كيف تفوقت فائقه
السبت 05 أغسطس 2023 - الساعة 09:54 مساءً
عادل البرطي
مقالات للكاتب
حين أستمع للعظيمة جوليا بطرس وهي تغني (ياحبيبي ياجنوب ) تخطر على بالي الكثير من الماجدات اللائي سطرن البطولات على التراب اليمني وجلهن من الجنوب ، وبطولاتهن لم تقتصر على الجوانب المدنية فقط كما سيخطر على بال أحدهم بل في شتي الجوانب . فمنهن القاضية والضابطة والكابتن طيارة والمهندسة والطبيبة والكاتبة . وفي السياسة كانت فائقة السيد إحدى هؤلاء الماجدات ، فقد آمنت بقضية وطن وكانت نصيراً للشعوب المظلومة والمقهورة ، وخاصة شعب فلسطين الذي منذ أن طرقت باب النضال والدفاع عن الإنسانية لم تخلع وشاح قضيته لا لكي لا تنساه ، بل لتزداد إصراراً على مواصلة النضال من أجل قضية العرب والجرح الدامي في الوجدان العربي .
فائقه السيد الآتية من تراب الحبيبة عدن التسامح ومن بيئة بدوية وحضرية هي حضرموت التاريخ لا تهن ولا تركع إلا لبارئها ، وتنتصر في حين الهزيمة هزمت كل الظروف كبيئتها البدوية الكريمة ولم تستسلم لعادات أو تقاليد ، فارتقت أعلى المناصب السياسية ، وتجنبت أن تغتال قضيتها وطريقها مناصب الدولة ، فعافتها وتعافت منها فكانت بحق يسارية الضمير مؤتمرية الفعل والإنتماء يمانية القلب عروبية القضية.
غالباً ما نكرر مصطلحاً غبياً حينما نمدح تياراً سياسياً ما أثبت ولائه للوطن والتزامه بمبادئ الوظيفة العامة فنقول عن كوادره رجال دولة لكن المتفوقة فائقة أثبتت وبالدليل القاطع أن للدولة اليمنية نساءها ايضاً ، وقد يكن أكثر إيجابية من الرجال كما كانت بلقيس و أروى وماجدات سطرن بأحرف ٍ من ذهب تاريخاً تليداً على طاهر التراب اليمني . فقبل عام تقريباً جرت عرقلة معاملات لعدد من الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى إحدى الدول المستضيفة ولم تستطع سفارتنا في القاهرة أن تقدم لهم شيئاً عدا خبط الكف على الكف لتأتي فائقة وبعلاقاتها الدبلوماسية والشخصية لتزيح عن كاهل أبنائها تلك الغمة وينالون مرادهم باقل من 24ساعه بينما عجزت وزارة الخارجيه في القاهره عن عمل أي شيئ .
اليوم أيضا ً تتفوق فائقة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ، ففي حين تتهافت جرذان الظلام على إنشاء المشاريع الصغيره لهدم عضد الدولة والإتجاه نحو اللاقانون بإنشاء مكونات مشبوهة وعميلة للخارج القصد منها وأد عملية التحرير وامتصاص ثروات الوطن - ومأرب تحديداً - لجيوبهم المنتفخة أصلاً من أموال الشعب غير مكتفية بما نهبت نجد فائقه هناك في قلعة التحدي وحامية الشرق موسكو تقاتل وبشراسة من أجل أبناء شعبها لتكفيهم كفاف الجوع القادم للعالم بسبب توقف القمح عن التصدير .
ولأنها لا ترى للهزيمة موقعاً في قاموس حياتها ، فقد انتصرت وانتزعت من براثن القيصر بوتن أطنان القمح هدية مجانية للشعب اليمني وهنا تجسيدٌ فعلي للوطنية ، فالوطنية لدى فائقة ليست شعارات وأقوال وخطابات تلقى وتذر أحرفها الرياح ، بل موقف يتجلى صدقه بالفعل وإيمان يتبعه العمل .
فائقة السيد أثبتت لنا وبالدليل القطعي أن الحياة أنثى والموت ذكر والضياء من شمس أصيلة أنثى والعتمة من ليل ذكر . وها هي الفائقة شجرة أصلها يمنية الثبات آتت أُكلها وما زالت ولن نستطيع شكرها مهما أجزلنا في الحروف.