السعودية يد في الرياض وأخرى تجلد الاخوان

الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 - الساعة 03:26 صباحاً

 

 

 

السعودية يد في الرياض وأخرى تجلد أردوغان يبدو أن السعودية لم يعد يروقها مجرد "الفوز" بالنقاط على خصمها -أردوغان- بل تصر على "الحسم" بالضربة القاضية، وبعد سلسلة ضربات عنيفة متتالية زلزلت بها مشروع "الاخوان" انتهت أخيرا -بجهود مصر طبعا- إلى تجريده من "قوة الردع الإقليمية" باحتواء حركة حماس وإعادتها للحضن العربي، وهي التي كانت تمنح أردوغان الندية والتكافؤ مع القوة النووية الاسرائيلية، فوجود منظمات -وليس أنظمة- مثل حماس وحزب الله بالجوار يجعل من الترسانة الاسرائيلية قوة معطلة، ويمثل كل منهما البديلان النوويان لكل من أنقرة وطهران الطامحتان من خلالهما الهيمنة على المنطقة، ويأتي ذلك بعد تطويق السعودية والمحور الذي تقوده للنظام القطري، إضافة إلى نقلها المعركة للداخل التركي نفسه من خلال التلاعب بملف " انفصال الأكراد" وهو الملف الأقوى الذي يهدد وحدة تركيا، فحشرته عنوة في بلعوم أردوغان، وبات حراس العلمانية -الجيش التركي- يتحينون فرصة الاطباق على رقبته.

 

وبالتزامن مع عملية تفتيت البديل السني التركي وكبح المنافس الشيعي الايراني يشهد "البيت السعودي" تحولا متسارعا نحو العلمنة إن لم نقل ثورة تحولات شاملة بدأت مع قدوم "الجيل الثالث" للحكم، ويتوقع ألا تنتهي بأقل من الفصل بين لقب "خادم الحرمين" الذي يأخذ رمزيته بإدارة الأراضي المقدسة، وبين صفة "الملك" وإدارة الدولة، لانتاج نظام يشبه إلى حد ما نظام "المرشد" في طهران القائم على حكم علماني تحت مظلة دينية "رمزية" تحمي هوية الدولة والنظام، وإن كان الوصول لذلك ليس بالبساطة لنتحدث عن انجازه وكأنه سيتم ب"كبسة زر" أو حتى بسهولة إعداد "كبسة رز"، فبالإضافة لعشرة الف أمير يطمع كل منهم ارتداء التاج، ثمة عائق ايدولوجي يحول دون تحديث الفكر الوهابي ما لم يبعث أحد الصحابة المخولين -بحسب الوهابية- وحدهم بالاجتهاد، لكن الرياض تأمل ألا تضطر لبناء سجون فاخرة إضافية للمعارضين، كما تتأمل اقتناع أرباب الوهابية بأن مثابرتهم لادخال الناس "الجنة" هدف شريف لكن ليس حينما يتهدد الأمر تاج آل سعود، فرب "العائلة" يريد أن يحكم، ولو في "جهنم".

 

على الرياض ابتكار شكل سياسي يحترمه العالم "قابل للحياة" داخليا، مع نسخة "قابلة للتصدير" أيضا -على غرار إيران وحزب الله- ، ثم أنه بدون ذلك فإن حروبها التي لا تحصى تظل عملا عبثيا وبلا "مكاسب استراتيجية" مفترضة ما لم تقدم البديل الجاهز، وإن لست واثقا بعد من نوع "الخميرة" أو تركيبة "هرمونات الذكاء" التي سيغذي الملك أو يحقن بها الجماعات السلفية ليجعل منها أسدا "ضخما" برأس آدمي "مفكر" يمكن تصديره للجوار، بمواصفات عالمية وملائمة لذوق المستهلك العربي، لنفكر عندئذ بالعملاق الشبيه بالأسد الفرعوني "أبي الهول" وقدرته على دفع الاخوان نحو هامش الحسابات الاقليمية والدولية ، ذلك الكائن الذي يتشبث ب"الجغرافيا" ويكون جزءا مهما فيها، وليس شيئا من"التاريخ" مثل تمثال أبي الهول.

 

نجحت الرياض في دفع أردوغان نحو الحافة حتى أوصلته أخيرا للطلاق مع أوروبا والأمريكيين -وربما حلف الناتو-، وقرر التحول نحو الروس، وبحسب تصريح بوتين الأخير فتحالف روسيا وتركيا هو تحالف" الروم والمسلمين" الذي يمتد من موسكو إلى القسطنطينة "استانبول"، وهو تصريح يشير إلي تأكيد روسيا إحترام إتفاقاتها الأخيرة مع السعودية بتحديده النطاق الجغرافي، ومقارنة بطموحات أردوغان التي كانت لا تقل عن إمبراطورية أجداده "العثمانيين" تقلصت لتتوقف -بحسب بوتين- عند ضواحي اسطنبول ومضيق البوسفور.

 

لكن يظل الرهان والتحدي بمدى قدرة المملكة على هيكلة وتجديد نفسها حتى نتحدث عندئذ عن النجاح الحقيقي، وكتابة عبارة على شاهد قبر "مشروع الخلافة الاخوانية " مفادها أن ما كان مشروع بديل صار مشروع بليد -ربما- لم يعد مؤهلا للمنافسة حتى على المنابر وخطب الجمعة.

 

لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام

http://t.me/alraseefpress

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس