الصحفي محمد العبسي شهيد الصحافة الاستقصائية في اليمن الذي تمر ذكري جريمة اغتياله قبل ست سنوات في صنعاء  علي يد عصابة تابعة لقيادات حوثية بزعامة محمد عبدالسلام وابو علي الحاكم بعد كشفه  فسادهم بصفقات النفط حسب بيان رسمي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين....

العبسي طيب الله ثراه كانت زخات قلمه الجرئ قبل الحرب تقض مضاجع الفاسدين وتثير فزع مخالب القطط السمان التي كانت تعبث في حقول النفط....

ارهاب وعبث المليشيا بعد الحرب لم يثني ضميره المهني الحي لأخذ إجازة ضمير كما فعل الكثيرين، ودفع حياته ثمنا لقول الحقيقة بقلمه الجمهوري الذي أثار رعب الإمامين الجدد من عيال مليشيا الحوثي   ..

اليوم وبعد مضي ست سنوات من اغتياله، لا تزال أسرته بصنعاء تتعرض لأساليب ترهيب متنوعة من قبل مليشيا الحوثي للتوقف عن المطالبة بمحاسبة القتلة، كما وتتعرض لأساليب تجويع من قبل الحكومة الشرعية بعدن بحرمانها من صرف راتبه   ...

من يصدق أن قيادات حوثية بدرجة نائب وزير تتقاضي رواتبها من مالية عدن حتي اللحظة،  فيما أسرة الشهيد العبسي تحرم من ذلك الحق المشروع ...

قسما أن أخته قبول أوجعتني كثيرا الان  عندما أخبرتني بذلك أثناء تنسيقنا لإقامة فعالية احتفاء بذكري اغتياله ... انتابني غصة وشعرت بحسرة كبيرة حد دمعت مقلتي، وظليت ابكي بصمت حالنا البائس الي أن فقدت صوابي وصرخت بصوت مرتفع أفزع كل من حولي في هذا الظلام الدامس أني كافر ...

نعم كافر بهذا الوطن الذي قبل أن يحكمه مجرمي المليشيا ولصوص الشرعية...

كافر بهذا الشعب الجبان الذي خذل العبسي من كان صوته الجسور بوجه الفساد قبل الحرب ، وظل سيفه الجمهوري الوحيد في مقارعة الإمامة بحلتها الحوثية الجديدة...

نعم كفرت بكل هذا السقوط .. بكل من التزم الصمت أو تواطأ مع كل ..كل هذا العفن التاريخي الذي لم تشهد اليمن مثيلا له في اسوء فترات تاريخها المعاصر ....