26 سيتمبر يوم جديد في تاريخ اليمن
الاثنين 11 سبتمبر 2017 - الساعة 11:45 مساءً
أحمد حميد الشامي
مقالات للكاتب
عاشت اليمن مايقارب 1200 سنه من الظلم والاستبداد ، أخرجت اليمن عن مسارها التاريخي ، فمن يقراء التاريخ سوف يعرف أكثر عن اليمنيين الذين جعلوا بصماتهم في أفريقيا وفي وسط اسياء والشام والمغرب العربي ، كان اليمنيين أهل التجارة والفتوحات وأين ما يستقرون ينشرون ثقافتهم ويفتخرون بحضارتهم .
تغير كل شيء بعد قدوم الإمام الهادي إلى صعدة في سنة 284 هجري الموافق 898 م وادخل اليمن في نفق مظلم ، مظلم بالفقر والجهل والتخلف عندما جاء بتلك الأفكار الملوثة التي من خلالها بناء هوية مشوهة غيرت مسار اليمنيين ، فكان مشروع الإمام الهادي مشروع جهوي عنصري - العرق والطائفة والقبيلة والعائلة - ومن يؤمن أن في السلالة والجين سببا للتميز لا يمكن له أن يأتي بمشروع وطني حقيقي .
دخلت اليمن في صراع مع تلك النخبه المتخندقة ايديولوجيا بنظرية الولاية التي لم يأتي بها الإسلام كما يدعون ، ولم يأتي بها المذهب الزيدي الذي تم تحريفة واستبداله بمذهب الهادوي من قبل الأئمة خلال تلك الفترة ، فكان المذهب الهادوي لا يقبل بالآخر ولا يعترف به ولا يتعايش مع من يخالف هذا المذهب ، حيث عزز هذا النظرية الهادوية الإمام عبدالله بن حمزة الذي آباد طائفة المطرفية لمخالفتها ضد المذهب الهادوي في الرأي.
ومن اجل الدفاع عن الحق الالهي في الحكم الذي جاء به المذهب الهادوي زادت جرائم الائمة ووحشيتهم في الدفاع عن النهج الذي يسير عليه جميع الأئمة ، خلال تلك الفترة التي حكم فيها الأئمة سجلت الكثير من الجرائم والمجازر الجماعية التي ارتكبت بحق اليمنيين ، قطع الرؤوس والتشهير بالجثث من نهج الأئمة ، هناك مجازر وحشية كثير ومنها ، مجزرة التي ارتكبها المطهر شرف الدين في البيضاء عندما ثار عامر بن عبدالملك بن عبدالوهاب بن طاهر ضد الإمام شرف الدين واستولى على رداع وكانت أول ثورة ضد تلك القوى الرجعية الكهنوتية ، ذهب المطهر شرف الدين بحملة عسكرية إلى رداع ليخمد الثورة التي قامت ضد أبيه ، انتصر الإمام المطهر شرف الدين ضد الثائر عامر بن عبدالملك وكان قد أسر الفان من قوات عامر ، ثم أمر بضرب أعناق الف من الأسرى وأمر بإرسال الألف الباقين إلى والده شرف الدين في صنعاء حاملين رؤوس أصحابهم القتلى وبعد وصولهم إلى صنعاء تم إعدام الألف الآخرين .
نهج داعش الذي يمارس اليوم هو نهج الأئمة الذين يدعون بأنهم من ال البيت وبانهم أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف لحفيد رسول الله أن يخالف ما أمر به رسول الله في التعامل مع الأسرى ، وهناك مجازر كثير تحتاج إلى مجلدات ضخمة .
26سبتمبر يوم مولد الجمهورية اليمنية ، أشرقت اليمن بنور ربها ورأت يوم ولادتها من جديد ، وتم واستعادة الدولة المغتصبة من قبل 1200 عام ، يوم عظيم سجل بدم الأحرار والثوار ليعود اليمن إلى مساره والخروج من مناخ مريض بالفساد والاستبداد موبوء بالفقر والجهل والاضطهاد ، يوم 26 من سبتمبر كان يوم الخلاص من تلك الأفكار الملوثة والإيمان بالجمهورية ، فقد كانت اليمن تعيش في مرض وجهل لقرون ، وكان الجيش اليمني خلال فترة حكم الأئمة يلقب بالجيش الحافي ، لم يكون هناك أي توجه سياسي أو إنساني لدى الأئمة ، للإنصاف كان هناك إنجازات للأئمة ومنها بناء السجون والقيود الحديدية . 26 سبتمبر يوم التنوير والتحرير من الظلم والاستبداد ، فبعد التحرير من تلك القوى الكهنوتية تم بناء العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وبناء الطرقات ، وعرف العالم بدولة اسمها اليمن . اليوم الحوثي أو جماعة ما يعرف باسم أنصار الله تريد أن تعيد التاريخ العفن من جديد متناسيه تضحية أولئك الأبطال الذين قدموا دمائهم الطاهرة من أجل الجمهورية .
أقول لذلك الأحمق الذي يختبئ في كهوف الظلام أن روح سبتمبر العظيم تسري في جسد كل حر من أبناء الشعب اليمني ، فلا يمكن لك ولمن تعاون معك بأن يعيد الماضي الذي دفنه اليمنيين في مزبلة التاريخ .
في آخر المقال اقول لذلك الأحمق عبدالملك زفت الدين الحوثي يأيها المعتوه إلا تعلم بأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ، إلا تعلم بأن زمن التخلف قد انتهاء وأصبح الوعي هو سيد الموقف ، إلا تعلم أيها الأحمق الصغير بأن أحرار 26 من سبتمبر قد انجبوا أحرار وثوار لا يمكن لهم بأن يؤمنوا بنظريتك المتخلفة .
فلا صوت يعلوا فوق صوت الشعب ، والحمدلله على نعمة 26 من سبتمبر.