هل سينجح مؤتمر جدة في القضاء على الارهاب في اليمن ؟

الاثنين 09 سبتمبر 2019 - الساعة 02:07 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


تشير جميع المؤشرات والدلائل أن العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي مرتبط بما تحدده السعودية والامارات، ما يعني أن الحديث عن مؤتمر جدة المزمع عقده بين الفرقاء اليمنيين يبقى حديثا فارغ المضمون، باعتبار أن المؤتمر - في حال انعقاده - سيكون صوريا للتوقيع حول تفاهمات تم اعدادها سلفا من قبل السعودية والامارات. 

وعلى الرغم من حالة المد والجزر في مواقف الأطراف اليمنية إلا أن الواقع يؤكد أن الحكومة الشرعية باتت مسلوبة القرار لصالح القرار السعودي، وكذا المجلس الانتقالي الجنوبي مسلوب القرار لصالح الموقف الاماراتي، وهو ما يؤكد أن التفاوض سيكون تفاوضا سعوديا - إماراتيا في الأساس لتقاسم النفوذ في المحافظات الجنوبية، فيما الأطراف اليمنية ستكتفي بدور الكومبارس لمباركة الاتفاق السعودي الاماراتي. 

ما إن تتباين المواقف السعودية والإماراتية من الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية، حتى تعود هذه المواقف للاتفاق حول مبادئ وأسس معينة ترى الدولتان أنها تمثل قاعدة مشتركة لصراع المصالح بينهما، بحيث يبقى الموقف اليمني هو الموقف الغائب أو المغيب بالأصح طالما يعاني اليمنيون من شرعية هشة وفضفاضة وغير قادرة على صناعة القرار الوطني الحر والمستقل. 

السعودية والامارات وفي بيان مشترك صدر عنهما اليوم الأحد أعربتا عن ترحيبهما باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار، كما أكددت الدولتان على استمرار دعم الحكومة الشرعية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية وهزيمة المشروع الإيراني ودحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن... وفي سبيل ذلك تعلن حكومتا البلدين استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

ويلاحظ أن البيانات التي تصدر مشتركة بين الدولتين تركز على المبادئ العامة التي أعلنها التحالف العربي منذ اعلانه عن قيام عاصفة الحزم لدعم الشرعية، وأهم هذه المبادى هو الالتزام بدعم الحكومة الشرعية، فيما تصدر التباينات في المواقف المنفردة، وخاصة الموقف من الجماعات الارهابية والتي تتهمها الامارات بالتغلغل داخل صفوف الجيش وبدعم من جماعة الاخوان المسلمين وبالتحديد من الفريق الركن علي محسن الأحمر والذي يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي باقالته كشرط رئيسي لحل الأزمة.

وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الامارات العربية المتحدة قد أصدرت بيانا في 29 أغسطس الماضي أثار موضوع انتشار الجماعات الارهابية في اليمن، حيث أشار البيان إلى أن الأجهزة الاستخباراتية رصدت خلال الأسابيع الماضية خلايا إرهابية بدأت تنشط في المناطق اليمنية الأمر الذي يهدد بشكل فعلي للجهود الكبيرة التي قام بها التحالف للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن، كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك لضمان عدم استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن والعودة للساحة اليمنية بقوة لتنفيذ هجماتها الإرهابية.

المواقف المتباينة بين الأطراف الاقليمية للأزمة والمتمثلة بالسعودية والامارات تقود إلى أن احتمالية الوصول إلى اتفاق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي يزداد صعوبة مع فتح المجال للتدخلات الخارجية خاصة مع طرح قضايا تتعلق بالارهاب وانتشار الجماعات الارهابية في اليمن وبتواطؤ من بعض الأطراف الرئيسية، خاصة إذا ما علمنا أن انتشار الجماعات الارهابية في المناطق المحررة يمثل مصدر تهديد لطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما سيمثل بابا للتدخلات الدولية، مع تصاعد الحديث عن تدخل ”أمريكي - روسي - فرنسي” وشيك في اليمن.

ويرى مراقبون أن مؤتمر جدة المزمع عقده بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي سيتم افشاله قبل انعقاده من قبل القوى المتهمة بتسهيل تغلغل الجماعات الارهابية إلى صفوف الجيش اليمني، وبالتحديد الفريق الركن علي محسن الأحمر الذي من المتوقع أن يستعين بالجماعات الارهابية وبالمسلحين القبليين والمسلحين التابعين لحزب الاصلاح للتحشيد بهدف التصعيد العسكري في المحافظات الجنوبية، والعمل على خلط الأوراق خاصة مع تزايد المؤشرات التي تقود إلى احتمالية اقالته من منصبه وتعيين نائب رئيس للجمهورية محسوب على المجلس الانتقالي الجنوبي تنتقل إليه معظم صلاحيات الرئيس هادي في اطار الحلول المقترحة للأزمة الناتجة عن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن وعدد من المحافظات الجنوبية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس