شمال اليمن يعيش حالة فراغ للقوة المنظمة والرافعة السياسية التي تؤمن بمشروع الدولة.

ليأتي الحوثي كقوة طارئة لتسد هذا الفراغ وتشغل حيزا عندما وجدت مساحة لتتحرك وتجيش بالناس خلفها.

وهي طبيعة المجتمع شمالاً يميل لسلطة حتى وإن كانت على هيئة القلق المتمثل في "الحوثية"..!!

ومن يراهن على الأحزاب السياسية (إصلاح ومؤتمر) ...الخ، في أن يكون لها دور شمالاً فهو لا يعلم ولا يدرك طبيعة الشمال وتركيبته.

 الوضع شمالاً يحتاج لرافعة سياسية جديدة بوجوه جديدة وبرنامج يتواءم مع طبيعة المجتمع وثقافته، ولكنه يؤمن بفكرة الدولة ويعمل من أجل بنائها..!

بالإضافة لتطمين مراكز القوى وعدم استهدافها وضمان جزء من مصالحها مرحلياً حتى تستقيم مؤسسات الدولة.

 ومن المهم تحييد الكثير من هذه المراكز، وفكفكة المنظومة القبلية الموالية للحوثي.

ومتى وجد العدل والنزاهة والنموذج سوف يأتي الشمال وينفض من حول الحوثية.

أما مسألة الحلول السياسية فهي ضرب من ضروب الوهم مع جماعة حربية لا تؤمن إلا بنفسها وأحقية قادتها بالولاية..!

الحديث عن الشمال مهم لأن عودته وحضور الدولة فيه يعزز اللحمة، والعكس من ذلك يجعل خيارات الذهاب لدولتين أمرا حتميا وقرارا صائبا لا جدل ولا جدال ولا نقاش فيه..!