الحلول السياسية في بلد مثل اليمن..!
الثلاثاء 25 ابريل 2023 - الساعة 11:11 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
في اليمن وعبر تاريخها , فإن الاحتراب والصراعات فيها لم تتم على اساس خلاف في وجهات النظر والرؤى الوطنية فيما يتعلق ببناء المجتمع ومن ثم بناء الدولة , بقدر ماكانت ومازالت حتى اليوم تحدث وفقا لدوافع هيمنة مذهبية اومناطقية وقبلية او سلالية , وعادة مايصبح الدين مادة للتوظيف في هذا الاتجاه..
وبالتالي فان هذه الحروب ظلت تقود الى مزيد من التشرذم والفرقة وتراكم وتجذر للخصومات المجتمعية , غير ان مانعيشه اليوم واحاق بنا من الكراهية وسفك الدماء على اسس عنصرية وطائفية , قد بلغ بنا زبا فرقة لم نعهدها من قبل شملت كامل الجغرافية اليمنية وشرائحها المجتمعية .
في مثل هذه الاوضاع وهذا النوع من الصراعات والاحتراب , تصبح الدعوة والمناشدات لاجراء حورات بين الفرقاء نوع من المزايدات الوطنية التي لاتقود الى نتائج عملية ودائمة .
اذ ان الدعوات المترافقة مع هذا القبيل من الاحتراب وفي حالة بلوغها والتي عادة ماتقود الى مايطلق عليها ظلما وزورا بالشراكة الوطنية في الحكم , فانها لاتمثل اكثر من ترحيل للمشاكل بالنظر الى مايتخلل مثل هذه الشراكات من اساليب الفهلوة والتٱمر والايقاع بالاخر ومحاولات تعريته وافشاله , الى جانب حضور دور القوى الدولية وتسييرها للامور بالطريقة المناسبة لها , بحيث تشكل نتائج الحلول بين الفرقاء مقدمة لنتائج تصب في صالح شعوبها..
وقد اثبتت التجارب اليمنية في هذا السياق صحة هذا الطرح , ولن يكون اخرها ماتعلق بالوحدة اليمنية وما ترتب على نوايا نظام الشمال من الالتفاف عليها وحرف مقاصدها الوطنية المفترضة , الى خلافات وصراعات مبكرة افضت الى حرب 94 وما ترتب عليها من نتائج مازالت ترمي بظلالها حتى اليوم .
اذاً - ومن وجهة نظري - وبناء على هذا الماضي الملبد بغيوم وجراحات جهلنا وتخلفنا , فإن الحسم العسكري هو الاجدى والاكثر عملية وواقعية , بدلا عن الكذب على بعضنا وايهام انفسنا في امور غير عملية و غير مجدية , في واقع مؤشر جهله وتجاربه الفاشله - بما في ذلك اشكاله السياسية - تبلغ مناسيب عالية مازلنا رهن اشارتها .