قبل فوات اليمن
الجمعه 11 نوفمبر 2022 - الساعة 09:51 مساءً
زكريا الكمالي
مقالات للكاتب
لن يهنأ لليمنيين بال ما دام الإرهاب الحوثي يطور من معاركه لاستعباد الناس شمالا، وخنق معيشتهم جنوبا.
هذه هي الحقيقة المرة التي يحاول البعض إنكارها، وضريبة التهاون مع مليشيات رأسمالها الوحيد هو القتل والخراب.
على مدار ثماني سنوات، تُرك الناس في الشمال فريسة سهلة للتوحش الحوثي. امتهنت المليشيا كرامة المواطنين وأمعنت في اذلالهم واستعبادهم، تارة بالحديد والنار، وتارة بتحويلهم إلى حقول تجارب لاختراعات طائفية لا نهاية لها.
وبما أن ردة الفعل القصوى حيال ما يجري في صنعاء وعموم الشمال، اقتصرت على التنديد ومشاطرة القهر، كان من الطبيعي أن يتفرغ الإرهاب الحوثي لتعميم الأذى في كل ربوع اليمن، واغتيال مظاهر الحياة التي بدأت تتشكل بعيدا عن سيطرته.
هذه المرة، تزايد المليشيات الحوثية بحقوق الموظفين من أجل توسيع رقعة إرهابها شرقا، وهي التي لا يجاريها أحد في اللصوصية، وصاحبة السوابق في نهب رواتبهم.
الهجمات الإرهابية الأخيرة التي عطلت موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة، لم تعد مجرد أوراق ضغط تفاوضية كما تزعم المليشيات.
من يبحث عن تحسين شروط التفاوض لا يلجأ إلى مخطط شيطاني يهدف إلى مضاعفة معاناة ملايين اليمنيين وشل الحياة العامة بفرض حصار شامل على الموانئ، وفوق ذلك يهدد بكارثة بيئية غير مسبوقة.
من المؤكد أن المجتمع الدولي يعي هذا الأمر جيدا، لكنه لا يزال غارقا في وهم أن حمامة السلام قد تطير يوما ما من تحت جناح مصاص دماء.
التصعيد الحوثي ينذر بعواقب غير محمودة ستكون عواقبها ضعف ما حصل في ثمانية أعوام مكتملة، وذلك لا بد من صحوة الجميع، مجتمع دولي وقوى وطنية ونخب وأحزاب، قبل فوات اليمن.
إذا لم يكن بمقدور رعاة العملية السياسية في بلادنا لجم الإرهاب الحوثي كما يجب، عليهم إذا دعم مجلس القيادة الرئاسي، وعدم تكبيله عن القيام بواجباته لحماية مصالحها وأمنها القومي، قبل خروج الوضع عن السيطرة.
مجرد التفكير بممارسة ضغوط أخرى على الشرعية سيكون بمثابة حكم إعدام للسلام ولليمنيين أولا.
في الداخل، على القوى الوطنية، أن تدرك أن الحوثية خطر وجودي يتهدد الجميع ولن يكون هناك أحد في مأمن كما يتوهم البعض.
حان الوقت للتخلي عن أي مشاريع أو مصالح صغيرة، والتوحد خلف رئيس المجلس الرئاسي لتنفيذ برنامجه الهادف لتأمين حياة كريمة لكل اليمنيين، ومواجهة عدو واحد يسعى لالتهام الجميع.
المليشيات المارقة إن لم تحكمك بشكل مباشر، ستتعمد إذلالك وجعلك مكسور الجناح تحت رحمتها، ولذلك لا سبيل سوى ردعها في معقلها، قبل أن تطاردك هي في معاقلك، وربما في أحلامك.
لا يحتمل اليمنيون أي انتكاسة جديدة.
الجميع يشعر بمرارة الاستفزاز الحوثي الفج، ويتوق لخوض معركة مصيرية مع الانقلاب وداعميه. الناس فقط ينتظرون وجود دولة قوية تعيد لهم الثقة في المعركة وزخم المقاومة العفوية الذي تشكل مطلع 2015.
▪︎عن موقع نيوزيمن