ليلة سقوط الجوبة في تشرين...!
الاربعاء 21 ديسمبر 2022 - الساعة 10:08 مساءً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
لحظات عشتها مكتئبا حزينا، أواسي نفسي بنفسي، لا أحد سواي يشعر بالألم. رغم بُعدي إلا أني كنت أرى أسراب قوافل النزوح القسري تغادر مساكنها، وتسارع لجمع ما يمكن جمعه على عجل قبل وصول الحشد الطائفي.
كانت القوة الغاشمة قد نجحت في اختراق الجوبة أمنياً، وأرسلت عيونها على شكل عمال وبائعي قات وباعة محروقات في السوق السوداء...!
في يوليو تحركت من عدن إلى الجوبة لزيارة أخي بعد إصابته في عظمة الورك، وصلت مديريتي الجوبة، ومكثت أسبوعاً واحداً للزيارة، كنت ألاحظ السقوط وأراه أمام عيني لكني كنت أكابر وأوهم نفسي أنني بدأت أوسوس نوعاً ما..
لكنني سمعت كلاماً كثيراً وتبادل اتهامات ولحظت صراعاً كبيراً داخل جبهة الشرعية، محور الخلاف كان مادياً وغرقاً في السطو على القرار العسكري والإمكانات....!
من الواضح أن الدعم كان حاضراً، لكنه كان عشوائياً، شكل انتكاسة بدلاً من أن يحدث فارقا في المعركة، أحدث صراعا وبلبلة.. في ظل وجود عسس صنعاء الطائفي الذي ضاعف الوساوس، وخلق جوا مناسبا للهزيمة النفسية.
فشلت قيادة مأرب في إدارة المعركة، وتعمدت إلى حد ما ذلك لحسابات سياسية غبية، ونتيجة لصراع قديم، وهواجس الزعامات، وأسهم بشكل أساسي فرع التجمع اليمني للإصلاح بمديرية الجوبة في انهيار الجبهة جراء انسحاباته من المواقع الموكلة إليه في الجهة الشرقية.
كانت حسابات الإصلاح تتقاطع لحظياً مع حسابات قيادة الجبهة، رغم أنهم كتلة واحدة وحلفاء إلا أن تجاوز البعض للخطوط الحمراء وارتباطه المباشر بالتحالف واستحواذه من وجهة نظر الإصلاح قادهم لأن يتركوه يواجه اللحظة.
كل من أوكلت لهم المهام وتسلموا الدعم تركوا الجوبة و غادروا... وفي 5 تشرين الأول سقط ابن عمي شهيدا وأخي جريحا وكانت المعركة الوحيدة وبعدها بدأ مسلسل السقوط.
كان للقائد عبدالهادي عبداللطيف القبلي نمران موقف صلب وظل يقاوم ومعه آخرون ولكنها أتت الحشود من كل الاتجاهات وسقطت الجوبة في تشرين الأول... وكادت أن تسقط مدينة مأرب لولا العملية العسكرية التي قامت بها قوات العمالقة لتحرير مديريات بيحان الثلاث ومديرية حريب الذي كان له فضل في لجم الحوثي وكبح جماحه وانتشال الناس من هزيمتهم النفسية.
كان تشرين من العام الماضي مليئا بالعجائب.. فقد رأيت أصواتا صمتت وإعلاما اختفى وسلطة تعزز الجوانب السلبية، وتقف في وجه المخلصين دوماً...!
فأدركت أن العودة لا زالت وهما طالما وهناك من يبحث عن تعويض وفي نفس الوقت هنالك من لا زال يعول على التنظيم وقيادة مأرب وعسكر اللحظة الرخوة والمتقاطرين في مواكب جنائز الضنك.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك