جاهزية الحوثي واستغاثات الشرعية
الاربعاء 21 ديسمبر 2022 - الساعة 10:07 مساءً
خالد سلمان
مقالات للكاتب
-نحن جاهزون.. نحن نناشد المجتمع الدولي ، هذا هو الفرق بين الشرعية وبين الحوثي في التعاطي مع حالة اللا سلم واللا حرب.
الحوثي يعلن جاهزيته الكاملة لاستئناف عملياته العسكرية، وتوسيع نطاقها لتشمل المياه الإقليمية والجزر تحت مسمى الأمن البحري، والشرعية تبحث عن ضابط إيقاع خارجي، لضبط بقاء الوضع كما هو عليه لا حرب لا حل لا هدنة..!
لم يغادر رأس المجلس القيادي مساحة التشريح والتوصيف لماهية الحوثي، وقصفه بما استجدت مخيلته أو حتى بما بات معروفاً عنه وواقعاً مستقراً في وعي الناس، من نعوت وسلوك مليشاوي متداخل مع ثقافة العنف، وإرث الصراع الدموي، ومثل هكذا توصيفات لا تغير من واقع الأمر شيئاً، لا هي ردعت الحوثي وحدت من عدوانيته، ولا استعادت للشرعية منطقة أو طريقا أو مدينة، لا هي أنجزت تحريراً وإن محدوداً ولا أنهت حصاراً ولو مجرد فتح معبر أو طريق.
ما الذي أضافه رئيس مجلس القيادة بتوصيفاته (العبقرية)! لجماعة الحوثي أثناء لقائه (الثلاثاء) وفد الاتحاد الأوروبي، بأنهم “جماعة ترتكب انتهاكات فظيعة فاقت القاعدة وداعش والحرس الثوري الإيراني”؟
لا شيء جديد يُعاد، إنه ذات الخطاب المكرور حد الملل، وتفسير الماء بالماء والإرهاب بالإرهاب، حد عزوف المجتمع المحلي عن الاستماع إليه بقليل من الجدية، حول إرهابية الحوثي جميعنا يدرك ذلك، والمجتمع الدولي يعلم أكثر من ذلك، والاتحاد الأوروبي لديه من المعلومات ما يفوق ويتخطى ذلك.
ما لم يقله العليمي ويعترف به هو عجزه من أن يكون وسلطته قوة حقيقية ومؤسسة قوية متماسكة، خالية من العبث والفساد، قادرة على تقديم نفسها كمؤهل وإدارة رشيدة للحكم، وحماية المصالح الوطنية والإقليمية والدولية، بديلاً عن سلطة صنعاء الانقلابية، التي أجبرت العالم على مخاطبتها والتحاور معها والتصدي لكل محاولات نبذها، فرضت حضورها باعتبارها قوة يمكن لها أن تهدد المصالح الكبرى، بالقدر الذي يمكن لها أن تحميها، من موانئ نفط وغاز الداخل إلى ثروات الجوار، والآن تتجه نحو المضائق والممرات الدولية والجُزر.
عودة على بدء بين بيان المجلس السياسي للحوثي الذي أوردته قناة المسيرة، ومخاطبة رئيس المجلس القيادي لوفد البرلمان الأوربي أمس الثلاثاء، الأول برفع الجاهزية القتالية لمليشياته، والثاني في الاستغراق بالحديث عن الجماعة الإرهابية واستعطاف العالم لإدراجها في القائمة السوداء، ومناشدة الخارج والاستنجاد به، هنا تكمن الفوارق والبون الشاسع بين إرادتي وطرفي الصراع: قوة تتركز في طرف، وخيبة أمل وعجز تتكدس في خطاب تبريري، يقود ويحدد مكانة الطرف الآخر، في خانة الضعفاء غير الفاعلين في معادلة الصراع حرباً وتفاوضاً.