نعم يستطيع..
الاثنين 10 أكتوبر 2022 - الساعة 01:07 صباحاً
خالد سلمان
مقالات للكاتب
لغتان تتسيدان المشهد بشأن كيفية التعاطي مع الحوثي ،لغة الضعف ودعه يمر نحو أهدافه بأقل الخسائر الممكنة ،ولغة القوة حيث ممنوع مرور مشروعه السلالي العنصري لحكم كل اليمن، اللغة الثانية هي لغة مستمدة من تجربة ٢٠١٥ وهزيمته في عدن والجنوب عموماً.
الآن التوجه العام للحوثي بشراكة كل الأطراف المسلحة الأّخرى، يتجه نحو إضعاف هذه اللغة الوحيدة المقاومة ، بعدم تشتيت كامل جاهزية الحوثي العسكرية بمعارك متعددة على أكثر من مسرح عمليات ، ومنحه فرصة لرمي كامل ثقله جنوباً ، بالإتكاء على قراءة مجنونة مفادها إن إضعاف الإنتقالي مصلحة مشتركة للحوثي والأطراف المتساوقه معه بصمت.
الساحل الغربي خارج مجال الجبهة النشطة ، تعز لا تضغط على الح وثي ، بل تمنحه فرصة إعادة توجيه قواته بالحشد في حيفان لإستهداف الصبيحة وكرش، لا مقاومة في البيضاء وفتح الممرات الآمنه للحوثي كي يمر نحو أبين ويافع، الضالع لم تلقِ البندقية ولم تصمت المدفعية قبل وبعد وأثناء الهدنة ومحاربتها بعدم رفدها بالسلاح، مأرب مفتوحة نحو شبوة ، حضرموت المنطقة الأولى تعبث بأمن الداخل، وتوجه كامل ثقلها العسكري والتآمري لإضعاف وحدة المحافظة ،عبر تمويل مشاريع وفقاعة حضرموت دولة مستقلة، وإبقاء سلاحها مصوباً جنوباً وكذا حال المهرة .
كل هذه الخطوط والسهام الحمراء في خارطة الجهد العملياتي ، تتجه نحو نقطة واحدة الجنوب أولاً، بتوافق كل الأطراف المحتربة بالشكل المتوافقة بالمضمون، على إسقاط أي مشروع يغرد خارج سرب إعادة إنتاج نظام مركزية وفساد الدولة الواحدة.
نستطيع أن نقول أن هناك خيانة بالصمت ،من أطراف تتحدث عن واحدية المعركة، فيما هي تعطل المواجهة في مسارح الشمال لتخيف الضغط على جبهات الجنوب المحتدمة الآن ، بل وتتخادم مع الح وثي في عددٍ منها ،كما هو حال تعز بقواتها الشرعية ومليشيا حشدها الشعبي.
للجنوب تجربة كفاحية، وهو صانع الإنتصار الأحادي اليتيم في كل سنوات الحرب ضد الحوثي، ولديه ثقافة مستمدة من تاريخه، ثقافة مقاومة ذات طابع حدي غير متداخل المفاهيم، غير مراوغ ومحدد الألوان، لا يعرف تخريجات إعادة التموضع والإنسحابات التكتيكية، ولديه أيضاً حواضنه الشعبية المتماسكة، الأمر الذي يؤهله -رغم كل الكمائن والخذلان- لإعادة إنتاج النصرة مرة ثانية.
النقطة الفارقة أن الجنوب يمتلك إرادة القتال ،وهو ما يفتقده طرف الجيش الشرعي ، لأنه يدرك أنه في حال فقد الأرض يفقد معها مشروعه السياسي ، وبالتالي هو يقاوم السياسات المتخاذلة في الرئاسي، والآعيب الإصلاح ومفخخات الإرهاب وغارات الحوثي الهمجية معاً ، ونوايا شطب الحامل السياسي للقضية الجنوبية من ميدان القوة والتسوية.
هل سينجح الجنوب في تحطيم الهجمات الحوثية الجديدة؟ .. تجربة نصر ٢٠١٥ تجيب بنعم.