موقف الاصلاح من هجمات عدن يقود للتساؤل عن دور الحزب فيها
الجمعه 02 أغسطس 2019 - الساعة 11:24 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
تتصاعد التداعيات الناتجة عن الحادثين الارهابيين الذين شهدتهما العاصمة المؤقتة عدن الخميس الماضي بوتيرة عالية مع وضوح وتباين المواقف التي أعلنتها القوى السياسية .
استشهاد قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي المعروف بــ”أبو اليمامة” في حادثة معسكر الجلاء ضمن عشرات الضحايا الذين سقطوا خلال عرض عسكري للحزام الأمني أثار حالة من الجدل لدى القوى السياسية، حيث عمدت بعض هذه القوى إلى استغلال الحادثة لتمرير أجندة خاصة.
جماعة الحوثي الارهابية سارعت إلى إعلان المسؤولية عن الهجوم الذي وصفته بأنه عملية "مشتركة" بين وحدات الصواريخ وجماعات الطائرات بلا طيار.
التجمع اليمني للإصلاح بعدن وفي بيان صحفي صادر عنه أدان الهجمات، مؤكدا أن هذا الحادث الاجرامي الحقير لا يقل دناءة واجراما عن حواداث الاغتيالات والتصفيات التي تعرض لها العديد من نشطاء وسياسيين وأئمة وخطباء مساجد من خيرة أبناء عدن في مقدمتهم البطل جعفر محمد سعد والشيخ الراوي والشيخ الكمادي وغيرهم من ضحايا الارهاب والاغتيالات.
وطالب بيان الإصلاح الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي بالوقوف بحزم والتحقيق المسؤول والشفاف أمام الحادثين ومعرفة أوجه القصور الأمني الذي أودى بسقوط عشرات الشهداء بينهم قادة عسكريون.
وفي سياق ردود الافعال أكد التنظيم الناصري بعدن أن يد الارهاب الحوثي المدعوم ايرانيا لا زالت تستهدف عدن كما تستهدف اليمن أجمع، وهو ما يؤكد واحدية المصير المشترك لأبناء الشعب في مواجهة ارهاب واجرام جماعة كهنوتية ظلامية تستهدف الدولة والنظام الجمهوري والنسيج الاجتماعي لليمنيين، داعيا جميع اليمنيين والقوى الحية والوطنية إلى تعميق الوحدة الوطنية وتحصين النسيج الاجتماعي والتوحد صفا واحدا خلف القيادة الشرعية التي يقع على عاتقها تجاوز سلبيات أدائها في مواجهة الارهاب الحوثي، والعمل في إطار مشروع استعادة الدولة ومؤسساتها.
كما حذر الناصري من الأصوات النشاز التي تخدم الانقلابيين عبر رمي التهم جزافا، والترويج للدعوات المناطقية والعصبوية بمبرر الانتقام، مؤكدا ألا عدو لليمنيين في هذه المرحلة إلا قوى الانقلاب، كما استهجن الأصوات النشاز التي حاولت توظيف الحادثين الاجراميين للنيل من جهود دول التحالف العربي مجددين موقفنا الثابت في دعم وتأييد جهود التحالف العربي في الدفاع عن أمن واستقرار ووحدة اليمن في مواجهة المشروع الايراني الذي يريد النيل من أمن وسلم المنطقة العربية.
وفي سياق ردود الأفعال هاجم ناشطو حزب الاصلاح في مواقع التواصل الاجتماعي الحزام الأمني، واتهموه بتهجير الشماليين من عدن والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، وهو الأمر الذي نفاه ناشطون جنوبيون وناشطون من المخافظات الشمالية متواجدون في عدن، مؤكدين وجود انتشار أمني مكثف وهو أمر طبيعي كنوع من الاحتراز الأمني تجنبا لوقوع هجمات أخرى.
الناشط السياسي ماجد اليافعي قال لــ”الرصيف برس” إن بيان حزب الاصلاح جاء للتشفي من الحادث عن طريق ربطه بحوادث الاغتيالات والتي يتهم المجلس الانتقالي ودولة الامارات العربية المتحدة بالوقوف وراءها، وموقف التشفي هذا يعززه ناشطو حزب الاصلاح في مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا فيه الشهيد أبو اليمامة بأنه مجرم، كما وصل الحد ببعضهم باتهام التحالف العربي بالوقوف وراء الحادث للتخلص من القائد أبو اليمامة، وهو كلام يتنافى مع العقل والمنطق ويتنافى مع أخلاقيات اليمنيين التي ترفض التشفي بالضحية”.
اليافعي أشار أيضا إلى أن مواقف حزب الاصلاح هذه تدعو للتساؤل عن الدور الذي يلعبه حزب الاصلاح في مساعدة الانقلابيين لتنفيذ مثل هذه الهجمات خاصة إذا عرفنا أن الاصلاح مخترق للحكومة الشرعية ولقيادة الجيش، وهذه العملية مدبرة بدقة ولا يمكن إلا أن تتم بمساعدة من الداخل ما يستدعي التحقيق في الحادثة وكشف نتائجها للرأي العام ومحاكمة المتورطين لينالوا الجزاء الرادع”.
توالي هذه المواقف وتباينها دفع البعض للحديث عن امكانية وجود أطراف أخرى غير الحوثي يمكن أن تكون واقفة خلف الحادث الاجرامي في اشارة إلى حزب الاصلاح، خاصة أن تبني الحوثيين للحادثة لا يعني وقوفهم الفعلي خلفها خاصة وأنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن حوادث مشابهة اتضح تورط أطراف أخرى فيها مثل حادثة قصف أرامكو السعودية حيث تم الكشف عن تورط طائرات مسيرة انطلقت من العراق في الحادث الذي كان قد تبناه الحوثيون.
ويرى مراقبون أن اعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الحادث بهذه السرعة يضع أكثر من توقع على الطاولة، من بينها امكانية تغطية الحوثيين لتورط أطراف أخرى في الحادث، ولا يستبعد أن تكون هذه الأطراف محسوبة على الشرعية في اشارة إلى حزب الاصلاح، خاصة مع تقارب الاصلاح مع الحوثيين في اطار التقارب الايراني القطري.
نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي منصور صالح قال في تصريح صحفي بأن طبيعة الانفجار لا تزال مجهولة، مؤكدا بأن عدد من الحاضرين أكدوا عدم سماعهم لأي صوت يشير إلى سقوط صاروخ أو أي جسم من السماء.
وجود شكوك في طبيعة الانفجار دفعت بالمجلس الانتقالي إلى تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة لتحديد كل التفاصيل والجهات والشخصيات التي تقف خلف الحادثة وكيفية حدوثها، حيث تتألف اللجنة من مستشار رئيس المجلس لشؤون الأمن والدفاع، ومندوب من سلاح المهندسين، ومندوب من الاستخبارات العسكرية وأركان اللواء أول دعم وإسناد.
وما بين المواقف المعلنة من القوى السياسية وردود الأفعال لهذه القوى يبقى الشارع اليمني منتظرا لبروز الحقيقة التي ستكشف تفاصيل الهجوم الارهابي والأطراف الواقفة وراءه في ظل وجود عدة أطراف يمكن الحديث عنها باعتبارها أطراف مستفيدة من هذا الحادث الاجرامي.