من منظور الاتفاق السعودي الإيراني.. ما المفترض أن نُعرّفه ونَعرِفه؟!

السبت 15 ابريل 2023 - الساعة 11:34 مساءً

 

لا شيء يمنع السعودية من التحاور مع الحوثيين سوى إيران، أيا كان شكل النظام الحوثي فهو في المحصلة نظام استطاع الإبقاء على حضوره أيا كانت الطرق البشعة لذلك، وهذا النظام أو منظومة اللانظام يمكن أن يجد النظام السعودي قواسم مشتركة معه«مرارا تحدث محمد بن سلمان عن محاولات لإعادة الحوثي للحضن العروبي» لهذا إن كان ثمة من عتب على السعودية، وهي بلا شك لن تتخلى عن الشرعية، فهو في حوارها مع إيران للمنطق العروبي ذاته، ومع ذلك ثمة ما يبرره.

 

في حالة ايران والسعودية تتنافى القواسم أمام المسببات الكبرى للصراع، وإن كان ثمة من تعريف للاتفاق بين النظامين فهو أن عداء الطرفين، الممكن وصفه بالوجودي، وصل للذروة الممكنة من النضج، أن يتوقفان معا عن خوض أي معارك بالوكالة، تحتاج السعودية وفقا لرؤية ٢٠٣٠ سبع سنوات جديدة لتصبح ندا حقيقيا لإيران وأبعد من ذلك «دولة عظمى» (هذا التوصيف يردده سياسيو النظام السعودي بكثره مؤخرا) فيما  تحتاج إيران من الأولى أن تكف عن كونها أداة أمريكية أولا إلى جانب الحصول على محرك اقتصادي جديد كالعوائد التي سيدرها طريق الحرير بما يمكنه من تجاوز العقوبات المفروضة عليه وهو ما يعني أنه سيكون بمقدوره خلال أعوام قليلة خوض مواجهات مباشرة من أجل طموحاته التوسعية دون الحاجة لرعاة أو وكلاء.

 

 ليس ثمة من عتب على السعودية،  هذه هي الحدود الحقيقية لمعركتها، واجتهدت بما يتصالح والمنطق السياسي والحربي للدول، وليس من حقنا أن نطالبها بأكثر من ذلك، أو النظر لما هو أبعد عن حضورنا في معادلة الاتفاق والاختلاف، الحضور الذي تمثله- بإرادة أو دون إرادة منا- الشرعية.

 

كغيرها من مفترقات الطرق، أظهرت الزيارة السعودية لصنعاء  حالة الخواء السياسي والقيادي والمؤسسي لمكونات الشرعية، بين الفعل وردة الفعل أخذت هذه المكونات وظيفة ردة الفعل، وهكذا بقيت دون وجهة، دون شخصية، بخيارات معطلة، مسلوبة الفعل، منقادة لخيار وحيد، العمل كتابع الذي يفرضه منطقها الوظيفي، فمضت تنازع بين تبعية التحالف بقصد، وتبعية الحوثين بغير قصد!!

 

ثمان سنوات للحرب، كان بمقدور الشرعية بما توفرت لها من عوامل وأدوات وجغرافيا أن تجرد الحوثي من حضوره كممثل شرعي للسلطة وللأمر الواقع وللانقلاب، ودفعه إلى منطقة العمل كمقاومة، مقاومة السقوط، المنطقة الرمادية التي تهيل غبارها على رأس وأعضاء شرعيتنا اليوم.

 

ليس ذنب السعودية أن تجد الحوثي على طاولتها اليوم والعكس، ذنوب الحرب ذنوبا للسلام، ما من احتمالات أخرى، منذ البدء والمؤشرات تقود إلى ذلك، ولو اغفلنا المنطق الذي تنتهي إليه متتالية الأحداث، وتساءلنا عن البدائل، هل ثمة بدائل أخرى؟ إن الشرعية بصيرورتها غير المنتظمة اليوم لا تصلح لأن تكون حتى بديلا للحوثيين، ولا حتى طرفا في معركة، معركة يخضوها الحوثي وحيدا كفعل فيما نخوضها كردة فعل مع تقديسي البالغ لطلائع المقاومة الأولى لخطابات العميد عدنان الحمادي، ولمناوشات التحالف ولمعركة 2 ديسمبر.

 

ليست وظيفة السعودية أن تخط لك الطريق، بل أن تسندك في عبورك. ومع تبدل الأدوار كانت النتيجة الحتمية الممكن لأي حمار عالمي توقعها.. أن تخسر الشرعية التحالف ويفقد التحالف شرعية التدخل!!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس