ياالهي ... أي قدر كتب علينا وأي جغرافيا قدر لنا الولادة فيها !

الثلاثاء 02 مايو 2023 - الساعة 07:41 مساءً

 

ظلت الأيام والمراحل والسنين ومحطات الحياة بمختلف معطياتها , تثبت فارق العيش والتفكير والثقافة العامة وطبيعة الانظمة , بين كلا من نقضي اعمارنا في الدعاء عليهم بالدمار والهلاك وجعل نساءهم سبايا لنا - وهو الاهم - وبين حياتنا الملوثة بما يمكن تخيله من مساوئ الانسان , والانظمة المتربعة والمتعاقبة على كراسي الحكم في بلداننا نحن المعفنين بالامراض الطائفية والمناطقية والقبلية والعنصرية والاسرية المزمنة .

 

في مجتمعاتهم , تنبعث روائح المواطنة الزكية واريج الديموقراطية ورياحين النظام والقانون وفل احترام الانسان من حيث كونه انسان , بعيدا عن لونه وعرقه وديانته , فيما ظلت - ومازالت - تنبعث من "ازغان" اوطاننا روائح الدماء وانات المقهورين واوجاع الفقر والجوع ونتن الفرقة والخصومة , كنتاج لواقع يتسم بالجهل والتخلف واستحضار الماضي بما يفرق الناس , بما في ذلك توظيف الدين وتقديمه على صورة مانعيشه اليوم من الفرقة وسفك الدماء .

 

في بلادهم , يخضع رئيس الدولة للتحقيق ويطبق عليه النظام والقانون ويزج به في السجن مثله مثل اي مواطن ارتكب الخطاء او مارس الفساد او خالف القانون , لكنه بالمقابل يحظى بالاحترام والتقدير , اذ لايتعرض للاهانة والتجريح ودوس الكرامة مهما كانت حجم مخافته لطبيعة عمله العام . يسمح له بالتواصل مع افراد اسرته ولالتقاء بهم , بما في  ذلك تخصيص يوم في الاسبوع للسماح له بافراغ شحنته العاطفية . يقدم للمحاكمة وفقا للاجراءات القانونية وله الحق في اختيار محاميه حتى صدور الحكم الذي لايلغي حقوقه القانونية وخقوق المواطنة في حالتي الادانة او البراءة .

 

في بلاد الحيض والنفاس وشروط النجاسة , يتعرض الانسان لما يمكن تخيله من انواع الظلم واساليب القهر وصور المهانة الرسمية وسياسات الغلبة , غير اننا بالمقابل حريصون جدا على اداء تحية الاسلام , حيث يطغى نبض العرق المذهبي ونفس المنطقة والاسرة والتسيد السلالي والعرقي .

 

لاكرامة للانسان ولا احترام لمشاعرة ولا تقدير لحقوقه القانونية ولا حتى الدينية التي يدعون تمثيلها . المسؤل يعبث وينهب كما يحلو له , فلا قانون يطاله ولا نظام يخشى عقوبته , بل على العكس ينظر لعقاراته كأحمر عين ولارصدته "باعتباره شيطان وزقوة ورجال وقبيلي عسر " - مديح على الطريقة اليمنية -.

 

في السجون يتعرض الانسان لانواع استباحة مشاعره من صغار الجندرمة الى اكبرهم , يحرم من التغذية السليمة والفرش النظيف والهواء النقي , بل تقوم اسرته بتوفير محتجاته .حتى ان منهم من لايستطيع التواصل باسرته وابلاغها عن مكان تواجده واحتكام قضيته لبنود القانون .

 

الافراج عنه لايتم كنتاج لجلسات محاكمه وقرار المحكمة , بل عبر الوساطة او دفع المال او قوة انتماءه القبلي . 

آخرون يفرج عنهم عبر الوفود القبلية وترديد الزوامل لحسابات سياسية ومناطقية واخرى ضيقة جدا لاتتكرر سوى في اوطاننا , وهناك من يفرج عنهم عبر تدخلات ودعوات اقليمية او دولية .

 

" محمد قحطان " يقبع في السجن منذ ثمان سنوات , لايعرف ولا نعرف نحن ماهي تهمته وطبيعة جرمه , ولا تعرف اسرته في اي سجن يتواجد وكيف هي حالته الصحية والنفسية .لم يجري التعامل مع وجوده لديهم من خلال القانون وعرضه على النيابة ومن ثم محاكمته , وكل جرمه بالنسبة لهم انتماءه لتجمع الاصلاح , وبذلك ومن واقع وحقيقة مشروعهم استحق تغييبه كل هذه السنين وما يرافقها من المهانة والبهدلة في سجون الحسين , من منطلق مذهبي وسلالي ولا شيء غيره .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس