في خضم الأحداث التي تشهدها محافظة تعز، والجدل السياسي الدائر، والمشهد الدامي بين الأمن، والجماعات المسلحة المنفلتة، التي ينتمي بعضها ولن ابالغ لو قلت جميعها إلى وحدات الجيش، بدا لنا هناك في اروقة مبنى المحافظة، موقفاً معتاداً ولكن هذه المرة من شخص غير عادي!. 

كان هناك عبدالقادر الجنيد، والذي جعل من نفسه مثار للسخرية، والضحك بل والاستهجان، والاستغراب في آن، بعد تصرفه الغريب، والمخالف للأعراف السياسية، والانتهاك الصارخ لقوانين السلطة المحلية في محافظة تعز.

اعتدنا على أن نرى حركة غبية كهذه، من شخصية مؤدلجة كعبده سالم فرحان، الذي نُصِب بقرار حزبي كمستشار لمحور تعز، وفي الحقيقة، كان حاكماً عسكرياً يدير تعز من الباطن، بينما في الضاهر كان هناك نبيل شمسان.

أو يتوقع حدوثها من شخصية كخالد فاضل، الذي عاد الى المحور بدون قرار، بعد ان كان قد عزل، وفرض نفسه قائداً لمحور تعز كأمر واقع.

لكن أن يأتي شخص كعبدالقادر الجنيد، الرجل المثقف، والمعروف بموقفه الوطن والصلب من جماعة الحوثي وسبق وان اختطفه اكرم الجنيد من حي الجحملية، وضل في سجون الجماعة لشهور، يأتي الآن ليضع نفسه بمنصب غريب على تعز كمشرف المحافظة!.

الجنيد..اتى الى محافظة تعز، دون تنسيق مسبق مع رئيس السلطة المحلية في محافظة تعز نبيل شمسان، وبدون قرار مكتوب من المجلس الرئاسي، الذي ادعى انه مُكّلف من قبله تكليفا شفويا ولا ندري بماذا؟.

استقبلوه في المحافظة، وفتحوا له أحد المكاتب والتقى بالقيادات الأمنية، والعسكرية، وايضاً المدنية.

والسؤال….بصفته ماذا..التقاهم جميعاً في المحافظة؟

وعلى أي أساس تم فتح مكتب الوكيل المتوفى عبدالحكيم عون! ليكون مقراً له، من قبل الوكيل أول عبدالقوي المخلافي.

والذي كان نتيجة لهذا الأمر هناك قرار للمحافظ نبيل شمسان بإيقاف الوكيل أول، لتعديه الصارخ لسلطاته وتصرفه بأمر مخالف دون الرجوع إليه وبدون علمه حتى.

كان عبدالقادر الجنيد غرد بصفحته في الفيس بوك، بعد أن أثار جدلاً واسعاً، (بإنها مجرد زيارة ليرى تعز بعين طازجة).

وفي الحقيقة تعز ليست ناقصة اوجاع، ولا هموم، ولا عاهات مستديمة، ففيها الذي يكفيها، شكر الله سعيك، عود من حيث اتيت، او عيش فيها كأي مواطن صالح.