رئيس حزب الإصلاح .. تحليق في فضاء قطر

الجمعه 15 سبتمبر 2017 - الساعة 12:33 صباحاً

 

 

يشدني التعليق على كتابات الأستاذ محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العلياء لتجمع اليمني للإصلاح أسلوبه الكتابي المُتقن، والممتلئ بفن السياسية ومكرها.

في مسعى جديد أستغل من خلاله اليدومي الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس حزبه الإصلاح الذي تطرق لذكر أدبياته التي يخالفها هو نفسه فقد تجاوزت رئاسته للهيئة العلياء للحزب أكثر من ضعفي المدة المحددة حسب الأدبيات التي تحدث عنها وهي مهما حاول تؤكد أن حزب الإصلاح متصل ومرتبط إيديولوجي بتنظيم الإخوان المسلمين، وعلاقته بدولة قطر متينة ولازال يعمل وفق مشروعها ويمضي في نفس المسالك التآمرية على المملكة والإمارات ضمن مخطط ترعاه كل من إيران وتركيا وقطر وشباكاتها ومن ضمن حركة الإخوان.

 

بالمناسبة لقد تطرق اليدومي في مقالته بتاريخ 12 سبتمبر للحديث عن الإمامة كامتداد لإرث الدولة المتوكلية وتجاهل حقيقة أنها ليست امتداد للإرث التقليدي لدولة المتوكلية التي كان بدر الدين الحوثي ونهجه ونهج ابنه حسين وعبدالملك هو امتداد لمشروع ولاية الفقية أي أن الحوثية ذراع لنظام الإيراني وهذا ما تجاهله للمرة الأولى في كتاباته خصوصاً بعد طيء صفحة دولة قطر من التحالف العربي.

 

الى جانب كون مقالة اليدومي أتت عُقب تصريحات وزير الدولة لشئون الخارجية المريخي في الجامعة العربية حيث أقسم المريخي في اجتماع لسفراء الدول العربية في الجامعة العربية وقال أن إيران دولة شريفة، لهذا السبب يتسق مقال اليدومي مع تصريحات مركز الفوضى الخلاقة.

 

-النظام القطري- على غير العادة فقد كان اليدومي أكثر من يحشد العبارات سابقاً عن ضرورة مواجهة المد الفارسي وأستخدم مصطلح المجوس في كتاباته..!!

 

أن ما كتبه اليدومي ينبغي التدقيق فيه، وكوني أحد المتابعين لكل ما يكتبه فقد لاحظت اليدومي لأول مرة يقول " صالح وعصاباته" في كهذا توقيت تعصف العواصف بين طرفي الأنقلاب ومثل كهذا خطاب من اليدومي بحكم موقعه كمستشار لهادي ورئيس لحزب لا يعدو كونه أصرار على دفع المؤتمر جناح صالح في التمسك بتحالفه مع الحوثين، وكلام اليدومي ليس بُغضاً في صالح لأن علاقتهم بجهاز الأمن الوطني قديمة ولكن دوافع الرغبة القطرية في بقاء تحالف الأنقلاب متين من خلال كلام اليدومي الذي قد يدفع المؤتمر جناح صالح لتسليم كل شيء للحوثي نكاية في الشرعية التي يعبر عنها اليدومي، فاليدومي ليس وحيداً فقد كان خطاب هادي متسق معه، وكذلك تصريحات عبدالملك المخلافي، وبن دغر، ومحسن، ورئيس الأركان الجديد...!!

 

فحديثهم عن تعز يأتي ضمن مخطط جيوسياسي لكي تظل تعز ورقة بيد الشمال هذا من جانب ومن جانب آخر لكي تظل القوة الحقيقية في الجيش والأمن هي لحزب الإصلاح.

 

اما حديث اليدومي عن تجربة اللقاء المشترك الذي قال انه اتى في حين كاد النظام ان يقضي على التعددية السياسية وأن المشترك كان حينذآك يتعامل مع دولة بكل أمكانياتها وليس حزب حكم وفي نفس الوقت يطالب التحالف العربي بضرورة القضاء على الأنقلاب وإستعادة الدولة عن أي دولة اذاً يتحدث اليدومي دام أن المشترك كان يتعامل مع دولة بكل أمكانياتها وليس حزب حاكم ...!!؟

 

كان الأحرى به أن يقول إستعادة العملية السياسية التي تعطلت بفعل الأنقلاب الذي قوض السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014 اما أستخدامه مصطلح إستعادة الدولة التي تعامل معها المشترك فهو يعني إستعادة دولة المؤتمر وأنا اقول له دولة المؤتمر قد التهمها الحوثي وأنت عندما تقول صالح وعصاباته صالح وتياره "توفي ابو الليم" كما يردد إبناء تعز هذا المثل الشعبي الساخر.!!

 

أما تأكيدك على التمسك بالمكتسبات الوطنية ممثلة بالجمهورية والوحدة حد وصفك وفي نفس الوقت تؤكد على إعادة بناء الدولة والجيش وفق مقررات الحوار فهذه إزدواجية وهي تعبير يشبه الى حد كبير خطابات الحوثي وعلى غرارها..!

 

اليدومي يتهرب من خلال بعض ما كتبه في سياق إنشائي من متطلبات المرحلة ولجأ الى التشديد على الحكومة مما يعني انه يمنح فرصه لهذه الحكومة وهذا يؤكد تمسك حزبه الإصلاح بالمضي بنفس الأسلوب الذي يلازمه الفساد والفشل وعدم الأحساس بالمسؤولية الملقاة على عواتق الحكومة التي آن الآن ان يُعاد النظر فيها وتشكيل حكومة مصغرة ويكون المجلس الانتقالي شريك أساسي يمثل الثلث فيها لكي نستطيع أن نقنع الآخر بالشراكة من أجل عدم حشرهم في مربع فك الارتباط حتى نستطيع ان نقوض الانقلاب ومن ثم يُترك أمر شكل الدولة للخيار الشعبي في الجنوب.

 

أما محاولة حزبكم الإصلاح في البدء في إزاحة قيادات في الجيش تحت مبررات متعددة على غرار ما تشهده ضفة الأنقلاب من إزاحة لكوادر المؤتمر الشعبي تحت مبرر الطابور الخامس، وهذا بداية الفشل ان لجأ الإصلاح ومحسن في ذلك وعدم استيعاب الآخر والمضيء وفق شراكة حقيقية من شانها هزيمة الأنقلاب من خلال تطويقه وإخضاعه للجنوح لسلام، ولا داعي أن تحدد من تضمنتهم القرارات الدولية في مثل هذا التوقيت الذي تشهد بعض الجبهات انسحابات لعناصر من الحرس الجمهوري، لأن ذلك يدعوهم للانحياز التام والكامل للعمل تحت راية الحوثي، فالضرورة تقتضي التواصل مع قيادات المؤتمر وأعني اعضاء اللجنة العامة وتطمينهم بأن الشرعية مظلة للجميع كما هو واضح من خلال المرجعيات، وليس العكس كما يستهوي اليدومي في خطاب عاطفي مُدرك لتعاطي المملكة مع المواقف لأنها تملك مرونة  ونفس كبير وتعطي مجال كبير لمن تعرف توجهاتهم لكن المملكة ليست غبية الى هذا الحد يا استاذ محمد فقد فشلت أنظمة وآلة إعلام مموله في الإيقاع بينها وبين عضيدتها الإمارات التي تحمل مقالتك نوعاً من محاولة أدركها أنا لأني أفهمك وأعرف توجهاتك فأنت تتحدث عن ثورة فبراير وأنت منحت صالح الحصانة وتصف في نفس الوقت تحالف الأنقلاب بالإمامة وعصابة صالح وكان وصفك للمؤتمر هنا اشد واقسى من وصفك لحاملي راية ولاية الفقية ولم يبقى الا أن تجاري قطر وتتناغم مع مشروعها حينما تتحدث بلغة فن المكر واللعب على المتناقضات وتدعوا البرلمان لتفعيل جلساته متجاهلاً أن هذا البرلمان هو مانح الحصانة وانت تدرك ذلك لكنك تغفل أن المبادرة وهي أم المرجعيات الثلاث قد وضعت القرار بالنسبة للبرلمان بالتوافق ثم منحت هادي حق الفصل اي ان البرلمان في سلة هادي او كفته.

 

أما الأدبيات الخاصة بحزبك الأجدر بك ان تطبقها عليك ومن ثم على اعضاء مجلس شورى الإصلاح الذين يقدحون بحق التحالف العربي.

 

وختاماً ينبغي أدراك أن الله يعطي المُلك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء وهنا فن لغوي وليس فن سياسي فهو يهدي من يشاء ويظل من يشاء ويبسط الرزق والنعم ويبتلي عباده المخلصين.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس