة الأموال العامة بدعوى صريحة ومثبتة بالاهدار لممتلكات الدولة واتلافها تم السكوت والخنوع لان من بيده زمام تثبيت المدير هم الرعاة الرسميون لهامور النهب الآتي من عمق خلية "شيلني واشيلك".
شيء آخر فإن من يغتصب أيضا منصب مدير أمن المديرية وبعد أن انصرف اللصوص وأسلحتهم التابعين للواء الخامس رئاسي المملوك لعدنان رزيق يحاول أن يجعل القضية مجرد حادثة جنائية تحمل التهديد والسب وما غير ذلك خارج عن اختصاصه كالسرقة تحت إكراه السلاح والتي تعد جريمة حرابة مكتملة الأركان.
قلبي على مدينة الترحاب والمحبة ومديرية التاريخ والثورة يئن ويتوجع كيف وصل حالها إلى أن تهان وتمتهن آدمية أبنائها بيد العاشقين للدم المدمنين للنهب وبمباركة "يساري" قابع في أعلى قمة للذل لا للمسئولية.