هذا جيل القتل المتطاول العابر لساحات حاضر الحرب، على جسر البارود ،حيث يأخذ الحلم وجه قنبلة وجسد الحبيبة تضاريس خندق وهمسها تأوهات جريح . 

هذا جيل الحرب علّموه إن الجسور تصل إلى مكان لم يألفه ، فدمر الجسر خوفاً من لحظة صمت المدافع ، وإكتشاف حياة ثانية ، بلا عربات مصفحة وذخيرة ، لم يستعد لها بمطرقة ورشة عمل ووردية مصنع  وآلة حصاد. 

هذا جيل الحرب لم يمتهن سوى القتل ، لم تتنوع بين يديه الخيارات خارج متلازمة القاتل او القتيل المنتصر او الضحية ، فكان هو إثنينهما ، يحتفي بنجاته بدمع غزير تاركاً لأم من صرعته بندقيته ، سماء تُسقِط مطراً حامضاً ومُزن أنصال تسكن قلب الآخر المضرج ، وبلغة مضطربة يرمي خوفه على منفضة رماد حزنه ، يهمهم :

لو لم أضغط أولاً ، هذه كانت خيمة عزائي أنا، وإبن هذه النائحة أنا. 

هذا جيل الحرب تتكثف مأساته الآن بوضعه كبيدق في صفوف ملتحمة بالحراب ، وغداً حين تسكن أنفاس الحرب ، سيعيد تشكيل نفسه كقاطع طريق يبسط على أرواح العابرين ، يداعب بندقيته ويسكن تقاطعات الطرق وكمائن الظلال المعتمة. 

هذا جيل الحرب قاتلٌ وقتيل.