ضمن الاتفاقات المبدئية التي تمت مع الحوثيين ، هو استئناف عملية تبادل الاسرى كدفعة ثانية على رأسها اللواء فيصل رجب و السياسي محمد قحطان ، هما شخصيتان تضمن الافراج عنهم القرار الاممي 2216.

لكن الحوثيين ارادوا من خلال استدعائهم لفريق تحت مسمى وفد ابين وشبوة والبيضاء ، ان يوصلوا رسالة للمجتمع الدولي والرعاه والإقليم ان لديهم موطى قدم جنوباً ، مما يعني ان لهم نصيب مستحق في عائدات ومبيعات نفط شبوة و حضرموت التي طالبوا بضرورة توريد 40% منها لبنك صنعاء تدفع بالدولار ، اضافة لنصيبهم من صافر و قد جزء منه يصل لهم بتنسيق وشراكة مع سلطة مأرب ، و الأخر سيأتي ضمن الشروط التي وضعها الحوثيين. التعديلات التي طرت من قبلهم في الجانب الأقتصادي.

هنا يسعى الحوثي جاهداً من خلال التضخيم الإعلامي والإستهلاك الذي تم عن هذا الوفد وهم مجرد مجموعة من الاشخاص لا يمثلوا مناطقهم ولا محافظاتهم ، ولكنهم يمثلوا توجه معين وقد يكون بعضهم نيته وهدفه طيب ، لا حكم على النوايا ، ولكن هدف الحوثي ايصال رسالة ان لديه موطى قدم ومؤيدين والخ...!

امام خطوة الحوثي التي لها ابعاد سياسية واقتصادية ، هل بإمكان الشرعية ان تستقبل وفداً من صنعاء وتحديداً من البيت الهاشمي و تفرج عن الدكتور مصطفى المتوكل كخطوة إنسانية بحته ورسالة للجميع لها ما بعدها ..؟!

ام ان الغباء سيظل حليف القوى التقليدية التي هيمنت على الشرعية وكتلت البعض خلف الحوثي رغماً عنه...!

وبالنسبة للمسار الإقتصادي اعتقد ان مساءلة دفع الرواتب رغم ابداء الشرعية استعدادها لذلك ، الا انها ستظل نقطة خلافية قد تقود لإنهيار تام لعملية التفاوضات ، لانه من المهم ان تتم عملية الدفع من خلال الشرعية وعبر بنكها..!

 و ما يهم حضرموت هو ضمان دفع قواتها العسكرية من نخبة و الوية في اطار المنطقة الثانية بإنتظام وهذا هو الذي دفع البحسني لإعلان موقف لأن البعض او الأمم المتحدة تطرح ان يتم دفع الرواتب للجميع مدنيين و عسكريين وفق كشوفات العام 2014 و هذا يضع الجنوب امام استحقاق تتطلب منه اعلان موقف واضح يضمن رواتب قواته و موظفيه الذي اتتوا بعد 2014 والكل يعلم ان القوات جميعاً لم تكن موجودة قبل سطو الحوثي و إستيلائهم على السلطة بالقوة الغاشمة.

يبقى ان الافراج عن اللواء فيصل رجب يمنح البهجة للجميع وخصوصاً اسرته ولكنه مهم ايضاً حمايته وتوفير الرعاية الكاملة له من قبل الشرعية لأن الحوثي ممكن ان يدفع بإتجاه تصفيته بعد الافراج عنه وتحميل الشرعية ممثلة بالرئاسي مسؤولية ذلك وهنا يعني ان الهدف الثاني للحوثي في اذكاء الصراع جنوباً واحياءه من جديد قد تحقق ...!!