وإيران ليست عدوة لإسرائيل

حسن العديني: لم أترك ناصريتي أبداً ولم أثق بالإصلاح

السبت 06 يوليو 2019 - الساعة 05:21 صباحاً
المصدر : الرصيف برس -نقلا نيوز يمن

 


مدرسة في الصحافة، شديد الملاحظة، حياته كنهر يتجدد باستمرار، ونضاله قلم لا يجف وكلمة لا ترتعش، ناصري الهوى والهُوية، صاحب ذاكرة واسعة؛ حين يحدثك عن الأسماء، والتواريخ، والأحداث، والكتب.

 

يعتقد أن انتماءه السياسي كان عقبة أمام تدرجه في الوظيفة العامة، عُرف عنه كتاباته الحادة ضد نظام صالح، ينتمي إلى أسرة ريفية زراعية عرفت ب"القُضاة" وما زالت تمارس القضاء حتى اليوم. له كتابات وقراءات سياسية واجتماعية عميقة في الصحافة اليمنية والعربية.

 

لديه عمود في صحيفة "الخليج" يقدم فيه قراءات دقيقة عن الراهن اليمني والعربي.

 

حسن العديني "أبو جمال" خريج سياسة واقتصاد جامعة القاهرة، صاحب امتياز صحيفة الأسبوع، أكثر من عرَّى زيف الإسلاميين، وتصدى للكثير من أكاذيبهم، حاولنا في هذا الحوار فتح نافذة للدردشة في بعض القضايا، وما زالت الكثير من النوافذ محكمة الإغلاق. حدثنا عن الكثير من همومه وأحلامه كواحد من هذه الأمة، توقفنا عند الكثير من القضايا، برغم أن الواقع اليمني أكثر إلحاحاً.

 

* إبراهيم الحمدي وتلك الأيام

 

> نبدأ من الغداء الأخير.. لماذا لم نرك ضمن المشاركين في تقرير الجزيرة؟

 

- أولاً سألوني عن حياة الحمدي ولست شاهداً، كل الذي لديَّ هو نفسه ما هو متداول بين الناس، لم يسألني عن شيء وليس لديَّ ما أقوله بالنسبة للغداء الأخير.

 

أما بالنسبة لحياة الرئيس الحمدي، فقد تحدثت أنه كانت هناك توقعات بأن الرجل كان يعد نفسه، كان شخصاً بارزاً في حياته، كانت أوامره وقراراته قوية ولديه رؤية للإصلاحات، في وقت كان جهاز الدولة مترهلاً، ورجل الدولة الأول لا يحكم في الواقع.

 

الأهم هو تبني الحمدي برنامج "الثلاثي الأول" الذي يضع أساساً لكيفية عمل خطة خمسية، لأنه لم تكن توجد بيانات لدى الدولة حينها.

 

كان توجهه واضحاً للناس، وبدأ بإصلاح القوات المسلحة، الرجل جاء مختلفاً في أشياء كثيرة، من ضمنها "المظهر" لأن الرئيس الإرياني كان مظهره ما زال يذكّر الناس بحقبة زمنية ماضية، فجاء الحمدي مختلفاً عمن سبقوه إلى جانب شغله الإداري.

 

أتذكر بعد صعوده بأيام قليلة جداً بدأ خطابه موجهاً نحو الفساد، عملية بناء الدولة المركزية الحديثة ذات النظام والقانون، وانطلق من مشروع "التعاونيات"، وهي كانت تجمع بين "التعددية والديمقراطية" التي لم يكن يتحدث عنها؛ وإنما في واقع الأمر كانت تمارس، وبدأ الناس بالعمل والتحرك وكان هذا انعكاساً لتوجهات الحاكم، وكانت عملية التنمية هائلة وسريعة؛ لأن الكثير من الشباب شعروا أن الرجل يعبر عن طموحاتهم.

 

> يُقال حتى المشايخ أنفسهم بدأوا العمل؟

 

- فعلا بدأوا ينافسون مع بقاء قيمتهم، لكن في أماكن كثيرة كان هناك شباب جديد يهزمهم ويزيحهم.

 

> لكن السياسة خبيثة كانت ترتب لقتل هذا المشروع؟

 

- هذه المشكلة. لذا هو ركز على موضوعين: لجان التصحيح المالي والإداري، صحيح أنها كانت بالتعيين، لكنه كان يختار ممن كانوا شباباً.

 

حتى إن أبي كان يخبرني بأن مظاهر "الرشوة"، على سبيل المثال، تلاشت مرتين بعد الملكية: عقب صعود (السلال) إلى الرئاسة، وأيام الحمدي، إلا أنه قال إن أيام إبراهيم كانت بصورة أكبر وأوضح.

 

بالنسبة للتعاونيات كانت تجربة تمزج بين "التنمية والديمقراطية" فالناس هنا تختار وتحاسب.

 

أتذكر حين قام الحمدي بتجميد مجلس الشورى، ثم أعاده قبل أن يجمده من جديد.

 

وأتذكر حديثاً لجريدة الأهرام، بدأ يتكلم عن مواجهة الفساد، والإصلاح الإداري، عملية بناء الدولة؛ وهو شعار رفعه وظل يعمل عليه، وكرس ذلك في كل خطاباته، "الدولة المدنية الحديثة ذات النظام والقانون".

 

* صنعاء والذي كان

 

> نعود إلى صنعاء، هل ستعود هذه المدينة مفتوحة كما عبر عنها الكاتب محمد عبد الولي؟

 

- صنعاء لم تكن يوماً مدينةً مفتوحة، باستثناء أيام الحمدي الذي حاول أن يفتحها على دول كثيرة، صنعاء ظلت سجناً كبيراً واليمن بشكل عام، اليمن زنزانة كبيرة.

 

> أنت ككاتب ورئيس تحرير وصاحب امتياز، ألا ترى أنه كان هناك حراكاً غير عادي، بالأمس نشر عبد الرحمن الغابري على صفحته وهو المصور الأول في اليمن، مجموعة صور لمؤتمر نقابة الصحفيين الذي عقد في عام 96م وكان مشهداً نادراً؟

 

- أتذكر في ذلك المؤتمر كان هناك تحالف بين الإصلاح والمؤتمر، وحُشر فيه حتى الفرَّاشين، أي كل موظفي المؤسسة الإعلامية والصحفية.

 

أنا يومها عملت نقطة نظام وطالبت بتصحيح البيانات، فتوقف المؤتمر ثلاثة أيام وحين خرجنا دخلوا معانا في حوار، كان ضمن المحاورين (نصر طه مصطفى)، وضمن ما قاله لنا. "إذا كنتم أنتم تحكموا ستفعلون ما نفعله نحن".

 

> اليوم هل تتصور نفسك كرئيس تحرير أنك في صنعاء مع أسامة ساري وصلاح الدكاك وعابد المهذري والعماد، تنزل صورة السيد في الصفحة الأولى مع الديباجة؟

 

- أنا لا أستطيع وهم لن يقبلوني، مستحيل أن أصدر صحيفة صفحتها الأولى فيها السيد مع الديباجة، الصحافة ليست مهمتها تبجيل الحاكم مهما كان، حتى لو كان الحاكم مستنير ويعبر عن مطالب الناس، لأنه لا يمكن أن يتحول هذا الحاكم إلى مسخ كبير، عندك الحمدي كنا في أحاديثنا مع الناس ننتقد بعض الجوانب، لأن للنظام ممارسات تتعارض مع طموحات المواطن والتوجه العام.

 

* الهاشمية السياسية (بعد 26 سبتمبر 1962).

 

> بالنسبة لمصطلح الهاشمية السياسية كيف قفز فجأة إلى المشهد؟

 

- الهاشمية السياسية ليست وليدة، هي حكمت اليمن منذ مجيء الإمام (الهادي الرسي).

 

> أقصد أن هناك جيل تفاجأ بها إلى درجة أنهم اسقطوا دولة؟

 

- كانت موجودة حتى بعد 26 سبتمبر، موجودة خارج السلطة؛ ترتب لإعادة تموضعها وموجودة داخل السلطة تنافق وتمارس تخريب متعمد؛ حتى تقنع الناس بأن هذا النظام غير صالح للحكم، للعودة إلى الإمامة وايصال النظام إلى مرحلة إنهيار.

 

> لكن يبدو أن الكثير كانوا يعتقدون أن الثورة غيرت كثير من المفاهيم؟

 

- مش كلهم أعتقد بعض النخب كانت تدرك أو كثير منها، كانت الهاشمية السياسية موجودة حتى في جهاز الإعلام في المكنة الإعلامية، في مرحلة من المراحل كان الإعلام في الجمهورية العربية اليمنية يتنازعه طرفان "التيار الماركسي والهاشمي"، وكان التيار الماركسي تيار حديث ونشيط في السبعينات وما بعدها.

 

* لم أترك الناصري واختلفنا بسبب الإصلاح.

 

> ما يخص تجربتك في الدولة في إطار الوظيفة العامة؟ لم تكن قريباً من الدولة والسلطة ولا بعيداً عنهما؟

 

- كنت موظف بموجب قانون الخدمة المدنية، لكني لم أخذ حقي في الوظيفة بسبب انتمائي السياسي، فأنا موظف منذ العام 81م.

 

> أتت مرحلة اتهم فيها العديني أنه بدأ يميل إلى السلطة وأنه ترك الناصرية؟

 

- لم اترك ناصريتي أبداً، يمكن اختلفت مع زملائي في التنظيم، خلافات حول الأداء التنظيمي، في مرحلة من المراحل أثناء الحوار مع الإصلاح.

 

> هذا كان سبق حوار المشترك؟

 

- نعم. وكان الإصلاح يحاورنا من أجل أن يبتز المؤتمر لا أكثر، وقد فشل هذا الحوار، الإصلاح كان يجلس معنا على طاولة واحدة وعينه على المؤتمر، وكانت جماعة الإصلاح تفصح أن هناك عقدة بينهم وبين الحزب الاشتراكي، وأن تقاربهم مع الناصري يمكن أن يسهل التفاهم مع "مجلس التنسيق" الأعلى للمعارضة، ثم دخل الاشتراكي كطرف ولعب (جار الله عمر) دوراً مهماً فيما بعد، انضج فكرة اللقاء المشترك.

 

أنا كنت متوجس وغير مطمئن إليهم، وكان رأيي ألا نقيم أي تحالف أو تنسيق مع الإصلاح. ولذا أنا اختلفت مع الناصري من داخل التنظيم وليس من خارجه، وكل تنظيم فيه مشاكل.

 

> هل صحيح أن الناصريين 7 أنفار؟

 

- هذا ما يقوله الاصلاحيون في تعز.

 

> أنت من عشاق عبد الناصر وهو شخصية لا يختلف عليه إثنان، ولك موقف من الإتفاقيات التي ابرمها السادات، أنا هنا أريد أن أعرج على "سايكس بيكو" و "كامب ديفيد" للوصول إلى "وارسو"، الى موقف وزير خارجية الشرعية السابق، خالد اليماني، هو يجلس بجوار نتنياهو.. ما هي الفاتورة بالمقابل؟

 

- إسرائيل في واقع الأمر لا تدفع فواتير أبداً.

 

> ممكن نقول أن وقوفه بينهما كان صدفة؟

 

- لا. ليس صدفة. حتى وإن كان المفروض أنه ينسحب.

 

> المشهد كان مؤذياً؟ مع أنه برر ذلك بأنه من أجل وقف التمدد الإيراني؟

 

- وقوفه هو مش فقط لأنه جلس بينهم، وإنما من حيث المبدأ المفروض ألا يحضر من الأساس. لديه معركة مع إيران موضوع لا يرتبط بما ذكر، فإسرائيل ليست عدو مباشر لإيران والعكس. إسرائيل عدو للعرب وإيران لن تحرر العرب ولا فلسطين، قضية فلسطين ورقة للضغط والابتزاز.

 

> ما الذي حدث ويحدث في تعز في الوقت الحالي؟

 

- الذي يحدث أن مليشيا الإخوان تقتل المدنيين، والحوثي ليس عدوهم، أنا تأتيني أخبار من تعز تقول بأنهم في "معسكر التشريفات" يجلسون مع بعض، دبابتهم لم تستطع أن تحرر تبت فندق سوفتيل، فقط استطاعوا اقتحام وتحرير المدينة القديمة من كتائب أبو العباس، وهنا يحضر التحالف "القطري التركي”، فالإخوان المسلمون يتبعون أي دولة تدفع لهم، وهم كانوا يستلمون من دول الخليج وما زالوا. قطر تدفع وتركيا تحمي، الإخوان ليس لهم موقف خارج هذه المنظومة.

 

> بمعنى أنهم لن يقدموا شيئاً لتعز وهم اليوم مسيطرون سيطرة كاملة؟

 

- اليوم هم يقتلون وينهبون، دمروا المدينة القديمة، يأخذون الإتاوات، ينهبون الأراضي.

دخلوا مستشفى الثورة واعتدوا وطردوا مدير المستشفى، أنا لا أعرفه لكن أحاديث الناس عنه أنه طبيب ناجح وإداري نزيه. لكن هم يريدون السيطرة على المستشفى من أجل الفلوس المخصصة للجرحى.

 

* تجربة/تجارب الإخوان المخيفة

 

> ماذا عن تجارب الإخوان في السودان وتركيا نفسها؟

 

- في السودان الإخوان المسلمون عملوا تجربة مخيفة، وهي التجربة الوحيدة، فهم وصلوا إلى الحكم هنا في مصر ولم يستمروا، لأن الشعب والقوات المسلحة كانوا مستيقظين، وتركيا وهي مرشحة للسقوط بدليل ما حدث في انتخابات اسطنبول، اسطنبول اختبار، وكشف لموقف الإخوان الذين أرادوا الديمقراطية استثماراً للوصول إلى السلطة، وإلا فإنهم يعادون الديمقراطية ويريدونها ديكوراً حول الحاكم، لذا ما حدث في اسطنبول يعني أنه وعلى المدى البعيد تجربة مرشحة للسقوط.

 

لكن في السودان كانت أطول تجربة، وهي تجربة مخيفة أدت إلى تقسيم السودان ومجازر في البلاد وحرب أهلية، وهي كشفت أن الإخوان ليسوا أبداً مع بناء الدولة، فهم بمجرد الوصول إلى السلطة يغلبون مصلحة الجماعة، مستعدون لتدمير الدولة من أجل وجودهم ومن أجل المال بدرجة رئيسة.

 

التجربة الثانية حركتا "حماس وفتح"، أنا أتذكر يوم وقعوا في مكة برعاية الملك الراحل (عبد الله بن عبد العزيز)، حينها كتبت بأن الاتفاق سيفشل، وكنت على قناعة لأنهم غير مأمونين.

 

* العرب وإيران واليمن

 

> ماذا عن القومية ومشروعها الأممي.. ألا ترى أنه مشروع فاشل فشلت معه النخب السياسية القومية في لملمة هذه الأوطان الممزقة؟

 

- القومية أولاً العروبة والأمة، هي ظاهرة فوقية تعبر عن وجود كيان مادي، تجمعها أمة واحدة، ولغة واحدة، مصالح واحدة ومصير واحد، هذه نتاج تطور حضاري.

 

فكرة الأمة العربية فكرة الكيان الواحد على طريقة الولايات المتحدة دولة مركزية؛ ممكن أن تقوم الوحدة العربية في ظل وجود ممالك ودويلات.

 

ما يجري استطاع الاستعمار مع قوى محلية أن يوقف ويمنع هذا التكتل، وتفتيت القوى الوطنية، لذلك نجد مصر تاريخياً لم تقسم حتى في إطار الدولة الإسلامية عكس سوريا بلاد الشام العراق، والآن يريدون لهذه الدولة أن تتجزأ بأي شكل، أقصد مصر.

 

> هناك نقطة مهمة حول العراق، وهي عملية التغيير الديمجرافي، كنت كتبت عنها في جريدة الخليج، بمعنى أن هناك عملية تقسيم سني شيعي واضح، إلى جانب ما ذكرت في مقالتك أن مشروع قانون يدرس الآن حول منح الجنسية لمن له عام في العراق.. كيف ترى ذلك؟

 

- لا أعرف إن كان صدر القانون أم لا، لكنه مشروع قانون موجود، ملايين العراقيين خارج البلد بسبب الحرب وهم يبحثون عن تجنيس أناس آخرين، هذا يخدم إيران بدرجة رئيسية، إيران لها طموح كبير في الخليج والعراق.

 

> ألا ترى أن ذلك ينسحب على اليمن التغيير الجغرافي، وتغيير المفاهيم، والتقسيم الطائفي؟

 

- في اليمن ليس هناك انقسام طائفي على الإطلاق، ولا صراع طائفي، والمذهب الزيدي غير متطرف وقريب للسنة، حتى في العراق لم تكن مطروحة على هذا النحو، إيران تحاول أن تزرع هذا الانقسام لتحقيق أطماعها.

 

إذاً في اليمن لا يوجد أي انقسام طائفي، هناك حساسية مناطقية، لكن في أعماق الناس لا يوجد ذلك بدليل الذين كانوا يستقرون في المناطق الوسطى، يصبحون جزءاً منها.

 

* كنت أعرف "للهاشميين مخطط"

 

> كتبت حول العملية التعليمية والخطر الذي يتهددها؟

 

- التعليم خارب في اليمن.

 

> ولكن كنت تحدثت بإيجابية بأنه كان تحسناً من بعد ثورة سبتمبر؟

 

- التعليم مشكلة موجودة في الوطن العربي كله، المناهج طرق التعليم وسائل التعليم ضعيفة جداً ولا تخرج مبدعين، على طريقة الفقهاء، لكن مشكلة التعليم أن الإخوان المسلمين كانوا مسيطرين على العملية التعليمية، وكانوا داخل جهاز الدولة ووزارة التربية والتعليم، عبثوا بالمنهج، لذا جاءت الجرعة الدينية على حساب المنهج، وهي جرعة تتكرر والمناهج رثة ومشوهة، جهد كبير يبذله الطالب على حساب وقته يجب أن يبذله في دراسة علوم أخرى.

 

مثال "حديث الذباب". والأحاديث كثيرة على هذا النحو الذي لا يفيد، وكان يمكن أن يبذل هذا الجهد والوقت في شيء آخر، الحوثيون جاؤوا بطريقة مختلفة، لكن الإشكالية هنا أن الإخوان المسلمين حاولوا نشر المذهب السني في مناطق المذهب الزيدي، فجاء الحوثيون اليوم ليعملوا العكس، ينشرون ليس المذهب الزيدي وإنما "الإثنى عشري" في المناطق الزيدية والمناطق الخارجة عن النطاق الزيدي.

 

* التصالح مع الإخوان

 

> متى يتصالح حسن العديني مع الإخوان المسلمين؟

 

- لماذا لا تقول متى سيتصالح الإخوان المسلمون مع مجتمعاتهم؟

 

> بالأمس عائض القرني اعتذر عن مرحلة التشدد، فهل بالإمكان أن يخطو على خطاه الزنداني وغيره؟

 

- وماذا يعني الاعتذار أنا شفت (القرني) وهو يتمنى خالد بن الوليد أن يعود ليذبح مليون ملحد في العالم الإسلامي، يشويهم حتى تؤكل لحومهم، هذا الاعتذار لا يعني شيئاً وليس عنده القدرة على التفكير والإبداع حتى ينجز مشروعاً فكرياً؛ ينسف أو يلغي كل ذلك الماضي، وإذا عاد سيكتب نفس الأحاديث، سواءً اعتذر أم لم يعتذر هو أو الزنداني لا فائدة.

