الحكومات التي جاءت عقب ثورة فبراير ابتداء  بحكومة باسندوة وانتهاء بحكومة معين، جاءت  تكرس نفس السياسية  التعليمية  السابقة  وهذا مايتضح جليا  من خلال  المناهج التعليمية التي تطبع كل عام  ، لازالت مقررات هذه المناهج تكرس ثقافة الكراهية ، وتعزز الشرخ الإجتماعي ، وتهدد السلم المجتمعي..

ولازالت الحروب الظالمة محل زهو وتفاخر ضمن المقررات الدراسية، على سبيل المثال لايزال موضوع حروب الردة والانفصال ضمن الدروس المقررة على طلابنا في المرحلة الأساسية والثانوية، ولازلت المقررات الدراسية في المواد الإنسانية على وجه التحديد  ، خاضعة لإيدلوجية سياسية ودينية احادية، هي نفسها الايدلوجية التي كانت تدير التربية والتعليم ، في الجمهورية العربية اليمنية ما كان يسمى بالشطر الشمالي  قبل الوحدة اليمنية وظلت مسيطرة على السياسية التعليمية  عقب الوحدة حتى يومنا هذا.

وعلى العموم ما يحصل اليوم في مناطق سيطرة  الحوثيين من القيام بتعديلات في المناهج التعليمية مما يتوافق مع ايدلوجيتها وسياستها الاحادية  هو تكرر للنفس العبث الحاصل طيلة عقود من الزمن  ، ولكن بطريقة فجه ومفضوحة ..    

على أي حال نحن اليوم بحاجة لفلسفة تعليمية واضحة ، بحاجة لمنهج  تعليمي جديد  يواكب العصر يصقل العقل، يطلق حرية الفكر ، يحارب الجمود والتقليد الأعمى، نحن  بحاجة  إلى ادخال مقررات الفلسفة في المنهج التعليمي  لجميع  فصول المرحلة الثانوية العامة ، وادخال مبادئ  المواطنة وحقوق الإنسان في جميع  المراحل التعليمية،  نحن بحاجة إلى منهج تعليمي مغاير للمنهجين معا، منهج تعليمي  يعيد الاعتبار للعلم ، منهج   يخلق الابداع والابتكار ، ويعزز قيم الحرية والمواطنة المتساوية .