خطابات الحوثي تتمترس خلف الزيدية السياسية..!!
الاثنين 14 أغسطس 2023 - الساعة 11:54 مساءً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
في تكتيك جديد تسلكه جماعة الحوثي ليظهر خطيبها عبدالملك الحوثي كـ زيدي في خطابين آخرين كان آخرهما يوم السبت، في ذكرى ما يسميه البعض استشهاد الإمام زيد..!
الخطاب أخذ بُعداً سياسياً جديدا بتوجيهات إيرانيه مفادها الظهور كـ زيدي تقليدي لا صلة له ب"الخمينية" رغم أن ما أسماه الحوثيون "يوم الغدير" قد أظهرهم في بكائياتهم كامتداد للخمينية بشكل لا يدع مجالا للشك.
لكن تعلميات طهران اقتضت أن يتمترس الحوثي خلف الزيدية التقليدية أولاً لكي يوصل للإقليم أن لا علاقة له بطهران وأنه أقدم من الخميني ويستند على إرث مذهبي وكتلة سكانية وجغرافية عُرفت بالزيدية السياسية..!
وثانياً: من أجل يحافظ على تماسك كتلته أو حاضنته الاجتماعية التي شعر أنها بدأت تنسلخ من حوله وتطالبه بالرواتب والخ..
خصوصاً بعد وصول وفد عماني سعودي في رمضان المنصرم إلى صنعاء مما يعني أن "العدوان" كمصطلح استخدمه الحوثيون للحشد والقمع والجباية والهروب من الاستحقاقات قد انتهى فعلياً وبات من الماضي شيء اسمه "عدوان" بعد زيارة آل جابر لصنعاء.!
نحن أمام خطاب تكتيكي هدفه الابتزاز والحصول على جزء من الموارد التي تقع تحت سيطرة الشرعية، إلى جانب تخوف من تنسيقات مع الكتلة السكانية التي يعتبرها عبدالملك الحوثي مخزونه الحربي والذخيرة..!
سيعمل الحوثيون على إجراء تعديل حكومي لهدفين رئيسين: الأول لمحاولة الهروب من الأزمة وحالة الانقسام الداخلي الذي تعيشه جماعة الحوثي والضغط الشعبي في مناطق نفوذها.
والسبب الثاني هو إزاحة بعض المؤتمريين من المواقع المهمة والتي تتعلق بالجوانب المالية والإيرادية والمصرفية لاعتقادهم أن مساعي الواسطة الأممية والعمانية قد تنجح في حصول الحوثيين على موارد أو أموال تحت مسمى "الرواتب"...!
يبقى أن الحوثي بخطابه الطائفي يؤكد عجزه الكبير عن خوض حرب رغم حاجته إليها للهروب من أزماته الداخلية والصراعات التي تدب في منظومته وبين أقطاب الجماعة، لكنه يدرك أن تبعات التصعيد انعكاساتها ستكون سلبية جداً عليه، لأنه لا يمتلك القوة البشرية التي تمكنه من تغطية كافة محاور الحرب على طول الجبهات، لأنها حرب تختلف عما قبل الهدنه وأول جبهة سيخوضها مع الرئاسي الذي يمتلك قوات كبيرة ولن يذهب للرد على محور التصعيد من قبل الحوثي، لكنه سيذهب لأبعد من ذلك وهو فتح جبهات تصعيدية متعددة..!
ورغم أن الجميع لا يريد الذهاب للحرب إلا أن خطابات الحوثي بطابعها التصعيدي ونبرتها الطائفية تضعها في خانة التصعيد السياسي الذي لن يؤتي ثماره وسينتهي بالحرب بكل تأكيد وهو ما يعني أن الحوثية قد بدأت تدق أول مسمار في نعشها..!