المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الأول لمصر
الجمعه 20 أكتوبر 2023 - الساعة 09:26 مساءً
أحمد شوقي أحمد
مقالات للكاتب
فصائل المقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول بالنسبة لمصر أمام "إسرائيل" والجيش المصري يدرك ذلك ولعل هذا ما يفسر استمرار تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية بشكل كبير بالرغم من قيام الجيش المصري بتطهير سيناء من الجماعات المسلحة التي كانت تتعاون مع حماس.
"إسرائيل" تريد من خلال الحصار الشامل وتجويع الفلسطينيين والقصف المكثف ارغام المواطنين في قطاع غزة الى الاحتشاد في معبر رفح وعبور الحدود بالقوة باتجاه مصر تحت طائلة الجوع والقصف والحصار ومن ثم تشكيل منطقة عازلة في قطاع غزة او حتى احتلال القطاع وهو ما سيجعل الجبهة المصرية وجهاً لوجه امام التحدي الإسرائيلي، خصوصاً وأن سيناء تمثل خاصرة ضعيفة من الناحية الجغرافية والعسكرية بالنسبة لمصر يصعب حمايتها أمام اي هجوم في ظل عدم وجود نسق دفاعي أول في قطاع غزة. وهي تاريخيا أرض العبور/ الدخول التي اتخذها معظم الغزاة الراغبين في احتلال مصر، ناهيك عن كونها أصبحت مقيدة بموجب اتفاقية كامب ديفيد بالنسبة لحصر تواجد القوات المقاتلة فيها بحدود ٣٠٠٠ جندي وهو ما يجعل من سيناء خاصرة "أضعف" وليست ضعيفة فحسب.
لذلك يصر الرئيس المصري بكل طاقته على ادخال المساعدات الى غزة، أولا لتمكين الفلسطينيين في قطاع غزة من الصمود وعدم انسحابهم من مناطقهم الى رفح او دخول الاراضي المصرية وبالتالي انهيار الجبهة الغزاوية، وثانيا لمنع المشروع الإسرائيلي الصهيوني الهادف لتوطين سكان القطاع في سيناء من خلال استغلال الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعانيها مصر وإغرائها بالمساعدات المالية الزهيدة. ولعل هذا ما يدفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مراراً وتكراراً للتعبير عن رفضه لهذا المشروع الخطير.
غير ان اللافت ان الرئيس الأميركي اتفق مع الرئيس المصري على دخول 20 شاحنة فقط من المساعدات الى القطاع مع وجود مناورة وحرب دبلوماسية تخوضها إسرائيل لاعاقة دخول المساعدات الى قطاع غزة، تارة بحجة التفتيش للتأكد من محتويات هذه الشاحنات وتارة أخرى بحجة انها ستقدم الى ناشطي حماس، وهذا بالرغم من ان عدد الـ ٢٠ شاحنة لا تكفي لتغطية نسبة بسيطة من احتياجات سكان القطاع فضلاً عن أن المائة الشاحنة الأخرى الموجودة في رفح المصرية بإجماليها لا تكفي لإغاثة القطاع ناهيك انه ومع موافقة الجانب المصري على دخول هذه النسبة الشحيحة من المساعدات (العشرين شاحنة) الا ان الجانب الإسرائيلي ما زال يناور ويعيق دخولها بحجة أن نتنياهو يتعرض لضغط شعبي من أسر الأسرى الإسرائيليين واليمين المتطرف، بيد أن الحقيقة أن الجانب الإسرائيلي يسعى لزيادة معاناة سكان القطاع لدفعهم الى الهجرة جنوبا واجتياز المعبر الحدودي بين مصر وقطاع غزة بالقوة وفرض أمر واقع على المصريين.
أمام هذا المشهد لا أرى إمكانية لإعاقة الخطة الأسرائيلية الا من خلال تقديم الدعم الكامل لجمهورية مصر من قبل الدول العربية بصورة عاجلة وذلك من الناحية الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية لمواجهة احتمال المواجهة المسلحة مع الكيان الصهيوني.. هذا أولاً
وثانيا وهو يكاد يكون اكثر اولوية، فيكمن في زيادة حجم المساعدات التي ينبغي تقديمها للفلسطينيين عن طريق الجانب المصري.. والضغط على الدول الغربية لادخال اكبر قدر من المساعدات من خلال رفع سقف التصريحات والمواقف والتهديد بضغوط اقتصادية ما لم يتم ادخال المساعدات كاملة الى القطاع لاغاثة الناس وإعاقة فرص اسرائيل في الضغط على سكان القطاع لاجبارهم على النزوح والهجرة من خلال ادخال المساعدات بالطرق الرسمية او غير الرسمية.
وثالثاً: تسهيل مهام المقاومة الفلسطينية بصورة أكبر مما هو قائم الآن.. والقوات المسلحة المصرية تدرك ما عليها فعله، خاصة اذا وجدت الدعم العربي الاقتصادي والسياسي والعسكري اللازم للموقف المصري.