في البدء كان الفعل وليست الكلمة معركتنا المصيرية
السبت 21 أكتوبر 2023 - الساعة 06:53 مساءً
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
المبتدأ:
تملك مليشيات الحوثي القدرة على الاستمرار لكنها لا تملك القدرة على الاستقرار..
الجملة:
تضربُ جماعة الحوثي طوقاً حديدياً حول صنعاء ومناطق سيطرتها، تجدول الأفكار المسمومة القادمة من ثقب الخمينية عبر تحقيب زمني طويل وتستنسخ معامل أفكارها المشبوهة وتمضي في أحكام الإعدام على المعارضين في محاكم تم تفصيلها على مقاس الدم وتقتل الأغلب دون محاكمات.
تصدر الجماعة مدونة وظيفية وتعمم ملازم حسين وتغير المنهج المدرسي، تستزرع حقلا جديدا لصياغة هوية مشوهة على طريقتها.
الصفة:
هذا الحقل أساسه وساسه رؤية الولي الفقيه الهوياتية التي عممتها إيران على مستعمراتها العربية، في العراق ولبنان وسوريا واليمن بديلا للهوية الوطنية للهيمنة على مرتكزات هذه الدول وقراراتها السياسية، وبتدابير وإجراءات إقصائية سافرة.
حرف الجر:
يجرجر الناس إلى مصير مجهول، يسخرون ويصرخون من واقعهم، فلا سبيل غير ذلك، لقد تم تجريدهم من كل أسلحة الرفض والمقاومة ولا حول لهم سوى أن يصرخوا ويسخروا وهم يشاهدون الصور المكروهة لقيادات الحوثي تعلق في شوارعهم ويتجرعون سم كلمات وخطابات عبدالملك ويرددون ومن نكد الدنيا على المرء أن يجد عدوا له ما من مدارته بد.
لغة الإصرار:
تحشد الجماعة لمعاركها المختلفة في ساحة الصراع ضد اليمنيين وتصر على المزيد وتعمم أن كل من ليس في طابورها عدو وشيطان يتبع أمريكا ويتخندق مع إسرائيل وتلك هي لغة الخميني التي انتهجها في صناعة العدو المتوهم والتي تعتمد بالدرجة الأساس على خلق ورسم صور معينة لهذا العدو.
الإعلام والطغيان:
للإعلام الإيراني والحوثي ومن يدور في نفس الفلك دور كبير في ترسيخ الطغيان بكل الوسائل دون هوادة ولهم شبكات تنفق عليها إيران من قوت الشعب الإيراني المكسور.
الوسائل:
تلجأ الجماعات المأزومة إلى خلق وتوظيف ما يسمى العدو لمواجهة أزماتها وعادة ما يتم تأجيل البحث عن حل داخلي للأزمة وترحيلها إلى عدو خارجي.
فخلق العدو يوحد ويفيد في المواجهة وعادة ما يتم إضفاء سمات عقيدية عدائية عليه.
وهو ذات السلوك المتبع حاليا في إيران مع المعارضين والاحتجاجات الشعبية، حيث يعتبر الرافضين في معركة ومواجهة مع النظام وأعداء للثورة الإيرانية ودولتها.
الختام:
لنكن على يقين، إذا تجنَّدنا كرجلٍ واحد، مؤسسات رسمية وشعبية، سوف نربح الرهان ضدّ العصابة الخمينية وجيوبها الداخلية، وحتّى لو لم تنقطع تلك الآفات، فإنّنا سنقلصّ آثارها إلى أدنى المستويات على الأقل ونحافظ على هويتنا ونظامنا الجمهوري وقيم التعايش ونكنس السلالة والخرافة والملازم والمدونات من أرضنا.
وتلك هي معركتنا المصيرية.
.
.
.