الوعي السياسي تبدو معالمه واضحة في ملامح الكيد والكيد المضاد المتداول تحت يافطة "مكافحة الفساد" .

فمن العجائب في بلد الحكمة والإيمان والعجائب ؛ أن الملوثون الغارقون في مستنقع الفساد يرفعون راية الفضيلة ؛ وبلا خجل يتصدرون حملة مكافحة الفساد ! ويوزعون صكوك الخيانة والولاء ؛ وهم غير مؤهلين أخلاقياً للخوض في هذا الحديث أصلاً.

الملوثون إستشعروا أنهم سقطوا من كل حساب وأصبحوا خارج اللعبة ؛ ولانهم يفقدون مصالحهم أربكتهم الصدمة فكانت ردة الفعل بمحاولة تقمص دور الوطني الحريص ؛ ولم يجدوا غير الإستخفاف بالعقول والمزايدة والتضليل والمغالطات وإدعاء البطولات الكاذبة بالحرص على وطن نهبوه ودمروه وأفقروه وضيعوه .... فضاعوا .

والمؤسف أن كثيرا من الكائدين ؛ يكيدون بالأجرة ؛ وكيدهم لايعبر عن قناعاتهم الشخصية ؛ بقدر ماهي إملاءات يفرضها عليهم أبالسة الكيد ؛ اللاهثون خلف مصالحهم ؛ الذين يمتلكون آلة إعلامية صاخبة بلا ضمير ؛ ولديهم أدوات تضخيم المشكلة وحرف المسارات وتزيف الحقائق ؛ ويجيدون بإحترافية كل فنون المغالطات .

في المقابل ... ليس في خيالهم معالم للمعرفة أو أي مقترحات مفترضة لحل يحقق المصلحة الوطنية ؛ في خيالهم شيء واحد فقط .. هو التمكين ولاشيء غير التمكين !!

‏-هامش .. لكي تكون الأحكام عادلة ينبغي معرفة الحقيقة الكاملة ، ولأن المعرفة قاصرة والمعلومة غائبة ؛ تسود الإشاعة والأحكام الظالمة هي الغالبة .

#الوطنية_تخلق_في_قلوب_الرجال