فضيع جهل ما يجري...!
الخميس 01 يونيو 2023 - الساعة 07:43 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
عندما يصل التعليم في بلادنا إلى هذا الوضع المزري مع التفشي الوبائي لفيروسي الغش والفساد الذان ينخران جسد التعليم العليل أصلا..
وعندما يصبح الغش هو القاعدة وهو السائد وعدم الغش هو الإستثناء , وعندما يصبح الفساد هو السائد والنزاهة هي الإستثناء.
وعندما يتعامل المجتمع مع الغش كحق مكتسب ويتم ممارسةالغش بشكل جماعي وعلني، عندما نصبح بحاجة ماسة لمراقبة الملاحظين والمراقبين والمعلمين وحماة المراكز الإختبارية ورؤساء اللجان ... و...و...أكثر من حاجتنا لمراقبة الطلاب أنفسهم ..!
وعندما يتدنى الوعي ويغيب الضمير وتغيب الإدارة الرشيدة والرقابة الفاعلة ويغيب القانون وتغيب المحاسبة...
وعندما يصمت أصحاب القرار والاكاديمين والباحثين والنقابات والنقابين والمثقفين والسياسين والنخب السياسية والاجتماعية والعلمية والتربوية والخطباء والمرشدين والواعظين والصحفيين والإعلاميين والناشطين.. عندما يصمتون ويتجاهلون ما يجري من عبث فإنهم سيصبحون وسنصبح جميعا شركاء في هذه الجريمة التي ترتكب بحق التعليم وبحق الجيل والأجيال القادمة وبحق الوطن الجريح ...
وعندما يصبح الهدف الاساسي لوزارة التربية هو مجرد اجراء الأختبارات كعملية اجرائية وروتينية شكلية ومشوهة وكنوع من إسقاط الواجب بغض النظر عما يشوب عملية الاختبارات من اختلالات كبيرة وفساد وغش وتلاعب وغير ذلك من الممارسات التي تعمل على إفراغ الاختبارات من معناها الحقيقي وجوهرها التربوي والعلمي والقيمي.. مع اهتزاز الثقة بمدى مصداقيتها ونزاهتها وحياديتها ودقتها وجدواها..
فوي ظل كل ذلك وفي ظل هذا المشهد وهذه الصورة القاتمة , فهل ما يزال هناك جدوى من إجراء مثل هذه الإختبارات المختلة والمشوهة؟
وهل ماتزال مثل هذه الاختبارات تحقق الغاية و الأهداف المرجوة منها وصالحة كوسيلة تربوية وتعليمية للقياس والتقيم والتقويم والمفاضلة... وإجازة الطالب للحصول على الشهادة الثانوية العامة ؟!
وحتى نستفيق ونخرج من حالة الغفلة والجهل والتجهال والتجهيل التي تهيمن علينا سنظل نردد مع ضمير الشعب عبد الله البردوني رحمه الله :
فضيع جهل ما يجري
وأفضع منه أن تدري