نحو تصويب علاقة أجهزة الجيش والأمن بالمشهد الإعلامي في تعز
الاثنين 31 أكتوبر 2022 - الساعة 10:14 مساءً
د. منصور القدسي
مقالات للكاتب
صباح اليوم أثناء تقديمنا ورقة بحثية حول دور إذاعة تعز في دعم ثورة 14 اكتوبر لندوة فكرية نظمتها الجامعة حول دور الإعلام الوطني في دعم ثورتي سبتمبر واكتوبر وبحضور قيادات عسكرية وأمنية ...لفت انتباهي خلال الندوة أن هناك نظرة قاصرة لدي بعض القيادات العسكرية والأمنية في تحميل الإعلاميين مسئولية انتشار الانفلات الإعلامي بمواقع التواصل.
وثمة حاجة ملحة لتصويب تلك النظرة وتصحيح وتوحيد الخطاب الإعلامي اولا لمؤسستي الجيش والأمن وفق محددات وطنية واضحة للارتقاء به لمستوي التحديات الكبيرة، ويلبي احتياجات المواطنين ومتطلبات المشهد الإعلامي بالمحافظة. ومن ثم ثانيا تصويب علاقة تلك الأجهزة بوسائل الإعلام والاعلاميين والناشطين علي حد سواء،. فمن غير المنصف أن يتم افتعال خصومة مع الاعلاميين بسبب تغطيتهم اخطاء يرتكبها بعض أفراد تلك الأجهزة بالتحريض ضد الإعلاميين واتهامهم بالتحوث واستهداف الجيش والأمن. ولتوضيح طبيعة العلاقة بين أجهزة الأمن والجيش مع الإعلاميين والناشطين نورد مثالان بسيطان ..
المثال الأول
عند تنفيذ الحملة الأمنية المشتركة مؤخرا لإلقاء القبض علي المجرمين والقتلة ساند معظم الإعلاميين والناشطين بالمحافظة الحملة ووحد الخطاب الإعلامي رغم وجود محاولات حوثية لإرباك المشهد دون جدوي...
المثال الثاني..
بعد انتهاء الندوة اليوم تعرض مدير عام مكتب النقل لاعتداء مسلح من قبل مجموعة أفراد يتبعون الكتيبة الأولي باللواء 170، قاموا بإطلاق الرصاص الحي عليه ما ادي الي إصابته وخطف السيارة التي تقله الي جبهة الاربعين حسب مصادر أمنية ...
هذه الواقعة وغيرها كثير احيانا تولد ردود أفعال غير منطقية من قبل بعض القيادات العسكرية عندما ينشر الإعلاميين والناشطين خبر عنها، حد اتهامهم أنهم يخدمون العدو ويستهدفون سمعة وتضحيات ابطال الجيش، بل صل الأمر في بعضها إلي الإدلاء بتصريحات متناقضة لناطقي أجهزة الأمن والجيش عقب تصاعد الانفلات الأمني قبل أشهر في وقت كان ملف تعز متصدر المشهد الإعلامي الاممي، واستفادت المليشيا من ذلك في تسويق نفسها داخليا وخارجيا انها الدولة، رغم ارتكابها جرائم حرب بحق المدنيين في المدينة المنكوبة، في ظل عجز أجهزة الإعلام في الجيش والأمن والاحزاب بالمدينة عن كشف بشاعة تلك الجرائم وإثارة الضمير اليمني والإنساني لإدانة المليشيا.. ...
هي رسالة للقيادات المعنية بضرورة تصحيح ذلك الخلل الكبير الذي يستوجب من الجميع تسمية الأمور بمسمياتها. السلوك البلطجي لبعض أفراد الجيش يسئ للجيش وتضحيات شهدائه الميامين وابطاله المرابطين بالجبهات، ويحتاج لإجراءات عسكرية صارمة لاستعادة هيبة وسمعة ومكانة الجيش التي تتاكل يوميا وسط الحاضنة المجتمعية، وفي ذلك خذلان لتضحيات الشهداء والجرحي ممن ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل استعادة هيبة الدولة وبناء جيش وطني يضحي لاجل الشعب لا يعبث افراده بممتلكات وأمن واستقرار الشعب ..
فوضي السلاح كانت مبررة بداية الحرب لتعدد ولاءات القيادة العسكرية وقتها ،،،،، واستمرار التوظيف السياسي الرخيص لتلك الفوضي دفاعا أو نقدا يخدم المليشيا ويسئ لتضحيات تعز التي لا حصر لها ..