 

*الحوثي.. والهاشمية

 

> هناك نقطة مهمة أتذكر في العام 2007م كنت تحذر بشدة من خطورة جماعة الحوثي عكس بقية النخب؟

 

- أنا كنت قريباً وأعرف أموراً كثيرة ولي علاقات، وكنت على معرفة بأن الهاشميين لهم مخطط، ودخلت في جدال مع محمد عبد الملك المتوكل، ما حدث اليوم هو أن هذا المشروع تحصيل حاصل، وهناك الكثير كانوا متنبهين.

 

* هادي وحوله الإخوان

 

> تابعت لك لقاءً في قناة "اليمن اليوم" وكنت دافعت فيه عن الرئيس (هادي) بطريقة معقولة نظرياً لكن على الأرض الرجل خذل الجميع حتى نفسه؟

 

- هادي لم يملك قراراً في أية لحظة، هادي وجد نفسه رئيساً بموجب المبادرة الخليجية، هو لم يكن يتوقع ووجد نفسه رئيساً في وضع معقد، أيضاً جاء اتفاق "السلم والشراكة" وكان كارثة مقابل الحوار الوطني ومخرجاته، ومن حينها سقطت القوى السياسية بتوقيعها على ذلك الاتفاق.

 

> ما يعني أن اتفاق السلم والشراكة نسف مخرجات الحوار الوطني؟

 

- كيف تُوقع معه اتفاقاً تحت الضغط، ثانياً كيف يدخل بالدبابات في نفس الليلة، كان المفروض على القوى الوطنية والأحزاب السياسية أن ترفض ذلك، لأن التوقيع على تلك الاتفاقية كانت تعطيه صكاً بأن الدخول إلى صنعاء شرعي، عبد ربه صار وحيداً، والقوى الوحيدة التي ظلت حوله حتى اللحظة هي جماعة الإخوان المسلمين، من مدير مكتبه حتى الجيش. والإخوان المسلمون غير مؤهلين لقيادة دولة، اليوم تجدهم يستلمون مرتبات لا أكثر.

 

* بريطانيا.. ثأر وحنين

 

** بريطانيا ماذا تريد اليوم من الحديدة؟ أجلت معركة ولم يُنفذ شيء من اتفاقية "استكهولم"؟

 

- بريطانيا حليف قديم للمملكة المتوكلية، بعد الثورة قامت الطائرات البريطانية بضرب مواقع الجمهوريين، وحين كانت محتلة الجنوب كانت على تفاهم مع الملكيين، بدليل أن الإمام لم يكن لديه مشروع لتحرير الجنوب، بريطانيا تحمل حنيناً إلى مستعمراتها وثأراً في نفس الوقت ضد الذين كانوا سبباً في طردها.. وهذا يعيد إلى الأذهان مقولة "عدنا يا صلاح الدين"، تنطبق المقولة اليوم لتقول ها قد عدنا يا (عبد الناصر).

 

* التحالف العربي

 

** اليوم، كيف ترى دور التحالف الذي جاء لتحرير البلاد من الحوثيين؟

 

- هناك تخوف من عودة الإمامة، حتى الذين لديهم حساسية من دول الجوار وقفوا مع التحالف، عودة الملكية أخطر بكثير من كل هؤلاء أياً كان مسماهم، لأن الذين حكموا أكثر من 1200 سنة لا يمكن أن يفرطوا اليوم بهذا الحلم الذي عاد إليهم.

 

لذا ما دفع بالناس نحو التحالف هو خوفهم من 1000 سنة قادمة، وكانوا مستعدين أن يَقبلوا أي منقذ، لذلك رحبوا بالتحالف، ولا يوجد أي تحسس، والإمارات تلعب دوراً إيجابياً، السعودية أصبحت الآن تحمي حدودها وكل تركيزها على جوف صعدة.

 

* الجنوب- الشمال- الوسط

 

** بالنسبة للجنوب هل يمكن أن نقول إنه اليوم بخير؟

 

- إذا انفصل الجنوب سيتمزق، هو يسعى باتجاه الانفصال والاستقلال لكنه سيتمزق أكثر من الشمال.

 

** هناك من يعول على أن الجنوب سيفعل شيئاً تجاه الشمال؟

 

- في الوقت الحاضر؟

 

** نعم؟

 

- لا. لم يستطع الجنوب أن يزحف على الشمال حين كانت الشعارات الماركسية في أوج حماسها، وكان الحزب الاشتراكي حزباً رديفاً في العمل السياسي والشعارات تلهب حماس الناس.

 

** نستطيع القول إن كفة القبيلة في الشمال راجحة؟

 

- البداوة. ما حدث في 94 من تأثير يؤكد على أن البداوة تهزم المدنية في المواجهة العسكرية.

 

** ألا تلاحظ أن تعز وقعت في الوسط بين كماشة الشمال والجنوب؟

 

- تعز ساهمت في الدور الأكبر من تحرير الشمال والجنوب، قادة العمل الوطني والحركات الوطنية كانوا من كل محافظة، لكن تعز كان لها الإسهام الأكبر، لذا تستحق أن تظل في الريادة.

 

** أستاذ حسن هناك جيوش وألوية تتخلق اليوم في تعز والحديدة ومأرب، لماذا تعد هذه الجيوش لأي معركة؟

 

- أعتقد الإخوان يسعون إلى إقامة شبه إمارة في مأرب وتعز، ولا أدري جغرافياً كيف سيتم جمعه، لكن ما يجري في الحديدة اليوم يشير إلى أنه لا يوجد مشروع لتقسيم الشمال، الإخوان لديهم طموح إقامة إمارة، أو أن يكونوا شركاء.

 

** الصورة غير واضحة في الحديدة والمفاوضات واتفاقية استكهولم لم يتم تنفيذ منها شيء؟

 

- الجيش الموجود هناك منع من التحرك أو التقدم وكان ذلك سيخنق الحوثيين تماماً.

 

* صالح.. باختصار

 

** باختصار، كيف تقيم ثلاثة عقود من حكم الرئيس صالح الثمانيات، التسعينات، وما بعد 2000؟

 

- في الحديث الأعمال بالنيات، وفي السياسة الأعمال بالنتائج.

 

** أنت كثير الاطلاع والقراءة للمذكرات والسير الذاتية، أين هي مذكرات صالح وهل تعتقد أنها ستحمل مفاجأة؟

 

- هذا النوع من الأدب غير شائع في العالم العربي، وفي اليمن قليلون كتبوا شيئًا من قصة حياتهم، وليس فيهم من تحرى الصدق أو تجرأ على البوح. أكثرهم صدقاً (عبدالغني مطهر)، وهو ظلم نفسه لأن دوره في الحقيقة أكبر وأهم.

القاضي والمؤرخ (محمد علي الأكوع) كتب سيرة فيها الكثير من البوح.

 

كم هو القدر من الحقيقة التي كان سيقولها صالح؟ لا أدري. لكن ليته انصرف إلى رواية سيرته. أظن أن اليمن كانت ستتفادى الكثير مما حل بها قبل وبعد21 سبتمبر.

أحمد الشامي كاتب جميل لكن هناك مغالطات في رياح التغيير.

سنان أبو لحوم مذكراته رائعة بالوثائق التي حملتها لكن ليست مذكرات بمعنى مذكرات.

 

* لم يؤذِني النظام

 

** معروف انتماؤك السياسي ومقارعتك للنظام.. هل تعرضت يوماً لعملية/محاولة اغتيال أو مضايقة؟

 

- لا.. لا، لم أتعرض.

 

** أقصد كان لديك مقالات حادة ضد السلطة؟

 

- لم أتعرض لإيذاء من أحد حتى من السلطة، أنا تم مضايقتي في وظيفتي وتم استبعادي منها بعد 93م وهذا حدث يمكن ليس بقرار سياسي، ربما اجتهادات شخصية من وزير المالية أو من غيره.

 

* الزنداني وقحطان

 

** أستاذ حسن، أين هو علاج الزنداني لمرض فقد المناعة "الإيدز"؟

 

- الزنداني؟!! لا يستحق الرجل أن يُلتفت إلى هذيانه ومعجزاته.

 

** كيف تقرأ طريقة اعتقال محمد قحطان، والمدة التي قضاها مقابل الإفراج عن العديد من أقرانه؟

 

- لا يستحق (محمد قحطان) البلاء الذي نزل عليه. مشكلة قحطان أنه لا يملك استثمارات كالتي عند رفقائه.

 

* الصحافة - الحياة

 

** من هم رواد الصحافة في اليمن، أو من هي الأسماء البارزة وأنت صحفي مخضرم ولديك رؤية وذاكرة قوية؟

 

- أنا صحفي هاوٍ وليس عندي ميزان دقيق للتقييم، وفي ذهني أسماء وخارج علمي غيرها فلست مطلعاً جيداً على تاريخ الصحافة اليمنية.

 

** مَن مِن الشباب الذين برزوا وكنت تراهن عليهم؟

 

- أثار انتباهي (مراد هاشم) و(سامي غالب) في بداية اشتغالهم بالمهنة، وأعجبت بمثابرة (محمد الغباري).

 

** العمر يجري، بالأمس تابعت لك صورة جميلة مع أمة العليم السوسوة، وأنور العنسي، وشخص آخر مصري.. هل تتمنى عودة تلك الأيام؟

 

- الماضي لا يعود، كما قال إحسان عبدالقدوس.

 

* أسماء - تعني لي

 

** أستاذي القدير، هناك أسئلة تقليدية سأطرحها للإجابة عليها باختصار؟

 

** ماذا تعني لك منطقة "شَلِفْ"؟

 

- شلف مرابع الصبا وموطن أجدادي الذين اشتغلوا بالقضاء، والفقه والأدب. أتمنى أن أكتب عنها يوماً.

 

** ماذا يعني لك جمال حسن؟

 

- ابني وصاحبي.

 

** ماذا تعني لك المِعْلَامَة؟

 

- رحم الله من علمني الحروف الأولى (طاهر أحمد عثمان)، والعمر والصحة لأخي (محمد) الذي كان مُعلماً آخر في المنزل، وهو الذي ألح على أبي وأقنعه بإرسالي إلى تعز للالتحاق بالمدرسة.

 

** الناصرية كفكر؟

 

- ما زالت الناصرية تجيب على الأسئلة التي يطرحها الواقع. ولسوف تظل الحرية والاشتراكية والوحدة أهدافاً نبيلة لهذه الأمة، لا بد أن تسعى إليها وتعمل من أجلها بالوسائل النبيلة والشريفة كما قال (عبدالناصر) وكما سعى.

 

** الوحدة اليمنية؟

 

- مثلما كتب (تروتسكي) عن "الثورة المغدورة" ذلك يجوز قوله عن الوحدة اليمنية.

 

** صحيفة الأسبوع الأهلية؟

 

- الأسبوع محاولة تعثرت.

 

** عيسى محمد سيف؟

 

- عيسى شطحة في التاريخ لا تتكرر. عبقرية لا يدركها إلا من عرفها.

 

** مدينة القاهرة؟

 

- كذب (أحمد عبدالمعطي حجازي) حين قال إنها مدينة بلا قلب. والحقيقة أنها مدينة لها قلب. تحتويك بقلبها الكبير وروحها وحنانها وتأسرك بجمالها وكبريائها.

111111111111111111111

Maryawals

2019-December-02

buy elimite

Maryawals

2019-December-17

elimite cream cost

tyjpofoern

2019-December-31

pure cbd oil best cbd oil cbd oil hempworx cbd oil cbd oil cbd oil for dogs cbd oil near me cbd oil pure cbd oil best cbd oil cbd oil cbd oil vape cbd capsules cbd oil ultra cell cbd oil


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس