الأبواب السعودية المشرعة أمام الحوثي

الخميس 14 سبتمبر 2023 - الساعة 07:53 مساءً

 

كل الأبواب السياسية السعودية مشرعة أمام الحوثي ،كل الأبواب مغلقة مادونه من شرعية وحتى الإنتقالي في الشراكة بإنضاج حل للقضايا المطروحة على طاولة التسوية. 

الحوثي اليوم إلى الرياض بعد أن أجرى محادثات مثمرة في مسقط مع الوفد السعودي ، الذي بدوره زار صنعاء زيارات ثلاث منها غير معلنة. 

الحوثيون الطرف الثاني وليست الشرعية سوى طرفاً ملحقاً في إحدى عباءات المتحدث السعودي في عملية المشاورات ،التي تبدو أنها قطعت أشواطاً متقدمة، ووصلت إلى تفاهمات في العمق حيال جملة من القضايا، وإن كان عنوانها المضلل الملف الإنساني، إلا أنها سياسية بإمتياز تطرق أبواب مسارات الحل النهائي. 

هذه الزيارة رفيعة المستوى ربما تمهد لزيارة تالية على مستوى رئيس جمهورية سلطة الأمر الواقع ، وفيها سيتم التوقيع على إطار  وفق تصورات الحوثي لحل يحقق له المكاسب، ويمنح السعودية أمناً مشترى على حساب الأطراف الأُخرى . 

خطاب الحوثي المتصلب المشحون بلغة البارود والعودة للحرب ضد السعودية،  قنبلة دخان لإخفاء حقيقة الإتصالات والتوافقات بين قياداته والرياض ، وتصوير ماسيُمنح له  كنصر أُخذ بالحراب وعلى أسنة الرماح. 

الحوثي يحتاج مثل هكذا إدعاء بالنصر، والسعوديه تقدمه له على طبق ، لإعادة تسويقه للداخل الذي بات ينفض من حوله ،جراء سياساته العنصرية وفشله في إدارة الشأن العام ذات الصلة بحيوات الناس ، ونهبه الثروات وتوسيع مساحات الجوع تحت حجة فضفاضة إسمها العدوان. 

لقاء الرياض سيمنح الحوثي حزمة جديدة من التنازلات ،في الموانئ والمطارات ،والإستيراد المفتوح خارج لجان التفتيش، والرواتب ومبالغ التعويض والإعمار، وسيمرر تصوراته لكيفية تنمية موارده عبر إقتسام مناطق الثروات على قاعدة الكثافة السكانية والتي لن تذهب قطاعاً للناس، حتى وإن كانت تلك الثروات في المناطق المحررة ، ونيل حصة المنتصر منها من موقع المهزوم جنوباً، والوصول إلى المبالغ الموردة في البنك الأهلي السعودي، من عوائد بيع النفط والغاز والأسماك والأوعية  الضريبية المتعددة. 

لا احد يستطيع أن يجزم بعد ، ما إذا كان الحوثي قد وافق على التوقيع على هذه الصفقة الثنائية مع السعودية، بحضور الجانب الشرعي،  أم سيظل الحوثي متمسكاً بخطوطه الحمر من أن لا تفاوض مع من يصفهم بالعملاء ، متناسياً أنه هو الآخر مخلب قط لنفوذ إيران في اليمن والمنطقة. 

جولات مكوكية للإمريكان والمبعوث الأممي للمنطقة وزيارات لعدن من قبل الإتحاد الأوروبي ورئيس مجلس التعاون الخليجي ، وفتح هانس في لقاءاته ملف الجنوب في ابو ظبي ، وتصريحه المتلفز  أن قضية الجنوب سابقة للأزمة التي يبحثها، وأنها نتاج للوحدة  وماتلاها من حرب، جميع هذه الجولات تنبئ إلى ان ماسيحدث في الرياض شيء مختلف تم التمهيد له مسبقاً ، وإن إنضاج خطوات صوب تهدئة طويلة المدى تفتح على الدخول في مسارات التسوية، باتت ممكنة ومتاحة أكثر من أي وقت مضى، تسوية بشروط الحوثي هي أقرب لصفقة ثنائية متوافق عليها بين طهران  والرياض وعواصم القرار الدولي، مع إستمزاج الموقفين الروسي الصيني حول فصل الملفات، ومعالجة كل ملف على حده، وعدم ربط ملف اليمن بالصراع الجاري  في أوكرانيا والمناطق الملتهبة الأُخرى. 

مرة أُخرى هل ستحضر الشرعية مراسيم توقيع إتفاق الرياض أم ستنوب عنها المملكة؟. أياً يكون يبقى حضورها والعدم سواء ، لايغير من موازين والقوى او يعيد ترتيب المعادلة، ولا يعدل في تفاصيل الصفقة ،أو يصنع واقعاً جديداً في غرف التسوية وعلى الأرض.  

الرياض لا تنشغل كثيراً بالشرعية هي تخشى من كاسر توافقات آخر يحمل عنوان القضية الجنوبية ، لذا فهي تعمل على شن عمليات ترهيب وترغيب وحملات إعلامية سعودية ، وتشكيل البدائل،  لضرب شرعية حامله السياسي ومنازعته التمثيل. 

الإنتقالي لم يقل كلمته وهو يمتلك أوراق قوة أبرزها الشارع  ، وصمت كهذا وفي مثل هكذا توقيت يثير قلق حواضنه، حد التوجس من نتائج ضغط قد تلين مواقفه ،وتجبره على التساوق والقبول بأقل من نصف حل ، أو فتات يأخذ صفة لا حل  .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس