سوريا بين شباك إيران وشكوك العرب
الثلاثاء 30 مايو 2023 - الساعة 09:34 مساءً
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
مهاد..تخطفت شباك إيران سوريا وكادت أن تفصلها عن الجسد العربي وتجعلها ترسا في الماكنة الخمينية ولاوزالت تحاول أن تفعل.
المبتدأ..
بضغط سعودي كبير على كل الدول العربية عادت سوريا عودة كريمة إلى الحضن العربي وذلك سيفتح آفاقا جديدة للحالة العربية المتشظية، فقد أصبح الجميع مدركاً بأن الصراع في سوريا يجب أن يتوقف.
الخبر..
دخلت سوريا في مرحلة جديدة بعد أن بدأت جدران العزلة الإقليمية بالانهيار، وتغيّر المزاج العام المحيط بها.
مرَّت سوريا بكارثة تناثرت فيها الجغرافيا وتشرد فيها الناس..
دوامة الحرب الأهلية بامتداداتها الإقليمية والدولية، كانت هي الأقسى، حيث تحولت الأراضي السورية إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، أدَّى إلى حدوث انقسامات عمودية وأفقية في بنية المجتمع السوري.
الجملة..
المتغيّرات الكبرى في السنة الأخيرة على المستوى الدولي، عزز خيارات جديدة للعودة إلى علاقاتها التي قطعت مع معظم الدول العربية.
كما أن الصدام الإقليمي والدولي في سوريا أخذ اتجاها جديدا بعد انتقال العالم وتحديدا روسيا وأمريكا وأوروبا للانشغال بالحرب في أوكرانيا.
السياق..
تشكّلت معادلة جديدة بعد دخول الصين، في المعادلة الدولية ونجاحها في رعاية اتفاق المصالحة السعودي - الإيراني.. ومحاولتها بناء نظام إقليمي جديد ينسجم مع النظام الدولي الجديد متعدّد الأقطاب والسياسات والثقافات.
على سبيل الختم:
تسعى إيران للإبقاء على نمط التحالف العسكري - السياسي في سوريا أكثر منه على الجانب الاقتصادي حاليا وتسعى الجامعة العربية إلى استعادة سوريا من بوابة السياسة والمصالح المشتركة رغم زحمة الشكوك واعتراض بعض الدول.
وربما ينتج هذا التجاذب سوريا جديدة غير مكتملة الملامح، تسير في خطين متعاكسين ومحورين متناقضين ولا تستطيع سوريا حسم شملها نحو محور معين لكنه أقل الممكن الآن.. والسياسة فن الممكن.
ولربما تنجح سوريا باستثمار مد يد للعرب وأخرى لإيران للحفاظ على جغرافيا سوريا وهويتها ومصالح شعبها، وذلك يعود إلى القدرة على الجمع بين متناقضات السياسة وضغوط الاقتصاد، والقدرة على إغلاق ملف الاشتباك الداخلي، وهو أمر ليس باليسير وقد يتطلب زمنا طويلا.