كيف ومتى سيتحقق الاصطفاف الوطني ؟
السبت 08 ابريل 2023 - الساعة 01:40 صباحاً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
لا شك اننا جميعا ندرك أن حالة التشضي والانقسام السياسي والعسكري التي تهيمن على " الشرعية " تمثل نقطة الضعف الاساسية في جسد الشرعية وتمثل مصدر قوة للميليشيات الحوثية ويخدم الميليشيات ويصب في صالحها...وبالتالي فإن توحيد الصف والاصطفاف الوطني يمثل مطلبا ملحا وشرطا ضروريا واساسيا لخروج الشرعية من الوضع الحالي والحالة الراهنة وترسيخ وتفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة و تغير المعادلة وتعديل موازين القوى على الأرض وتحسين وتعزيز وضع الشرعية سواء على ارض المعركة في المسار العسكري او على طاولة الحوار والتفاوض في المسار السياسي ..
ولكن كيف يمكن ان يتحقق الاصطفاف الوطني ؟
بالطبع فإن توحيد الصف والاصطفاف الوطني لن يتحقق بمجرد التمني والتغني واطلاق الدعوات.., ولن يتحقق من خلال الامسيات واللقاءات والقصائد والبيانات والمهرجانات والخطابات والأقوال والشعارات ..
ولكن سيتحقق الاصطفاف الوطني بالمواقف وبالافعال وبالحاور الجاد والخطوات الجادة والجهود الصادقة.., ولن يتحقق بالمكابرة والتبرير وتكرار اخطاء واخفاقات الماضي ولكن بالمراجعة ونقد الذات والاعتراف الشجاع بالاخطاء والسلبيات والسعي الجاد للتصحيح والتصويب والمعالجة..., وبالعمل الجاد من أجل استعادة الثقة المهتزة او النفقودة واعادة بناء وتعزيز الثقة البينية..
بتقديم التنازلات والتخلي عن روح الانانية والتفرد والاستفراد والهيمنة , ونبذ ممارسات الاقصاء والاستحواذ والتهميش، و وبالتجسيد الصادق لقاعدتي التوافق والشراكة الوطنية، وبعودة الروح للعمل السياسي واستعادة الأحزاب السياسية لدورها السياسي والجماهيري الوطني، وبالتوافق على رؤية وطنية استراتيجية جامعة تلبي متطلبات وأهداف المرحلة الراهنة , وإيجاد إطار سياسي وطني جامع وفاعل وتفعيل المؤسسات والعمل المؤسسي والخروج من وضع ( الكنتونات) وتعزيز سلطة ونفوذ الدولة..
وبتوحيد مؤسسات الدولة واعادة بنائها على أسس وطنية ومهنية وقانونية ودستورية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والامنية.., وبتغليب المصلحة الوطنية والمشروع الوطني الكبير على اي مصالح ضيقة واي مشاريع صغيرة .., وبالتوقف عن تعزيز دور ونفوذ الأشخاص والأطراف على حساب العمل الجماعي المؤسسي وعلى حساب سلطة الدولة ودور مؤسسات الدولة ونفوذ وقرار الدولة , وبالتوقف عن المماحكات والمهاترات الاعلامية وترشيد الخطاب الاعلامي لجميع أطراف ومكونات الشرعية, ومعالجة الاختلالات في المؤسسات الاعلامية الرسمية للشرعية وترشيد خطابها وتحريرها من هيمنة أي طرف ...
وبمحاربة واجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين وبسيادة القانون وتطبيق القانون على الجميع بلا استثناء..., وبالتوقف عن التوظيف السياسي لملفات الجرحى والشهداء .. واستغلال ظروف الناس الاقتصادية والمعيشية و المتاجرة بدماء ودموع وجرحات ومعاناة المواطنين ولقمة عيشهم وما يحتاجون إليه ويفتقرون له من احتياجات و خدمات..
ومعالجة الاختلالات الأمنية و الاقتصادية والمالية وإيجاد حلول ومعالجات حقيقية وناجعة للأزمة الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية للموظفين والمواطنين والعمل على إيجاد واعادة وتحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء والغاز والمياه وغيرها ووضع حد للمتاجرة بها من قبل الانتهازين وتجار الحروب..
وبما يضمن استعادة الثقة الشعبية والحفاظ على الحاضنة الشعبية والالتفاف الشعبي حول قيادة الشرعية ومع الاصطفاف الوطني. فلا يمكن أن يكون هناك اي اصطفاف وطني حقيقي بدون التفاف شعبي ومشاركة شعبية فاعلة...